قال نائب الرئيس المصري عمر سليمان أمس الخميس أن مصر لن تقبل تدخلا أجنبيا في شؤونها الداخلية بعدما قالت حليفتها الولاياتالمتحدة ودول أخرى أنها تريد تغييرا سياسيا سريعا في مصر. وقال سليمان في مقابلة مع التلفزيون الحكومي المصري أن التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد غير مقبول ولن يسمح به . وكشف نائب الرئيس المصري عن أن الرئيس حسني مبارك لن يرشح نفسه للرئاسة مجددا. وأضاف أن مصر خسرت مليار دولار على الأقل في قطاع السياحة على مدى الأيام التسعة الماضية وان مليون سائح غادروا البلاد أثناء فترة الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكم مبارك . وتعهد سليمان بمعاقبة الضالعين في إثارة العنف والإفراج عن الشبان المحتجزين في الاحتجاجات المناهضة للحكومة الذين لم يشاركوا في العنف ، وقال سليمان أيضا أن جمال ابن الرئيس حسني مبارك لن يترشح للرئاسة وهو منصب افترض المصريون لوقت طويل انه يجري إعداده لتوليه. ووجه عمر سليمان الشكر للشبان لإطلاق شرارة الإصلاح في مصر. وقال في أول مقابلة تلفزيونية له منذ توليه منصبه مع التلفزيون الحكومي «أقول للشباب نحن نشكركم على ما فعلتموه وأنتم الشرارة التي أوقدت الإصلاح في هذه الفترة وأن الدولة قد استجابت لكل المطالب التي طلبت» . وأضاف «نرجوكم أعطوا فرصة للدولة أن تقوم بدورها. لا تتركوا الإشاعات والإذاعات والمحطات الفضائية التي تثيركم ضد دولتكم .. ضد بلدكم التي تحبونها» . ودعا سليمان للهدوء وناشد المواطنين إعادة ترسيخ الأمن في البلاد. وقال «أهاليكم في كل مكان يعانون من نقص في كل المواد ومن ترويع في الأمن. أعطوا الفرصة للدولة أن تحمي آباءكم وأسركم. أعطوا الفرصة للدولة أن تقوم بالخدمات التي تقوم بها. انفضوا من الاعتصام فقد تم تلبية مطالبكم» . واضاف بأن هناك محطات فضائية تملكها دول شقيقة أبدت نزعة عدوانية وحاقدة لم نكن نتوقعها. إلى ذلك تعهد رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق أمس الخميس بإجراء تحقيق فوري وسريع للوقوف على المتسببين في الأحداث الدامية التي وقعت أمس في «ميدان التحرير» بقلب القاهرة معربا عن استعداده للذهاب إلى الميدان ومحاورة المحتجين هناك. وكرر شفيق خلال مؤتمر صحافي بثه التلفزيون المصري اعتذاره عن الأحداث الدامية في ميدان التحرير والتي أسفرت عن وقوع ضحايا وإصابات قائلا «أعتذر اعتذار الرجل الذي يقدر المسؤولية وبحكم الواجب الأدبي والإنساني للشعب المصري». وأضاف أن التحقيقات ستجرى لمعرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك وهل كانت مخططة أو مدبرة أو عفوية ومعرفة الجهة أو الجهات التي تقف وراءها، مؤكدا ان التحقيقات سوف تكون بمنتهى الدقة. وردا على سؤال حول مسؤولية وزير الداخلية السابق حبيب العادلي عما جرى خلال الأحداث التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية نتيجة الفراغ الأمني قال شفيق «إذا كان الوزير هو المسؤول عن الخطأ أو خطأ ما سوف يحاسب وسوف تعلن نتيجة التحقيقات ولا غضاضة في ذلك». وأكد شفيق في الوقت نفسه حرص حكومته على الحوار والتفاهم حول كافة القضايا المطروحة والاستماع إلى كافة الآراء وبدون شروط للوصول إلى حل يرضي الجميع وتحقيق الصالح العام. وقال: « ليس هناك سقف معين لتحديد الحوار وإننا منفتحون لسماع الجميع من الشباب أو قادة الأحزاب وممثلي القوى الوطنية والحكماء «، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالات هاتفية الليلة الماضية مع عدد من المحتجين من الشباب في ميدان التحرير . واضاف أن « ما لايدرك كله لايترك كله» مؤكدا ضرورة الجلوس إلى مائدة التفاوض وأن الحوار يعني عدم التمسك برأي ما إلى مالا نهاية «وإلا ما كان هناك حوار». وأشار شفيق إلى أن أحدا لا يستطيع أن يقطع بأن هناك مؤامرة وأن جميع الاحتمالات قائمة مضيفا «حتى لو كانت هناك مؤامرة فنحن أخطأنا في حق أنفسنا لأننا سمحنا لأنفسنا بنجاح تلك المؤامرة». ولفت شفيق في الوقت نفسه إلى أن أحد بنود خطاب تكليفه بتشكيل الحكومة المصرية الجديدة يتمثل في «التحقيق الكامل والعميق في أسباب ما تم من غياب أمني كامل عن الساحة خلال الفترة الماضية والذي أدى إلى فقدان الكثير من المال العام والأمن الشخصي والعائلي والأسري». وحول مدى تأثر حركة الملاحة في قناة السويس بالأحداث قال شفيق «ليس هناك أي تأثير على حركة الملاحة في قناة السويس». وحذر خلال المؤتمر الصحافي أيضا من خطورة الوضع الراهن في حال استمرار توقف العمل في الشارع والمصالح الحكومية لما له من تأثير سلبي على المواطنين نتيجة «حالة الشلل» الحادثة حاليا ، مؤكدا ضرورة عودة الاستقرار بأسرع وقت. وذكر أن البنوك ستعاود عملها اعتبارا من الأحد المقبل موضحا أنه لا يستطيع في الوقت الراهن تقدير حصر الخسائر الناجمة عن تلك الأحداث. من جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن عدم الإسراع في احتواء الأوضاع في مصر واستمرار الاحتقان والتوتر يُضر بوضع مصر ومصالحها.. معربا في الوقت نفسه عن أسفه وإدانته لما حدث بالأمس من أحداث عنف بين المتظاهرين بميدان التحرير بوسط القاهرة. وقال موسى في بيان له أمس الخميس إن ما حدث بميدان التحرير يثير تساؤلات عديدة ويتطلب تحقيقا حول ملابساته وكيف سمح بدخول جماعات من شأن وجودها في الميدان دون فصل بين الجماعات ذات المواقف المتناقضة أن تؤدي إلى معارك وضحايا وجرحى. وأضاف إن مصر وشعبها كانت على الدوام عنواناً للاعتدال والتحضر ورمزاً للتقدم في هذه المنطقة ومن ثم فإن تدهور الأمور إلى هذا الحد الذي شهده العالم عبر شاشات التلفزيون هو أمر يثير علامات الاستفهام حول كيفية إدارة الأمور. وجاء في البيان «انه بقدر ما شهدت الأحداث الأخيرة من ايجابيات تمثلت في المظاهرات السلمية التي قام بها شباب مصر وغيرهم من مختلف شرائح المجتمع المصري عبروا فيها عن إحباطهم وغضبهم من أوضاع معينة، وطالبوا بالتغيير السلمي وبنظرة مختلفة لمستقبل مصر، سرعان ما دخلت عناصر سلبية إلى الصورة وجرى الصدام وسالت الدماء وهو ما يؤسف له اشد الأسف». وقال إن المسار الديمقراطي الذي طرحته أحداث ال25 من يناير الماضي كان على وشك التعزيز والانطلاق خاصة بعد إعلان الرئيس المصري حسني مبارك بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ودعوته إلى حوار وطني بين جميع القوى السياسية المصرية وإجراء تعديلات دستورية تلبي عددا من مطالب الرأي العام المصري وشبابه بالإضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى في هذا المجال. ووجه عمر سليمان نائب الرئيس المصري الشكر للشبان لإطلاق شرارة الإصلاح في مصر ساعيا لإنهاء عدة أيام من الاحتجاجات المناوئة للحكومة وقال إن مصر لن تقبل التدخل الأجنبي في شؤونها. وقال سليمان في أول مقابلة تلفزيونية له منذ توليه منصبه مع التلفزيون الحكومي «أقول للشباب نحن نشكركم على ما فعلتموه وأنتم الشرارة التي أوقدت الإصلاح في هذه الفترة وأن الدولة قد استجابت لكل المطالب التي طلبت.» واضاف «نرجوكم أعطوا فرصة للدولة أن تقوم بدورها. لا تتركوا الاشاعات والاذاعات والمحطات الفضائية التي تثيركم ضد دولتكم .. ضد بلدكم التي تحبونها.» وقال سليمان ان مصر لن تقبل تدخلا اجنبيا في شؤونها الداخلية بعدما قالت حليفتها الولاياتالمتحدة ودول اخرى انها تريد تغييرا سياسيا سريعا في مصر. وأضاف ان التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد غير مقبول ولن يسمح به. ودعا سليمان للهدوء وناشد المواطنين إعادة ترسيخ الأمن في البلاد. وقال «أهاليكم في كل مكان يعانون من نقص في كل المواد ومن ترويع في الأمن. أعطوا الفرصة للدولة أن تحمي أباءكم وأسركم. أعطوا الفرصة للدولة أن تقوم بالخدمات التي تقوم بها. انفضوا من الاعتصام فقد تم تلبية مطالبكم.» واضاف سليمان ان مصر خسرت مليار دولار على الاقل في قطاع السياحة على مدى الايام التسعة الماضية وان مليون سائح غادروا البلاد اثناء فترة الاحتجاجات المطالبة بانهاء حكم مبارك