صدر كتاب (ذهب الراين، تاريخ نهر) للمؤلف فيليب مايير عن دار (بيران) للنشر في باريس ويقع الكتاب في 437 صفحة من القطع المتوسط. وبحسب جريدة (البيان) تخصص أستاذ الطب فيليب مايير في فلسفة الطب، كرس جل اهتمامه للتاريخ الفرنسي-الألماني. وبعد أن قدم كتباً عن فرنسا وبروسيا وتاريخ الألزاس صدر له قبل فترة وجيزة كتاب تحت عنوان ذهب الراين، تاريخ نهر. ويؤرخ على مدى أكثر من 400 صفحة وعشرة فصول للنهر السحري، كما قال الرومان ذات يوم عن نهر الراين، بل واعتبروه هبة من السماء. أما فيليب مايير فاعتبر أن هذا النهر يجسد أوروبا، فيما تعرفه من انقسامات بين الإخوة، كما فيما تصبو إليه من تطلعات عميقة للتوحيد. ويعلن المؤلف منذ البداية حبه الكبير لمنطقة الألزاس الحدودية بين فرنساوألمانيا، التي ضمتها ذات فترة قبل أن تعود إلى السيادة الفرنسية، وأنه، أي المؤلف، حدد مهمة له في تنشيط العلاقات الفرنسية-الألمانية بأكبر قدر ممكن، ومن هنا جاءت كتابته عن (الألزاس)، واهتمامه بكل ما يخص تاريخ و(تقاليد) البلدين. خاصة أن من يسميهم ب(فرنسيي الداخل) لا يولون أية أهمية حقيقية بكل ما يخص ألمانيا، على خلفية ذكريات الحرب العالمية الثانية والاحتلال النازي لبلادهم. وعلى الوجه النقيض من التاريخ الثقافي (المتناغم) للبلدان المجاورة للراين، يظهر التاريخ السياسي درجة كبيرة من (التمزق) على خلفية منافسات لا تنتهي أبدا، ونزعات قومية (متزمتة) قوية وغرائز توسعية، حيث كانت (المشاريع التوسعية) النازية أبلغ تعبير عنها. لكن على خلفية تاريخ طويل من النزاع ومن حربين عالميتين مدمرتين برزت في أوروبا ميول جامحة نحو إقامة سلام دائم على مستوى القارة وبدافع (القرابة) بين المناطق المجاورة لنهر الراين. وبهذا المعنى استعاد النهر (عبقريته) و(ذهبه)، كما أراد المؤلف أن يشير في عنوان الكتاب.