عادل الأحمدي [email protected] بعد مرور 5 أيام على هجوم الأربعاء الذي استهدف سفارة واشنطن في صنعاء انداحت الكثير من التحليلات والمقالات وذهبت التفسيرات كل مذهب فمنهم من ذهب إلى إن الهجوم يحمل بصمة القاعدة حقيقة.. وأنه يأتي بمثابة الرد على العملية الأمنية النوعية في سيئون ضد عناصر نوعية من القاعدة هناك، وبالتالي يرة أصحاب هذا التحليل أن العقل الأمني اليمني والأمريكي بريئان مما حدث، في حين لم يستبعد آخرون ضلوع أحدهما أو كليهما في الهجوم.. بالذات أن الهجوم حدث بعد ثلاثة أيام من زيارة مساعد وزير الدفاع الأمريكي إلى صنعاء مايكل فيكرز ولقاءه بقائد الحرس الجمهوري العميد أحمد علي عبدالله صالح. تلك الزيارة التي تزامنت مع جنوح طائرة أمريكية في مطار صنعاء الدولي تضاربت حولها الأنباء.. فيما إذا كان الهبوط بسبب خلل فني أم أنها أجبرت على الهبوط لأسباب أخرى.. حادث التفجير الذي نفذ أمس الأول في أحد الفنادق في إسلام أباد في باكستان يرجح كفة الذاهبين إلى أن صقور البيت الأبيض لا يريدون أن تموت قضية الحرب على الإرهاب بذهابهم.. هذا إذا لم تكن هذه التفجيرات ضمن رغبة الصقور بالبقاء في البيت الأبيض بفوز ماكين تحسباً لأية مواجهات باردة مع الروس .. بعد أن قام الأخيرون بإرباك الأمريكان من خلال الأحداث الأخيرة في القوقاز. ولاحظوا معي أن أياً من التحليلات الكثيرة التي كتبت في الداخل والخارج لم يتطرق على الإطلاق إلى وجود طرف ثالث غير القاعدة والتنسيق اليمني الأمريكي. وغياب مثل هذه الفرضيات يعد قصوراً في محاولة الإمساك بتلابيب الحقيقة.. وأياً كانت التحليلات فثمة ما يمكن الإمساك به، وهو الدليل المادي الذي تركه المهاجمون الستة ورائهم، وأعني بذلك جثثهم التي لا يعتقد أن جميعها قد نسفت "شذر مذر".. بل بالإمكان التوصل عن طريق هوية المهاجمين سواء بالحامض النووي أو بغيره إلى معرفة هل بالفعل هؤلاء الأشخاص لهم خلفية جهادية أم أنهم منفذوا عمليات نوعية لصالح جهاز استخباراتي معين أم أنهم ليسوا من ذلك الطرف أو ذاك أم أنهم مجرد مجهولين يراد أن يسدل على هويتهم الستار دونما حقيقة!! بالتأكيد لقد كان الإرهاب موجوداً قبل وجود تنظيم القاعدة الذي لم يسأل أحد نفسه ما هي استفادة مثل هذا التنظيم من مثل هكذا عملية سوى المزيد من مضايقته وتشديد الحصار عليه.. وغير مستبعد كذلك أن هناك أطرافاً أخرى حريصة على تسميم العلاقة بين أمريكاوواشنطن.. تلك العلاقة التي ليس بمقدور أحد توقع مآلاتها.. لو أن هذا الهجوم استطاع الدخول إلى باحة السفارة وقام بنسفها وقتل من فيها.. خصوصاً وأن الأمريكيين قد عبروا مسبقاً عن هواجس تسكنهم إزاء هجوم كهذا وذلك عن طريق فيلم قواعد الإشتباك (Rules Of Engagement) الذي أنتجه البنتاجون وهوليود أواخر التسعينات. على الرأي العام اليمني أن يجيد التساؤل حتى لا يكبر في أذهان اليمنيين أن ما حدث هو عبارة عن خطة محبوكة أشرف الجنرال مايكل فيكرز على وضع لمساتها الأخيرة!! زيادة أخيرة: أصبح الآن من السذاجة بمكان أن نطرّح التفسير التآمري لبعض الأحداث الغامضة.. خصوصاً وأن كثير من الخيوط الخاصة بأحداث ال11 من سبتمبر سيما ما يتعلق منها بالبنتاجون بدأت الآن بالإنكشاف.. لنجد أفلاماً وثائقية معززة معززة بالصور والبراهين تؤكد أنه ما من طائرة ركاب نفاثة اصطدمت بالبنتاجون. إلى ذلك تكفلت بعض البرامج في قناة روسيا اليوم بكشف المزيد من الخيوط.. فقط على الرأي العام أن يؤهل نفسه لتلقى الصدمات الإخبارية التي تنسف ما علق في أذهاننا منذ سنوات.. على أن الحقبة التآمرية ما زالت طفلاً يحبو قياساً بدخول عملاق "التقية" السياسية والدينية إلى مربع الصراع.. أعني بذلك إيران الخميني التي تمارس التضليل بتأصيل شرعي وتعتبره تسعة أعشار الدين كما تتمتع بمكابرة شديدة لتغطية الحقائق على عكس الأمريكان الذين يبادرون هم قبل غيرهم إلى كشف الكذبات الكبرى ويصبح كاشفو الكذبات الأمريكية أشخاصاً أمريكيين.. أما نحن العرب فلسنا سوى أعيرة صوتية في مسدسات الآخرين ولم نرقى بعد إلى فهم استراتيجيات الآخرين.. ناهيك عن وضع استرتيجيات خاصة بنا!!