في تطورات جديدة تبادلت قوات تايلاندوكمبوديا القصف بالمدفعية الثقيلة لسادس يوم، يوم أمس الأربعاء قرب معبدين هندوسيين متنازع عليهما يرجعان إلى القرن الثاني عشر في أعقاب ليلة من القصف أسفرت عن مقتل قروي تايلاندي. وألغيت فجأة محادثات بين وزيري الدفاع التايلاندي والكمبودي لإنهاء النزاع الحدودي الأكثر دموية منذ سنوات في جنوب شرق آسيا ما قضى على أمل وقف وشيك للقتال الذي أدى إلى مقتل 14 شخصا على الأقل وإجلاء أكثر من 50 ألف شخص عن منازلهم إلى مراكز إيواء. ومن جانبها انسحبت تايلاند بشكل مفاجئ من المحادثات المنتظرة بين وزير الدفاع التايلاندي براويت وونجسوون ونظيره الكمبودي تي بانه وسافر بدلا من ذلك وزير الدفاع التايلاندي إلى الصين لعقد اجتماعات كانت مقررة سلفا. وقال سانسيرن كايوكامنرد المتحدث باسم الجيش التايلاندي «نرحب بالمحادثات لكن فقط حين تتوقف القوات الكمبودية أولا عن إطلاق النار» . واتخذ رئيس الوزراء التايلاندي أبهيسيت فيجاجيفا الذي أعلن أمس الأول الثلاثاء أن وزيري دفاع البلدين ربما يجريان محادثات حول وقف إطلاق النار الأربعاء (أمس) موقفا أقل تشددا وصرح أن المحادثات «تأجلت» فقط. وعلى الرغم من أن الصراع يبدو على السطح أنه يرجع إلى نزاع على الأرض والسيادة إلا أن خبراء كثيرين يشكون في ذلك ويعتقدون أن وراءه مصالح سياسية في بانكوك أو فنوم بنه وربما الاثنين. وتبادلت أمس الأول الثلاثاء القوات التايلاندية والكمبودية القصف باستخدام الصواريخ قصيرة المدى والمدفعية قرب معبد برياه فيهير الذي يرجع تاريخه إلى حوالي 900 عام ما فتح جبهة ثانية في المواجهة بين البلدين. وأثار القتال المخاوف إذ امتد لمسافة 150 كيلومترا شرقي معبدين هندوسيين آخرين حيث تندلع الاشتباكات بين القوات التايلاندية والكمبودية بشكل متقطع منذ يوم الجمعة الماضي. ويدور نزاع حول السيادة على المعابد القديمة برياه فيهير وتا موان وتا كرابي وغابة جبال دانجريك المحيطة بالمعابد منذ انسحاب القوات الفرنسية من كمبوديا في خمسينات القرن الماضي. ومن المقرر ان يجتمع وزير خارجية تايلاند مع رئيس رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في جاكرتا اليوم الخميس حيث تسعى دول الجوار لانهاء النزاع. وجاء التصعيد في القتال بعد الغاء زيارة مبعوث رفيع لرابطة آسيان كان سيزور البلدين بعد ان توسط من قبل في اتفاق لوقف اطلاق النار في 22 فبراير شباط دعمته الاممالمتحدة عقب اشتباكات أوقعت قتلى قرب معبد برياه فيهير على بعد 150 كيلومترا.