كله كوم، والقول بان خطوة الجيش المصري، خطوة تحررية من هيمنة الولاياتالمتحدة، كوم ثاني. يصعب تصور ان يقدم الجيش المصري، الذي يتلقى معونة امريكية ،سنوية، ثابتة، كاستحقاق مترتب على اتفاقية كامب ديفيد، دون تنسيق مع الامريكان. ويصعب تصور ابتهاج المملكة السعودية ودعمها السخي لمصر، بعد خطوة الجيش تلك، ومثلها الامارات،بمعزل عن الموقف الامريكي، بل وبمعزل عن الامر الامريكي المباشر،ربما. اما عن تصريحات مسئولي الادارة الامريكية بشأن ماجرى ،وخصوصا تلويحهم بايقاف المساعدة السنوية تلك، (وهو الامر الذي يعتمد عليه اصحاب التحليلات القائلة بالتحرر من الهيمنة الامريكية)، فذلك امر مفهوم، باعتبار ان الادارة الامريكية يهمها ان تبدو مواقفها متسقة مع الصورة التي تحاول تقديم نفسها بها،في العالم،بوصفها الدولة الراعية للديموقراطية وحقوق الانسان،من جهة.فضلا عن كونها معنية اساسا بمراعاة الرأي العام الامريكي الداخلي،من جهة اخرى. مع ذلك فمن المتوقع ان تبقي الولاياتالمتحدة باب موقفها مواربا، ولن تظهر موقفا حاسما، وستستمر بالادلاء بتصريحات تقبل التفسير والتأويل، حتى تتحدد اتجاهات حل الازمة داخل مصر نفسها، على نحو حاسم. وباختصار: اذا امكن القول بان خطوة الجيش المصري تلك ، خطوة تحررية فعلا من هيمنة امريكا، على سبيل الافتراض،فمن الممكن القول ،ت بعا لذلك، بان موقف السعودية،هو الآخر، تحرريا من الهيمنة الامريكية كذلك. لكن سؤالا عويصا، سيواجهنا هنا، هو: من متى كانت السعودية تجرؤ على انتهاج سياسة تتناقض، او تتعارض مع السياسة الامريكية؟ احترموا عقولنا ياسادة ياكرام.