مخاوف من حرب أهلية بأفغانستان بعد اكتمال انسحاب قوات الناتو حذرت تقارير بريطانية من احتمال اندلاع حرب أهلية في أفغانستان أو سيطرة حركة طالبان على جنوبي وشرقي البلاد، وذلك بعد اكتمال انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) المتوقع نهاية 2014. وأشارت صحيفة ذي غارديان البريطانية إلى أن ثمة مخاوف من احتمال سيطرة مقاتلي طالبان على مناطق كبيرة في البلاد، في ظل استمرار القتال بشكل كثيف في شرقي البلاد وفي أجزاء من ولاية هلمند الأفغانية وغيرها من المناطق. وقالت إنه يخشى أن تنزلق أفغانستان إلى مزيد من الاضطرابات والمواجهات، في ظل انتظار ثلاث سنوات، على أمل أن تتمكن القوات الأفغانية من محاربة من وصفتهم ذي غارديان بالمتمردين دون دعم من القوات الأجنبية المقاتلة. وبالرغم من أن الولاياتالمتحدة زادت عدد قواتها في أفغانستان بثلاثين ألفا العام الماضي، ومن أنه تم استخدام تكتيكات جديدة لمواجهة مقاتلي طالبان وطردهم من معظم الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها، فإن الحركة تمكنت من شل نشاط الحكومة الأفغانية في العاصمة كابل. لا بل إن طالبان -والقول للصحيفة- استخدمت الألغام البدائية ونشرت العبوات الناسفة على جنبات الطرق وقامت بحملة اغتيالات أدت أيضا إلى إعاقة التنمية المدعومة من جانب الغرب في البلاد الأفغانية. كما أشارت ذي غارديان إلى تصريحات القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال المتقاعد ستانلي ماكريستال المتمثلة في قوله إن الغرب لم ينجز سوى نصف المهمة في الحرب على أفغانستان. وأما إدارة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي فوصفتها التقارير بأنها لا تزال ضعيفة وفاسدة، وأنها تعتمد على تحالف فضفاض من أمراء الحرب في البلاد، إضافة إلى إصابة أكبر البنوك الأفغانية بالشلل بسبب الفساد والاختلاسات، وإلى تعرض شخصيات بارزة من أنصار كرزاي للاغتيال مثل الرئيس الأفغاني السابق ورئيس مجلس السلام الأعلى برهان الدين رباني. وأما المخاطر الكبرى والتهديدات الحقيقية لأفغانستان، فتكمن في الخشية من حرب أهلية طاحنة متعددة الأبعاد، تدور بين الفصائل المسلحة المختلفة وبين المجموعات الإقليمية والقبلية التي تلقى دعما من جانب القوى المجاورة، وذلك في ظل التنافس على النفوذ والسلطة في البلاد التي مزقتها الحروب، والتي تشهد أجواء هشة وقابلة للانتكاس والفوضى. سباق حروب الطائرات بدون طيار قالت نيويورك تايمز إن كثافة استخدام الولاياتالمتحدة للطائرات بدون طيار في مواجهة القاعدة في باكستان قد تدفع دولا أخرى إلى اعتماد هذا السلاح، وتساءلت الصحيفة عن الجوانب القانونية وعواقب استخدام هذه الطائرات من طرف دول أخرى ستقتدي بأميركا. وما دفع الصحيفة لطرح هذا التساؤل هو ما حدث في معرض جوهاي الجوي بجنوب شرقي الصين فى نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حيث فاجأت بعض الشركات الصينية الأميركيين بكشف 25 نموذجا مختلفا من طائرات يتم التحكم فيها عن بعد وعرض فيديو لطائرة بدون طيار تطلق صاروخا يدمر عربة مدرعة وطائرات أخرى تهاجم حاملة طائرات أميركية. وأوضحت أن مثل هذا المعرض مؤشر على قرب انتهاء الاحتكار الأميركي لهذا النوع من الطائرات، كما يعني وجود عواقب على الأمن الأميركي والقانون الدولي ومستقبل أسلحة الحروب. وقالت الصحيفة إن محللين يتوقعون أن تواجه الولاياتالمتحدة عدوا أو مجموعة إرهابية تملك هذا السلاح، لكنهم يقولون إن المشكلة لا تتعلق