فخامة الرئيس عندما منح الشعب اليمني برنامجك الانتخابي ثقته الغالية كان ينتظر منذ اليوم الأول لتوليك مهام ومسئوليات دورة رئاسية جديدة أن تبدأ في تنفيذ كافة المحددات والمضامين والمنطلقات التي اشتمل عليها برنامجك الانتخابي خاصة ما يتعلق برؤيتك الثاقبة لمتطلبات الإصلاح للنظام السياسي وجعله قائماً على أسس ومداميك دستورية قوية وراسخة تبنى عليها الدولة اليمنية الحديثة . فخامة الرئيس.. ولأن رؤيتك دائماً ثاقبة ولكونك قائداً تاريخياً حكيماً تنتصر دوماً للإرادة الشعبية وتؤمن بأهمية التشخيص الواقعي والموضوعي لمتطلبات بناء اليمن الجديد الديمقراطي الموحد فإننا قد وجدناك تفضل إرجاء تنفيذ رؤيتك هذه وتفضل عوضاً عنه إجراء حوار وطني شامل حول كافة القضايا والموضوعات المعنية ببناء الدولة اليمنية الحديثة ولكن حرصك هذا قد أخذ منك وقتاً كبيراً وطويلاً من أجل تحقيقه وبلورته وانتهى إلى طريق مسدود مع أحزاب المشترك من خلال مواقفها المتشنجة ضد رؤيتك وضد حرصك على تعزيز مشاركتها في الحياة السياسية اليمنية. فخامة الرئيس إن دعوتك مؤخراً أو بالأحرى دعوة المؤتمر الشعبي العام وطلبه من نواب الشعب الوقوف أمام التعديلات الدستورية التي تضمنها برنامجك الانتخابي ذات العلاقة بالإصلاحات الدستورية قد مثلت خطوة رائدة ومهمة بل ومحورية انتظرها الشعب الذي منحك ثقته واستبشر ولم يفاجأ بها لكونه يدرك تماماً أنكم القائد التاريخي باني اليمن الجديد الأكثر حرصاً على الانتصار لقضاياه وتطلعاته والأكثر حرصاً على الإيفاء بما وعد به . وقد وعدتم الشعب في الانتخابات الرئاسية الماضية بالسير قدماً باتجاه المستقبل الأفضل سواء كان ذلك على صعيد مهام بناء الدولة اليمنية الحديثة أو على صعيد مختلف الجوانب الحياتية. إذن فخامة الرئيس حرصكم هذا الذي استهدف إشراك الجميع في إجراء حوار شامل في صياغة الحاضر والمستقبل اليمني لم يمن بالفشل كما قد تصور أطراف متشنجة في أحزاب المشترك و لكنه حقق أهدافه الإستراتيجية وقدم الحقيقة الناصعة والكاملة لأعظم صور الالتزام بالمسئولية الوطنية التي تتحلون بها كقائد تاريخي يحرص دوماً على الدفع بكل ما من شأنه أن يجعل من المشاركة الشعبية مدماكاً قوياً لبناء اليمن الجديد، بل ورؤية جعلت من برنامجك الانتخابي واحدة من الأهداف ولم تجعله هدفاً إستراتيجياً وحيداً . وفي ذلك فخامة الرئيس أسلوب حضاري وديمقراطي استطعتم بجدارة أن تسجلونه في المشهد السياسي اليمني وينظر له كل المراقبون والمهتمون باهتمام بالغ، كما سجلتم من خلاله دروساً تفاد منها الأجيال القادمة والالتزام بمثل وقيم الوطنية بل و المسئولية التاريخية، بالرغم من أن هذا الالتزام كما أشرنا لم يحظ بالتفاعل الإيجابي من أحزاب المشترك التي فضلت السير باتجاه إفراغ الحياة اليمنية من مختلف قيمها الديمقراطية ومن كافة الجوانب المكونة للعملية الديمقراطية بل وللتجربة اليمنية عموماًَ. فخامة الرئيس.. أخيراًَ وبعد أن قدمتم الكثير من التنازلات في سبيل إنجاح الحوار وتعزيز كل إشراقة يمنية يشهدها الوطن رحب الشعب بخطوة المؤتمر الشعبي العام وبالذات كتلته البرلمانية التي تقدمت إلى مجلس النواب أخيراً باعتماد مصفوفة التعديلات الدستورية التي اشتمل عليها برنامجكم الانتخابي خطوة يتفهم الشعب اليمني اليوم عظمتها بل وأهميتها الملحة للحاضر اليمني خاصة وأنها جاءت في إطار برنامجكم الذي منحه في الأمس القريب ثقته الغالية وأعطاكم الضوء الأخضر في السير باتجاه المستقبل الأفضل الذي وعدتم به من خلال أهداف ومنطلقات ومحددات حفل بها برنامجكم الانتخابي بثقة عالية لا توازيها أي ثقة . فخامة الرئيس إن من يروجون اليوم بأنكم قد التففتم على إرادة الشعب وذهبتم بعيداً عن مشروعه وعن مضامين الأهداف والمنطلقات التي حددتموها للولوج به إلى المستقبل الأفضل هم واهمون، بل إنهم أكثر من يدركون حقيقة توهمهم هذا، ولذا فإنهم ومن خلال هذه الخطوة التاريخية نحو السير باتجاه بلورة برنامجكم الانتخابي سيظلون يعارضون توجهاتكم سواء كانت قد فضلت السير باتجاه الحوار معهم أو السير باتجاه بلورة أهداف ومضامين برنامجك الانتخابي . فخامة الرئيس إن لسان حال الشعب اليوم يقول لك صراحة سر أبا أحمد نحو الأهداف الإستراتيجية التي أملتها عليكم مسئوليتكم الوطنية، بل والحيثيات التي تعلمها المعارضة قبل غيرها والمتمثلة في كونكم قائداً تاريخياً لا هم له سوى أن يسجل المزيد من الإشراقات الحضارية لوطنه. فخامة الرئيس لقد انزعجنا كثيراً من عدم سيركم مبكراً باتجاه تحقيق برنامجكم لكننا اليوم نشعر بالسعادة الغامرة وبالثقة اللامتناهية من أنكم الرجل الديمقراطي الأول الذي يعي ويدرك أهمية المرحلة التي يمر بها شعبنا وما يشوبها من تحديات عريضة وجسيمة، ثقة تجعلنا نسير في الميدان في سبيل تحقيق أهدافكم لكونها تمثل الضمانة الحقيقية ليمن جديد مستقر ومفعم بكل جوانب الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي والتنمية الشاملة والمستدامة وتحقيق الانتعاش الاقتصادي . فخامة الرئيس كل الشعب اليوم بانتظار مرحلة جديدة تبدأ فعالياتها بعنفوان شعبي كبير في السابع والعشرين من أبريل القادم يوم الملحمة الوطنية العظيمة المنتصرة لخيار الشعب في الديمقراطية والممارسة المسئولة المنتصرة لأهدافه وتطلعاته العظيمة .