يخطئ من يعتقد الآن بعد أن بلغت الأزمة السياسية والاقتصادية والاضطرابات الأمنية واعمال العنف والإرهاب والإجرام والتخريب ذروتها واقصى مداها ان السواد الأعظم من أبناء شعبنا يلتفتون إلى ما يجري في ساحات الاعتصامات المطالبة بالتغيير واسقاط النظام التي صارت تحت سيطرة وهيمنة الجماعات المتطرفة لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الاخوان المسلمين) ويتحكم في كل شيء فيها واصبح الشباب يتحركون بالريموت وباملاءات الإصلاحيين.. الناس في سائر البلد لم تعد تعطي أهمية لهذه الثورة الشبابية التي افرغت من مضامينها وادخلت النفق المظلم، الأمر الذي دفع بالكثير من الشباب إلى مغادرة ساحات الاعتصامات أكانت امام جامعة صنعاء أو بقية المحافظات، واللافت انه حتى الإعلان الذي حدث عشية ال 17 من يوليو الجاري بتشكيل مجلس انتقالي لم يثر انتباه احد وولد ميتاً وهذا هو مآل طمع ونزق الإصلاحيين بمشروعهم الانقلابي الذي سقط في مهده. بالأمس وأنا التقي ببعض المهتمين بما يحدث داخل الساحة كنا نتحدث حول ما يسمى بالمجلس الانتقالي للثورة الشبابية فقال أحد المعارضين للنظام كان متواجداً لحظتها ان هذا المجلس مرفوض وثورة الشباب لم تعد ثورة بعد ان اتضح المخطط الجهنمي لعناصر الإصلاح، وتدخل آخر قائلاً: اليوم اصبح شعارنا الحقيقي الشعب يريد الأمان .. الشعب يريد رغيف العيش، ولفت إلى ان التدهور الأمني المريع الذي يهدد السلم الاجتماعي والأهلي وأزمة المشتقات النفطية وحتى السلع الغذائية والارتفاع الجنوني في الاسعار جعلت كل إنسان يفكر بقوت أطفاله وسلامتهم من الموت .. شخصياً قلت لهم: أما نحن في محافظة أبين المنكوبة التي اجتاحتها العناصر الإرهابية لتنظيم (القاعدة) وشردت سكانها إلى الجحيم فهمنا الحقيقي محصور في اخراج هؤلاء المسلحين وإعادة تعمير ما خرب ومنه خدمات الكهرباء والمياه .. الخ .. حيث أن عشرات الآلاف من نازحي أبين يعيشون ظروفاً ماساوية يندى لها جبين الإنسانية ويقيناً أن هذا الحال انساهم ما يحدث في العاصمة صنعاء وسائر المحافظات. هذه الحقائق المرة التي يعيشها الشارع اليمني الذي دخل نفقاً مظلماً من الأزمة الخانقة التي عصفت بالبلاد والعباد وتنذر بما هو أسوأ في قادم الأيام، كل هذا المشهد القاتم ألا يحتاج منا جميعاً وتحديداً القوى السياسية في الحكم والمعارضة والعقلاء واصحاب الحل والعقد والحكماء إلى الاسراع في انقاذ وطننا من الانهيار الشامل والاحتكام إلى صوت العقل والتنازل من أجل الوطن لإخراجه من هذا المأزق المريع ووقف نزيف الدم وحرائق الفتن المشتعلة؟، هذه رسائل لمن يقرؤها وأرى أن الجلوس على طاولة الحوار هو المخرج والحل السليم لهذه المعضلات مالم فانتظروا الكارثة التي ستقضي على الأخضر واليابس هذا كلامي أكرره .. واتمنى ان أرى أو اسمع بوادر انفراج ووفاق تلوح في الأفق وتشرق على هذا الليل المظلم.