- وسائل إعلامية معارضة تكفلت بنشر شائعة كريهة لكنها رديئة "السبك والحبك" وتعتبر ساقطة بحكم حقائق يعرفها الناس ولا أظن أن إسقاطها كان يستدعي أي كلام من قبيل "سخر مصدر إعلامي"! الشائعة التي روجتها تلك الوسائل زعم صناعها أن اجتماعاً عقد لإقرار خطة تتعلق بإثارة ثورة مضادة وفوضى وتحريض ضد حكومة الوفاق الوطني.. والمستهدف في الشائعة معروف وهو الطرف الآخر الذي حاولت الشائعة تقديمه كخصم ومعطل لجهود التسوية السياسية أو حل الأزمة الراهنة. وسائل الإعلام المعارضة منذ بداية الأزمة تحولت إلى معارض للأخبار الكاذبة والشائعات الكريهة التي تنشر تباعاً وتموت بعد عمر قصير لأن حبل الكذب قصير ولأن القدر المحتوم للشائعة هو الموت في أقصر وقت إذا كانت جيدة الحبك والسبك فما بالك عندما تكون مضطربة ينقض بعضها بعضاً ويكون مصدرها والمروجون لها مكشوفين.. وقد قيل إنه لكي تصمم شائعة جيدة عليك أن توظف فيها عناصر ومعلومات تجعلها أقرب إلى التصديق.. وأن تدقق أولاً في مواصفات من تريد أن تلصق به الشائعة، فلا يمكن أن أشيع مثلاً شائعة للانتقام من جمال بن عمر تقول إنه اقترح إجراء ما يتعارض مع حق الإنسان في التجمع والاعتصام.. فذلك لا يصدق عن مسؤول أممي ينتمي إلى هيئة دولية كالأمم المتحدة. - الذين صمموا تلك الشائعة والذين روجوا لها أغفلوا في حسابهم أن الشائعة لا تنطبق على النظام ولا أي هيئة فيه، وكل تصرفاته تؤكد أنه ضد الفوضى وأعمال الشغب لأنه أكثر المتضررين منها بحكم مسؤولياته تجاه المجتمع.. وكل تصرفاته تدل على أنه كان أحرص من غيره على حل الأزمة سلمياً مع الاعتراف بحق المعتصمين في الاعتصام وحثهم على تنظيم أنفسهم ليسهل تحقيق مطالبهم.. وكل تصرفاته تؤكد حرصه على وضع ما جاء في قرار مجلس الأمن الدولي واتفاق الرياض موضع التنفيذ.. وكل تصرفاته تنم عن رغبة في تشكيل حكومة الوفاق الوطني ودعمها.. ثم إنه سيكون جزءاً رئيسياً في السلطة التنفيذية. وأي مصمم ومذيع لشائعة مثل تلك المشار إليها تجاهل تلك الحقائق المعروفة عن الخصم المستهدف بالشائعة يعد بنظري غبياً، وأغبى منه من يرد على شائعة هزيلة لا يدرك أن الرد عليها هو ترويج إضافي لها. - تندرج هذه الشائعة في قائمة الشائعات من صنف "الإسقاط النفسي".. شخص ما لديه تلك العيوب، أو يرغب في تلك القبائح، ولكنه يسقطها على خصمه وينسب إليه أفعاله.. وفي ما يتعلق بهذه الشائعة الأمر خطير.. فأصحابها يبشرون بعنف إضافي وفوضى إضافية وتحريض أو ثورة ضد حكومة الوفاق الوطني.. وفي الواقع هم لا يبشرون بذلك.. بل قد فعلوه ولا يزالون مستمرين في فعله والوقائع على الأرض خير شاهد.. والأخبار في وسائلهم الإعلامية ترجمانهم.