بدأت أمس بصنعاء أعمال ورشة العمل الخاصة بمناقشة مظاهر العنف الاجتماعي, وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف لمكافحته والتي تنظمها منظمة دار السلام لمكافحة الثأر والعنف بالتعاون مع مصلحة شؤون القبائل بمشاركة عدد من الأكاديميين و قيادات في السلطة المحلية وعدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية . وفي افتتاح الورشة التي تستمر يومين ..أكد وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع التوجيه والإرشاد الشيخ حسين الهدار، أهمية هذه الورشة التي تتناول ظاهرة العنف الاجتماعي بالدراسة العلمية التي تبين مصادره وأشكاله ومخاطره ، وتقدم مقترحات علمية وتربوية واجتماعية وقانونية للوقاية من العنف ومكافحته.. مشددا أن ديننا الإسلامي الحنيف يناهض العنف بشكل عام والعنف الاجتماعي خاصة . ونوه بالجهود الطيبة التي تبذلها منظمة دار السلام ومصلحة شؤون القبائل في سبيل الإسهام في ترسيخ دعائم الأمن ونشر الوعي بأهمية الحد من انتشار السلاح ومحاربة ظاهرة الثأر المنتشرة في بعض المناطق القبلية .. مؤكداً أن عملية الحد من انتشار حمل السلاح وكذا الحد من الثأرات مسئولية مجتمعية ينبغي على الجميع المشاركة فيها . ودعا وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد المشاركين في الورشة إلى الإسهام في نشر الوعي المجتمعي بأهمية مكافحة العنف الاجتماعي والثارات وأن يكونوا رسل سلام في مجتمعاتهم المحلية للحد من المشاكل التي تترتب على ظاهرة انتشار حمل السلاح وتفشي الثأرات في أوساط المجتمع . بدوره أكد رئيس مصلحة شؤون القبائل احمد صالح دويد أن المصلحة ومنذ وقت مبكر جسدت التوجه العام للقيادة السياسية والحكومة من خلال الشراكة مع كل التوجهات النبيلة والمجتمعية الهادفة إلى ترسيخ السلام الاجتماعي والإنساني في ربوع اليمن .. مشيراً إلى أن المصلحة أولت اهتماماً خاصاً للشراكة مع منظمة دار السلام لما تتمتع به من رصيد اجتماعي وما حققته من نجاحات ميدانية في التدخل المباشر في احتواء كثير من النزاعات وجرائم الاختطاف ومناهضة عوامل التطرف من خلال حشد الطاقات وتنسيق الجهود والمواقف للشرائح الأكثر اتصالاً بالجماهير وفي مقدمتهم مشايخ القبائل وخطباء المساجد والقيادات المجتمعية المؤثرة . وقال دويد :«إن هذه الورشة الهادفة تعزيز مزيد من التلاحم بين الخطباء والمشايخ والمجالس المحلية جاءت اليوم لتكون تحالفات وشراكة غايتها السلام والأمن ومناهضة كل عوامل العنف والتطرف ضمن إستراتيجية تعتزم المصلحة والمنظمة تنفيذها خلال خمس سنوات قادمة ، جنباً إلى جنب مع منظمات المجتمع المدني» . من جانبه أشار رئيس منظمة دار السلام لمكافحة الثأر والعنف في كلمته إلى أهمية هذه الورشة كونها ستسهم في تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر العنف الاجتماعي وفق الرؤية الشرعية التي جاءت بها رسالة الإسلام . وقال :«إن المنظمة أدركت منذ تأسيسها في العام 1997م أنها تواجه التحدي حينما تتصدى ميدانياً لقضايا محورها أمن الناس في المقام الأول، وهو ما لا يتحقق إلا بالعمل الجماعي ومشاركة المجتمعات المحلية».. مؤكداً أن المنظمة حققت نجاحات عديدة رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتها . وأضاف :«إن المنظمة تسعى من خلال برامجها وأنشطتها للوصول نحو الهدف المنشود وإحياء رسالة الإسلام المتمثلة في الوسطية والتسامح والاعتدال وفق الإمكانيات المتاحة».. مشيراً إلى أن المرحلة الأولى من الورشة التي عقدت في أواخر أكتوبر من العام 2010م استهدفت أئمة وخطباء المساجد بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والإرشاد ، فيما تستهدف هذه المرحلة أعضاء السلطة المحلية والشخصيات الاجتماعية بالتعاون والشراكة مع رئاسة مصلحة شؤون القبائل . وكانت ألقيت كلمة عن المشاركين من قبل همام ضيف الله مريط رئيس اللجان في منظمة دار السلام عرض فيها المراحل التي مرت بها المنظمة منذ التأسيس والشخصيات المبرزة التي أسهمت في نجاح عمل المنظمة في نشر السلام والمحبة بين أبناء الوطن اليمني الواحد . وقال :«ان جهود المنظمة لم تعد مقتصرة على حل النزاعات القبلية بل تطورت لتشارك الأمة همومها في مواجهة العنف والتطرف والغلو وعواملة بدوافع وطنية وإنسانية.. مبينا أن المنظمة تتبنى مثل هذه الفعاليات بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية في عمل تشاركي مميز يسهم فيه أبناء المجتمعات المحلية في سبيل تحقيق أهداف المنظمة وتحقيق السلم الاجتماعي. وناقشت الورشة في جلستها أمس التي رأسها الدكتور عبدالكريم قاسم ثلاث أوراق عمل تضمنت الأولى آلية حل النزاعات وفق العرف القبلي قدمها رئيس منظمة دار السلام عبدالرحمن المروني ، وتناولت الورقة الثانية موقف الإسلام من العنف في مجالات التربية والتنشئة الاجتماعية قدمها الدكتور حمود العودي ، فيما تناولت الورقة الثالثة العنف الاجتماعي مصادرة وأشكاله ومخاطرة قدمها احمد ناجي احمد. بعد ذلك جرى تكريم عدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية، في مقدمتهم الشيخ عبدالعزيز ناجي الشائف، والشيخ محمد علي ابو لحوم لدورهم في حل العديد من قضايا الثأر فضلا عن تكريم عدد من الجهات المساهمة في دعم جهود تعزيز السلم الاجتماعي .