اتهم مسؤولون فلسطينيون المستوطنين الإسرائيليين بالتخطيط لجر الفلسطينيين لاستخدام العنف ونشر حالة من الانفلات التام، مع اقتراب موعد تقديم طلب عضوية كاملة لدولة فلسطين في منظمة الأممالمتحدة في سبتمبر/أيلول الجاري. وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي إن المستوطنين يشكلون خطورة باعتداءاتهم المتكررة على الفلسطينيين وممتلكاتهم، واعتبرت أن المستوطنين أصبحوا أداة عنف تستخدمها الحكومة الإسرائيلية. وأكدت عشراوي أنه عندما يحرق هؤلاء المستوطنون محاصيل الفلسطينيين، فإن الجيش الإسرائيلي يقف للدفاع عنهم ضد الفلسطينيين المنكوبين جراء إرهابهم. وقالت عشراوي إنه لا يوجد لدى الفلسطينيين «برنامج عنفي»، مشيرة إلى أن هذا البرنامج موجود لدى المستوطنين والحكومة الإسرائيلية التي أخذت على عاتقها تدريبهم وزيادة أسلحتهم وأعطتهم «تصاريح للقتل». من جهته، أورد المسؤول عن ملف الجدار والاستيطان في الضفة غسان دغلس أن عدد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة ازداد هذا العام بحيث بلغ 278 اعتداء في حين بلغ العام الفائت 208 اعتداءات. أما محافظ نابلس جبريل البكري فأكد أن هناك نحو ثلاثين بؤرة استيطانية في محيط نابلس، لافتا إلى أن ما يقومون به من حرق واعتداءات على المواطنين والمحاصيل والسيارات ليس وليد اللحظة، لكن نشاطاتهم الأخيرة «تدل بوضوح على أنهم يريدون جر الفلسطينيين إلى مربع العنف والمواجهات». وأعربت الناشطة الإسرائيلية حاغيت عفران من حركة «السلام الآن» عن قلقها من ارتفاع أعمال العنف من جانب المستوطنين، ووصفت ذلك بأنه مقلق، معربة عن أملها في أن تتدخل الحكومة الإسرائيلية، وتمنع مثل هذه الأعمال. وكان متحدث عسكري إسرائيلي أكد لوكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش الإسرائيلي يدرب المسؤولين الأمنيين في المستوطنات على مواجهة «كل السيناريوهات الممكنة» بعد أن كشفت أن الجيش يدرب المستوطنين على الأسلحة وقنابل الغاز. ونقلت صحيفة هآرتس عن التحليلات الأخيرة لجهاز الاستخبارات الداخلية (شاباك) أن «المستوطنين في الضفة المحتلة يقيمون خلايا خطيرة ويعملون بشكل سري وينفذون أعمالا انتقامية ضد الفلسطينيين وانتقلوا أيضا إلى تهديد نشطاء السلام اليهود». وأضافت الصحيفة -بحسب مصادر استخباراتية- أن «اليمين المتطرف انتقل من العمل المكشوف والاعتداء على الفلسطينيين ضمن سياسة (دفع الثمن)، إلى العمل بشكل سري من خلال جمع المعلومات عن الأماكن التي يقوم المستوطنون بمهاجمتها والاعتداء عليها، مثل حرق المساجد والسيارات والقضاء على أشجار الزيتون». وبحسب التقرير فإن الحديث يدور عن خلايا منظمة بشكل جدي لا تستطيع أجهزة المخابرات اختراقها. ميدانيا اشتبك مستوطنون إسرائيليون صباح يوم أمس الجمعة مع مواطنين فلسطينيين في قرية قصرة شمال الضفة الغربية، وفقا لمصادر أمنية فلسطينية وعسكرية إسرائيلية. وأضرم مستوطنون فجر الخميس النار في ثلاث سيارات لفلسطينيين في قرية بيت فوريك شرق مدينة نابلس عبر صب مواد سريعة الاشتعال، ما أدى إلى احتراقها بالكامل بحسب شهود عيان. كما اعتدى مستوطنون خلال الأسبوع الماضي على ثلاثة مساجد وعلى جامعة في الضفة الغربية وكتبوا عبارات مسيئة على الجدران. وجاءت الاعتداءات ردا على هدم رجال شرطة وجنود إسرائيليين الأسبوع الماضي ثلاثة منازل في مستوطنة رمات ميغرون العشوائية. ويملك غالبية المستوطنين أسلحة فردية (مسدسات أو أسلحة رشاشة) معدة للدفاع عن المستوطنات وموضوعة في مخازن للأسلحة. وتنوي السلطة الفلسطينية تقديم طلب عضوية كاملة إلى الأممالمتحدة في سبتمبر/أيلول الجاري. وتتوقع السلطات الإسرائيلية قيام موجة مظاهرات في الضفة الغربيةالمحتلة دعما لهذا التوجه. على صعيد آخر قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم أمس الجمعة انه سيطلب العضوية الكاملة في الاممالمتحدة عندما يتوجه الى الجمعية العامة للمنظمة الدولية الاسبوع القادم. وقال في خطاب تلفزيوني «اننا نذهب الى الاممالمتحدة للمطالبة بحق مشروع لنا وهو الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في هذه المنظمة الدولية» في اشارة الى أنه سيسعى للتصويت على القضية في مجلس الامن الدولي. وتعارض كل من اسرائيل والولايات المتحدة مثل هذه الخطوة وتقولان انه لا يمكن انشاء دولة فلسطينية الا من خلال المفاوضات المباشرة. وقالت واشنطن بالفعل انها سوف تستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن ضد أي محاولة للاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية.