- مساكين مجانين اليمن .. لا يصدق الموسوسون والمحملون بالأحاسيس المجهدة أن المجانين حقاً مجانين لكثرة ما أشيع أن هؤلاء يتقمصون شخصية المجنون بينما هم عملاء أو مخبرون لمصلحة المباحث الجنائية أو الأمن السياسي أو الأمن القومي. الذين يسمون انفسهم (ثواراً) يداهمون الأوكار المتسخة ويعتقلون المجانين الذين يقيمون فيها بدعوى أنهم مخبرون .. والمعتقلون الذين خرجوا من سجون مشايخ الحصبة وسجون الفرقة الأولى مدرع وسجون (الثوار) في ساحة التغيير وما حولها، ذكروا أثناء سرد محنهم أنهم وجدوا في تلك السجون مجانين اعتقلوا بتهمة انهم عملاء أمن قومي، ومحنتهم انهم غير قادرين على اثبات انهم مجانين. وأسوأ من هؤلاء تنظيم القاعدة الإرهابي الذي صار هو الآخر يعتقل المجانين، وقد قتل أكثر من مجنون جراء التعذيب الذي يمارس لانتزاع اعتراف من مجنون انه مخبر وأنه بعقله! تصوروا رؤية مجنون لايدري ما الذي يجري حوله ولا يفقه كلام معذبيه، يضرب ويعذب حتى الموت.. والموت هو الدليل الوحيد على براءته .. يا لها من بشاعة، ويا لهم من وحوش هؤلاء الذين يستقوون على مستضعفين. - إن المجانين بشر، وفقدهم عقولهم لا يبرر الصمت على الانتهاكات التي ترتكب بحقهم .. لا منظمة تستنكر ولا صحفيون يهتمون بما يحدث لهؤلاء المستضعفين الذين يسجنون ويعذبون ويقتلون بجريرة أنهم مخبرون لمصلحة المباحث أو الأمن السياسي أو القومي .. ولنفترض أنهم مخبرون، فهل هذه تهمة؟ ثم ألا توجد طريقة لمعرفة المخبرين سوى هذه؟ المجنون مخبر، إذاً كل المجانين مخبرون .. الله يرحم سقراط، اخذوا منه هذه المعادلة المنطقية ولم يقتدوا به في احترام العقل. ونسأل الذين يؤذون المجانين بتهمة انهم مخبرون.. ماذا تخشون من المخبر أكان بهيئة مجنون أو بهيئة وزير .. وبأي حق تؤذون موظفاً عاماً؟ المجرمون فقط هم الذين يخشون رجال الأمن، فهل انتم كذلك؟ - من وقت إلى آخر نقرأ بيانات لأحزاب كبيرة ومنظمات حقوقية تدين الاعتداء على (سيارة) شيخ أو سيارة عضو الحزب .. والقضية كلها كسر زجاج سيارة أو رصاصة طائشة ارتدت إلى سقف السيارة .. وما عدا ذلك .. سلامات .. لكننا حتى الآن لم نجد أن حزبا أو منظمة حقوقية استفززت من الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها الأطراف المشار إليها بحق إنسان فقد عقله واهليته مشردو مستضعف، رغم ان الانتهاكات جسيمة .. سجن .. وتعذيب .. وقتل .. والتهمة مخبر أو اشتباه ..! وكما قلنا من قبل .. لنفترض ان مخبراً بهيئة مجنون أو بهيئة وزير .. هل هذه تهمة؟ وبأي حق يمارس هؤلاء سلطات الاتهام والاعتقال والتعذيب .. والقتل أحياناً؟