بمهاجمة الأراضي الأميركية ولكن بالتبعات القانونية والسياسية التي تواجه دولة أخرى تقلد أميركا في استخدام هذه الطائرات. وأوضحت أن تقريرا رسميا أميركيا كشف أن جهاز المخابرات الأميركية قتل ألفي شخص في باكستان باستخدام طائرات من طراز بريديتور وريبر.. وتساءلت الصحيفة عن الموقف الأميركي لو أن الصين أرسلت طائرات من هذا النوع إلى كزاخستان لقتل مسلمي اليوغور الذين تتهمهم بالانفصال، أو أن الهند تهاجم مسلحي كشمير بهذه الطائرات، أو تستخدم روسيا هذه الطائرات في منطقة القوقاز. وقالت إن حجج المسؤولين الأميركيين سترتد عليهم إذا انتقدوا مثل هذه التصرفات المحتملة. ونقلت عن دينيس غورملي، وهو باحث بجامعة بيتسبورغ ومؤلف كتاب «عدوى الصواريخ» قوله إن الولاياتالمتحدة تضع معيارا دوليا جديدا وهو امتلاك الحق في استباق ضرب من تشك أنهم يخططون لهجمات ضدها. وقالت إن غورملي دعا لتشديد القيود على تصدير التكنولوجيا الأميركية الخاصة بالطائرات بدون طيار، قائلا «أكثر ما أخشاه هو تقليد صناعتها». وقالت الصحيفة إنه حتى الآن تملك أميركا وبريطانيا وإسرائيل هذه الطائرات، لكن محللي البنتاغون يعتقدون أن أكثر من خمسين دولة صنعت هذه الطائرات أو اشترتها وأن الرقم مرشح للارتفاع شهريا، وأوضحوا أن معظمها للمراقبة لكن تسليحها هو ما يطرح تحديا تقنيا صعبا. وقدر غورملي عدد هذه الطائرات لدى أميركا بنحو سبعة آلاف طائرة لكن معظمها غير مسلح. وقال فيليب فينيغان، وهو محلل بمؤسسة تيل غروب التي تتابع أسواق الطائرات، إن النفقات الإجمالية على الأبحاث في هذه الصناعة تقدر بنحو 94 مليار دولار بالعقد القادم، منها تسعة مليارات تخصص لأبحاث عن طائرات قتالية يتم التحكم فيها عن بعد. وذكرت الصحيفة أن الصين وإسرائيل تسابقان الخطى لتطوير هذه الطائرات وتسويقها، ومعهما كل من روسياوالهندوباكستان وإيران ودول أخرى. وأضافت أن تقريرا صدر العام الماضي حذر من أن التكنولوجيا الأميركية في هذه المجال أصبحت هدفا للتجسس هل تستمر حركة «احتلوا وول ستريت»؟ قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن مزيدا من الجمعيات والأفراد ينضمون للمحتجين في وول ستريت، حيث تظاهر نحو 200 ناشط في ساحة «فريدوم بلازا» بواشنطن تضامنا مع حركة «احتلوا وول ستريت» التي انتشرت في أكثر من 150 مدينة أميركية. وأوضحت الصحيفة أن تزايد أعداد المحتجين يطرح سؤالا هو: هل تستطيع الحركة الاحتجاجية احتواء القادمين الجدد، أم أنها ستغرق في موجتهم؟ وقالت إن علماء سياسة واجتماع ومؤرخين، بل حتى خبراء العلاقات العامة، بدؤوا يطرحون وجهات نظرهم بشأن الأطراف التي انضمت مؤخرا وتداخل مصالحها وتوجهاتها. وشرحت الصحيفة السبب، فقالت إن الحركة الاحتجاجية استقطبت الاهتمام الإعلامي بسرعة ويرجع ذلك جزئيا لسرعة اندماجها، إلا أن الأسبوعين المقبلين حاسمين في تحديد هويتها وبنيتها، كما يقول عدد من الخبراء الذين يدرسون الحركات الشعبية والسياسية. ويقول مايكل روبنسون نائب رئيس «ليفيك ستراتيجيك كومينيكيشن»، وهي مؤسسة علاقات عامة دولية، «التضخم الذي يسود المجموعة المحتجة في وول ستريت يهدد إما بتفجيرها أو دفعها لآفاق ومستويات أخرى، وعليهم الحذر من لبس أقنعة متعددة لأنهم يواجهون خطر الانتشار إذا توسعوا كثيرا». ومن جهته يقول جاك بيتني أستاذ علوم السياسة في كلية كليرمونت ماكينا في كاليفورنيا، إن دخول مجموعات منظمة يمكن أن يفيد الحركة بالتركيز والتنظيم، وأضاف «لكن يمكن لهذه الجماعات أن تهدد المجموعة المحتجة