من المؤكد أن (فلسفة القيادة) واحدة من المزايا الإدارية والقيادية التي إن أحسن القائد توجيهها وإدارتها بصورة جيدة فإنها ستكون طريقاً له إلى تسنم ذروة التفوق والارتقاء إلى سمو نموذجية القيادة وتفردها على مستوى المؤسسات والدوائر والأجهزة سواء أكانت عسكرية أم مدنية ..! وثمة تعريف أميل إليه كثيراً .. يقول (إن فلسفة القيادة هي مبادئ واتجاهات عامة تحكم فكر وسلوك القائد) .. وهنا تكثيف لجملة عناصر متكاملة تحتوي على أهداف وأولويات محددة بقدر تعددها وتنوعها، إلا أن رابطها المحكم هو التلازم في شخصية القائد بين الكفاءة والخبرات العملية والعلمية وبين الموهبة والسجايا والصفات الحميدة كالشهامة والإخلاص والحلم والمروءة وامتلاك القدرة على كسب احترام المرؤوسين وإعجابهم ومحبتهم وإخلاصهم له. وإنني من الذين يعتقدون بأن قائداً أو مديراً تتوفر لديه هذه العناصر وتكتمل في شخصيته وعمله وممارسته يمثل وبكل اقتدار عنوانأ عريضاً للقيادة الناجحة والنموذجية الرائعة .. ومن هذا الطراز الفريد نجد كثيرين لكنني شخصياً وجدت نفسي أمام قائد حرك هواجسي أكثر من غيره وصاغ على لساني وبقلمي هذه الكلمات الصادقة، التي لا تعني أكثر من تعميم النموذج والمثل والقدوة الحسنة .. مثلما أنها مهما بلغت من العمق، فإنها لا ترتقي إلى إنصاف الرجل ومكانته ليس القيادية فحسب ولكن ايضاً مكانته القيمة والعلمية والعملية وما في كينونته من أسمى الفضائل الوطنية وراقي الشمائل وأنبل السجايا الإنسانية. هكذا هو شأن القائد .. الرجل .. الأب .. المربي والمعلم العميد الركن علي حسن الشاطر مدير دائرة التوجيه المعنوي ، رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر الذي استطاع، بكل هذه الصفات وعناصر فلسفته القيادية، أن يهيئ مناخاً قيادياً مناسباً، يعد سبباً رئيسياً في المضي بالمرؤوسين وإمكانيات الدائرة في المسار الصحيح لتحقيق الأهداف والنجاحات الكبرى ..! ومن لم يعرف الجهود الكبيرة التي يبذلها هذا القائد وروح التفاني في العمل، فإنه يستطيع أن يلمسها ويشاهدها في معالم الإنجازات التي تحفل بها دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة ومستوى التطور الفني والمهني لصحيفة 26 سبتمبر. الصحيفة الناجحة والمميزة والرائدة ... فهو بحنكة القائد المتمرس وذكاء الصحفي القيادي، جعل من العلم والعمل ركنين أساسيين للبناء، بما عرف عنه من شغف بالمعرفة والخلق ومقدساً للعلم البناء، .. يبحث باستمرار عن أسس التطور والتفوق .. يتطلع إلى الأفكار من مختلف المنابع ويقوم بدراستها وتحليلها بمنطق وعمق كبيرين .. والحوار مهم لديه مع الآخرين فهو محاور من الطراز الأول .. يتكلم بلغة العلم والأرقام، وله الدور الأكبر في استقطاب المواهب والكفاءات في مختلف مجالات الإبداع ورعايتها وتنميتها وتطويرها .. وجعل من الدائرة والصحيفة صرحاً علمياً وتعليمياً وثقافياً، مبهراً أكاد أصفها بأنها جامعة إعلامية صحافية كبرى، خرجت العديد من الكفاءات والقدرات الذين يشغلون اليوم أهم المواقع القيادية في مفاصل الدولة ومؤسساتها المختلفة ..! وما كان لهذه الدائرة (المؤسسة) العسكرية العلمية الإستراتيجية أن تكون في هكذا مستوى و مكانة إلا في ظل قائد ومدير بحجم العميد الركن علي حسن الشاطر، الذي ظل وما يزال عطاؤه المعرفي والعلمي واسعاً، ثرياً غزيراً .. إنه يتمتع بطاقة عمل كبيرة وحماس منقطع النظير، إلى درجة اعتراف البعض ممن يحاولون مجاراته ومواكبته وهو منكب على العمل والبناء والإنجاز بما يصيبهم من الإجهاد .. فهو قائد منظم ودقيق .. ورغم جسامة المسؤوليات والمهام وإرهاق العمل، إلا أنك تجده دائماً في أبهى صور النشاط والحيوية .. هادئ في أشد الظروف والحالات .. بسيط ومتواضع وتلقائي .. وتجده دائماً مرناً رشيقاً يحسن المعاملة، وهي من علامات تمام الخلق الكريم .. وبرحابة الصدر والحلم والمرونة، وصفة (الأبوية) من موقعه كمدير، وقائد، يتعامل مع مرؤوسيه، ويحيطهم بالرعاية ومتابعة مشاغلهم وتطلعاتهم الشخصية .. ويرفع عنهم كثيراً من الهموم .. لا يترك محتاجاً أو ذا ضائقة بما في كينونة الرجل من قلب كبير مفعم بالمحبة، وروح عامرة وداً وكرماً وتسامياً.