لا يجب أن يتناسى أحد أن الشباب هم قوة فاعلة خلاقة في قيادة المجتمعات، وإحداث التحولات الاجتماعية والتغييرات الحضارية في مختلف المراحل، وعليهم الجهد الأكبر، والعبء الأثقل في بناء الأوطان، والارتقاء بالجهود العلمية والمناشط والفعاليات التقنية التي ترتفع بوعي ومدارك الإنسان إلى مدارج علو، وعوالم سمو، وآفاق رقي بحسب طبيعة وتكوينات هذا البلد أو ذاك. وهاهي العواصف الشبابية الهائجة تكتسح كل جغرافيا الوطن العربي من المحيط الهادئ إلى الخليج الثائر، وقد أحسنت بعض دولة في استباق زحف الأعاصير الشبابية بإحداث تغييرات في منظومة الحكم، بحيث تستوعب المزيد من الطاقات الشابة، والكثير من الحقوق الحضرية وغير الحضرية للشباب قبل أن يغرقها الطوفان الهادر الذي يحظى بإجماع إقليمي ودولي، وإن كان هناك تمنع لدى بعض الجهات الحساسة في الإعلان الصريح، والمجاهر برغبتها في سقوط كل الأنظمة، والمهادن تبعاً للمصالح، والسياسة خادم مطيع لأصحاب المصالح. أوباما بن حسين اكتسح منافسيه بشعار التغيير، وهاهو اليوم يطبقه في الوطن العربي محدثاً زلازل كبيرة في معظم أقطاره، ومشجعاً على نشر الفوضى، وإذلال الشعوب، والتسبب في سفك دماء المئات والآلاف من الأبرياء بالتحالف مع رفقته من القادة الصليبيين الذين تجمعهم أرومة الحقد الديني والسياسي والأخلاقي والمذهبي على شعوب البلدان المقهورة لتضيف إليها أشكالاً جديدة من القهر الاجتماعي والفساد القيمي، والاحتراب الأهلي، والتدمير المؤسسي، والتغرير التعبوي، والتحريض الإعلامي البشع ليس على قتال إسرائيل وبعض مصالح الغرب الاستعماري.. وإنما ضد إخوتهم أو حكامهم، والمبررات كبيرة، والشعارات عديدة، والمسببات متنوعة وتداخلت المطالب المشروعة وغير المشروعة، وتقابل الصدق والكذب فأفسح الأول المجال للثاني ليشكل وعي الأطفال والمثقفين على السواء. إلا الدستور في جمعة الشرعية الدستورية .. ترسخ أكثر تأكيد قوة الالتفاف الشعبي حول فخامة المشير، ومطالبة الحشود الملايينية قائدها وربان الوطن بألا يسمح بالانقلاب على الدستور لأنه - حسب قولهم - سيكون المسؤول الأول إذا غرقت البلاد في الفوضى المدمرة، وقسمت أشطاراً عديدة، وأقاليم كثيرة. التدويل والاشتراط المهين ما من بلد دخلت قضيته ملف لتدويل إلا وخرج مثقلاً مثخناً بالجراحات، ومثقلاً بالأزمات والاحتقانات، ويصبح مسلوب الإرادة .. أكثر لينا، وأقل تصلباً في المواقف التي تؤكد توفر الحد الأدنى من احترام السيادة الوطنية، وقتها .. تنفيذ الإملاءات والاشتراطات.. فرض واجب. في الختام إذا عطست فرنسا أصيبت أوروبا بالزكام .. هذه المقولة شاعت وراجت لفترة تاريخية طويلة انطلاقاً من كون فرنسا .. القلب النابض لأوروبا، وموئل الثقافة والفكر والآداب، ومحضن الفنون والموسيقى والغناء والرقص والفن التشكيلي .. وفي تقديري .. أن تصحح المقولة هكذا تبعاً لهيمنة القطب الواحد: ( إذا عطست أميركا أصيبت كل دول العالم بأنفلونزا الخنازير)