جامع الشيخ محيي الدين بن عربي ويعرف أيضا بجامع الخنكار أو جامع السليمي يقع في مدينة دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية، في منطقة الصالحية في حي الشيخ محي الدين، على ضفاف نهر يزيد، في منطقة تعرف باسم أبوجرش . جاءت تسمية الجامع باسم الشيخ محيي الدين بن عربي نسبة إلى الشيخ المتصوف الكبير الإمام أبو بكر محيي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي بن أحمد بن عبد الله الحاتمي الطائي الأندلسي، الذي يقبع جثمانه في مبنى ضريح الشيخ محيي الدين وهو معروف بعدة أسماء. وكان الجامع في الأصل بناء صغيرا فيه منبر ومحراب وضريح للشيخ محيي الدين ولدى وصول السلطان العثماني سليم الأول إلى مدينة دمشق ولأهمية الجامع أمر السلطان بترميمه وإعادة بنائه في عام 1518م. ويُحكى أن السلطان بادر إلى بناء الجامع بعد أن رأى الشيخ محيي الدين في منامه حيث طلب منه الشيخ أن يبني له مقاما فوق ضريحه، حيث تم إسناد مهمة تصميم الجامع الجديد لمصمم المهندس العثماني شهاب الدين بن العطار . وكان للجامع باب حجري كتب عليه: (الحمد لله) وأمر بإنشائه الإمام الأعظم ملك العرب والعجم السلطان سليم بن السلطان بايزيد بإشارة محمد بدرخان، وتم بناء الجامع سنة 923م . ويتألف الجامع من صحن كبير منسق على الطراز العثماني ومرصوف بالرخام الملون والحجر الأبيض والأصفر وفيه بركة صغيرة على الطراز الدمشقي، ورواق كبير مرفوع على أربع قناطر في الجهة الجنوبية من الصحن، أما في الجهة الجنوبية فيقع الحرم المسجدي الذي يقوم على خمس قناطر وأربع أعمدة جيء بها من عمارة نائب الشام جان بلاط وفوق القناطر الأربع خمس قناطر أصغر حجما، والجامع محرابه خشبي وقبته مكسوة بالقيشاني وله مئذنة، وتزين جدران الجامع الكثير من اللوحات البلاطية منها ما هو ذو طراز دمشقي عثماني ومنها ما هو ذو طراز دمشقي مملوكي. وتم تزويد الجامع قديما بناعورة {سواقي مائية} ذات بكرات، ما زالت قائمة حتى اليوم سميت بناعورة الشيخ محيي الدين كانت مهمتها رفع مياه نهر يزيد وهي من الابتكارات والآثار الإسلامية المهمة ، كما يوجد بجانب الجامع "تكية سليمانية" كانت تزود الفقراء بالطعام والشراب.