بجعلها تبدو وكأنها مجرد تكتيك حزبي سياسي، لأن إشراك النقابات العمالية إشكالية في حد ذاتها، لأن تأييد الرأي العام لنقابات العمال قريب من أدنى مستوياته التاريخية». ويشير بيتني وروبنسون وآخرون إلى الحركة المناهضة للحرب في فيتنام في الستينيات، حيث كان لها مطلب محدد وهو خروج أميركا من فيتنام، وقالت الصحيفة إن مطالب المحتجين في وول ستريت تدور حول مجموعة مبادئ، تبدأ من الانخراط في ديمقراطية تشاركية شفافة إلى الإيمان بأن التربية حق إنساني، وهذا في مدن لا تتوقف عن الانضمام ومعها أهداف أخرى. ونقلت الصحيفة عن الناشط جو برايونز في بلدية لوس أنجلوس قوله «في الستينيات كانت هناك حركة الحقوق المدنية وحركة فيتنام، ولكن بمجرد تحقيق أهداف الحركتين لم يبق للناشطين هدف آخر، أما نحن فنسعى لبناء أهداف على المدى الطويل». لكن ديفيد جونسون وهو المدير التنفيذي لمؤسسة «ستراتيجيك فيجن المحدودة»، يقول إن المجموعات المنضمة حديثا قد تدمر كل شيء، ففي البداية كانت جاذبيتهم تكمن في وجود أفراد من اليمين واليسار والوسط، لكننا نجد الرئيس أوباما يشير إليهم في مؤتمر صحفي كبير، ووجود أشخاص مثل النائب الديمقراطي عن ولاية ويسكونسن روس فينغولد يجعل الحركة تبدو كأنها رد ليبرالي لحركة الشاي، أكثر منها حركة لا تملك طابعا سياسيا». وتقول نينا إيلياسوف عالمة الاجتماع بجامعة ساذرن كاليفورنيا، «مهما كانت الأمور التي ستحدث، فإن حركة احتلوا وول ستريت ستبقى، نحن في لحظة تشهد هوة كبيرة بين الأغنياء والفقراء أكثر من أي وقت مضى منذ عام 1929، لهذا يجد الناس أنفسهم مرغمين على الاندماج في العمل السياسي. على صعيد اخر ادان الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز «القمع الرهيب» للمحتجين المناهضين لوول ستريت في الولاياتالمتحدة ووصف احد المرشحين الجمهوريين للرئاسة الامريكية بانه «مجنون» لانتقاده كوباوفنزويلا. وعلى الرغم من انه مازال يتماثل للشفاء من جراحة لاستئصال السرطان في يونيو حزيران اعقبتها اربع جولات من العلاج الكيماوي بدأ الرئيس الفنزويلي البالغ من العمر 57 عاما يعود بسرعة الى اللهجة الصارمة والاراء القوية التي اشتهر بها عالميا. وابدى تشافيز تضامنه مع النشطاء الامريكيين الذين ينظمون تجمعات حاشدة ومسيرات ضد ما يصفونه بجشع الشركات في وول ستريت. وبدأت هذه الاحتجاجات الامريكية في نيويورك وامتدت الى تامبا وفلوريدا وسياتل ومدن اخرى وكانت سلمية في معظمها ولكنها ادت احيانا الى مواجهات . واعتقل العشرات واستخدمت الشرطة مسحوق الفلفل في نيويورك في الاسبوع الماضي. وقال تشافيز في تصريحات خلال اجتماع سياسي في مقره الرئاسي في كراكاس بثها التلفزيون الرسمي ان «حركة الغضب الشعبي تلك امتدت الى عشر مدن والقمع رهيب ولا اعرف عدد الموجودين في السجن حاليا. وهاجم تشافيز ايضا ميت روميني الذي يأمل بالفوز بترشيح الحزب الجمهوري له في انتخابات الرئاسة والذي اشار الى «الاشتراكية الخبيثة» في كوباوفنزويلا. وقال تشافيز «انه يهاجم فنزويلاوكوبا ويتحدث عن حكومة هوجو تشافيز الخبيثة . ولديه من الغطرسة ما يجعله يقول ان الله خلق الولاياتالمتحدة حتى يمكن للولايات المتحدة ان تحكم العالم.وهذا الرجل المجنون ربما يصبح رئيس الولاياتالمتحدة في الانتخابات التي تجري بعد انتخاباتنا مباشرة». وتجري انتخابات الرئاسة الفنزويلية في اكتوبر تشرين الاول 2012 قبل انتخابات الرئاسة الامريكية التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني.