وجد علماء أدلة أن الصوم لفترات قصيرة قد يحقق مكاسب صحية وربما يساعد زائدي الوزن. وهذا ما اكتشفه مايكل موزلي . وهذه قصة موزلي مع الصوم: كثيرا ما اعتبرت الصوم شيئا غير محبب للنفس وليس له فوائد واضحة على المدى الطويل. ولذا عندما طلب مني عمل فيلم وثائقي يتضمن بقائي لفترات دون تناول الطعام، لم أتحمس إذ كنت متأكداً أني لن استمتع بذلك ، لكن أكد لي رئيس تحرير برنامج اوريزون أني ربما أشعر بتحسن كبير، لذا وافقت على الأمر. ليست لدي إرادة قوية للدخول في برنامج حمية غذائي على المدى الطويل. لكني مهتم كثيرا بمعرفة ما يجعل تناول القليل من الطعام يؤدي إلى زيادة متوسط العمر، لاسيما في ظل اعتقاد علماء أنه من الممكن تحقيق فوائد دون ألم. وتبين أن تقليل السعرات الحرارية والاهتمام بالأكل لكن بنسب قليلة يزيد متوسط الأعمار، على الأقل في الحيوانات. نعرف منذ الثلاثينات أن الفئران التي تتناول مقدارا قليلا من السعرات الحرارية وتتغذى جيدا يزيد عمرها المتوقع. وثمة أدلة متزايدة على أن نفس الأمر ينطبق على القردة. وسجل نوع جديد من الفئران الرقم القياسي العالمي لزيادة العمر المتوقع بين الثديات، حيث من المتوقع زيادة متوسط عمره بمقدار 40 في المئة، أي ما يعادل شخص يعيش 120 عاما أو أكثر. وقد جرى تعديل الفأر وراثيا لينتج جسمه معدلات منخفضة من هرمون نمو يُعرف أي جي اف -1. وتؤدي زيادة معدلات الهرمون إلى تقدم العمر وظهور أمراض مرتبطة بتقدم السن. لكن تبين أنه يمكن خفض معدلات الهرمون من خلال الصوم. ويبدو أن سبب ذلك أن الجسم يتحول من "وضع النمو" إلى "وضع التعافي" عندما لا نتناول الطعام لوقت طويل. ومع تراجع معدلات الهرمون أي جي اف - 1 تنشط مجموعة من جينات "التعافي"، وذلك بحسب بحث يعمل عليه الأستاذ بجامعة جنوب كاليفورنيا فالتير لونغو.