لقي ثمانية أشخاص مصرعهم وأصيب عدد آخر بجروح يوم أمس الأربعاء في تفجير سيارتين مفخختين بالعاصمة العراقية بغداد، في حين أعلنت السلطات أن نحو 69 ألفا قتلوا في أحداث العنف بالعراق منذ 2004 حتى 2011. ففي بغداد تسبب انفجار سيارة في مقتل ثلاثة وإصابة تسعة على الأقل بجراح. كما انفجرت سيارة أخرى في مدينة طوزخورماتو التي تقع على بعد 175 كيلومترا شمال بغداد، ما أدى إلى مقتل أربعة من عناصر الأمن وإصابة اثنين بينهم شرطي. في الوقت نفسه قتل شرطي عراقي، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في انفجار لغم أرضي قرب دورية للشرطة. كما أصيب ثلاثة مدنيين بجروح بانفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية للشرطة في محافظة نينوى غرب مدينة الموصل. وتأتي هذه التفجيرات قبيل نحو شهر من انعقاد الجامعة العربية في بغداد للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عاما وبعد أقل من أسبوع من موجة هجمات تبناها تنظيم القاعدة وأدت إلى مصرع 42 شخصا. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الحكومة العراقية أن قرابة 69 ألف عراقي قتلوا في أحداث عنف بين الأعوام 2004 و2011. ويقل هذا العدد كثيرا عما أعلنته مصادر أخرى بما فيها إحدى وزارات الحكومة العراقية نفسها. وأوضح الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في بيان أن عدد ضحايا العنف في العراق منذ 5 أبريل2004 حتى 31 ديسمبر قد بلغ 69.163 شهيدا و239.123 جريحا. وذكر الدباغ في بيانه أمس «أن هذه الأرقام تمثل إجمالي عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة أعمال الإرهاب والعنف والأعمال العسكرية». وأشار إلى أن أعلى عدد للشهداء في العراق كان عام 2006 حيث بلغ 21.539 شهيدا، و39.329 جريحا»، حيث شهد العراق في هذا العام ذروة العنف الطائفي إثر تفجير القبة الذهبية لضريح الإمامين العسكريين في مدينة سامراء. ويثير تقدير عدد الضحايا العراقيين منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في مارس 2003 جدلا، كما يختلف بشكل لافت تبعا للمصادر، إذ يتراوح بين أقل من مائة ألف ومئات آلاف الضحايا. ويتناقض العدد الإجمالي للضحايا الذي أورده المتحدث باسم الحكومة مع أعداد أخرى لضحايا العنف في العراق سبق أن قدمتها مصادر حكومية أخرى وأجنبية. ففي تقرير نشر في أكتوبر 2009، تحدثت وزارة حقوق الإنسان العراقية عن مقتل 85.694 شخصا نتيجة أعمال العنف بين العامين 2004 و2008. وحسب الجيش الأميركي، قتل نحو 77 ألف عراقي بين يناير 2004 وأغسطس 2008، بينهم نحو 63 ألف مدني، والباقون من العسكريين. وأفادت وثائق نشرها موقع ويكيليكس عام 2010 بأن عدد القتلى منذ بداية الغزو بلغ 109 آلاف. في حين أفاد الموقع الإلكتروني البريطاني المستقل إراكي بودي كاونت بأن عدد القتلى منذ بداية الغزو عام 2003 حتى 30 ديسمبر/كانون الأول 2011 قد بلغ 114.584 قتيلا على الأقل. وأكدت دراسة مثيرة للجدل نشرتها مجلة ذي لانسيت البريطانية عام 2006 أن الحرب أسفرت عن مقتل 655 ألف عراقي، وهو رقم تخطى بقية التقديرات.