وصل مئات الآلاف من المتظاهرين، مساء امس الثلاثاء، إلى محيط قصر الاتحادية، في مسيرات من عدة مناطق، لإعلان رفضهم الاستفتاء على الدستوري، في إطار فعاليات مليونية «لا للاستفتاء»، لإعلان رفضهم الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، المقرر إجراؤه السبت المقبل. ووصلت إلى محيط «الاتحادية» المسيرات القادمة من مسجد النور بالعباسية، ومنطقة سرايا القبة، وميدان ابن سندر بمصر الجديدة، والكوربة وميدان روكسي، وشارك في تلك المسيرات عدد من القوى السياسية والأحزاب منها حزب الدستور والتيار الشعبي وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي وأزهريون وعسكريون متقاعدون. وتجمعت المسيرات أمام البوابتين 3 و4 للقصر الجمهوري، فيما شكلت قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي كردونا أمنيا، لتأمين بوابات القصر، تحسبا لأي محاولات لاقتحامه. وتنظم قوى سياسية مليونية بالعديد من الميادين في مختلف المحافظات، مساء الثلاثاء، فضلًا عن مسيرات إلى قصر الاتحادية تخرج من المساجد الرئيسية، تحت شعار «لا إعلان بعد أن سقط النظام»، احتجاجا على إجراء الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد. الى ذلك نظم المئات من المتظاهرين، وقفة احتجاجية بميدان الشون في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، مساء امس الثلاثاء، للإعلان عن رفضهم مسودة الدستور الجديد. وتحولت الوقفة إلى مسيرة طافت شارع البحر بالمحلة في اتجاه مجلس مدينة المحلة الكبرى، حيث قرر المتظاهرون محاصرته، وإعلان الاستقلال للمرة الثانية، عن نظام الرئيس محمد مرسي، مؤكدين تفعيل ما سموه «مجلس الإنقاذ الثوري». وقام المتظاهرون بنصب خيمة بالميدان استعدادا للاعتصام، وردد المتظاهرون هتافات ضد رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين، منها: «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«يسقط يسقط حكم المرشد»، و«يسقط يسقط محمد مرسي»، و«اقتل واحد اقتل مية.. الإخوان باعوا القضية»، و«لا سلفي ولا إخوان.. الثورة لسه في الميدان»، و«ثوّار أحرار هنكمل المشوار»، و«اسمع أم شهيد بتنادي.. الإخوان قتلوا ولادي». وأصدر «مجلس إنقاذ الثورة بالمحلة»، الذي كان قد أعلن مسبقا استقلال المدينة عن نظام مرسي، بيانا جديدا، أكد فيه اعتزام أعضاء المجلس وضع مسودة دستور توافقي، وسيتم عرضه على جماهير المحلة للاستفتاء عليه، بحسب البيان. من جانبه أعلن المستشار أحمد الزند، رئيس نادي قضاة مصر، أن أكثر من 90 % من قضاة مصر يرفضون الإشراف على استفتاء الدستور. وقال إن الاقتراب من استقلال القضاء «حرام». وأشار إلى أن موقف القضاة من الإشراف على الدستور «أدهش العالم». وقال «الزند»، في مؤتمر صحفي بدار القضاء العالي، مساء الثلاثاء: «أكثر من 90 % من قضاة مصر رفضوا الإشراف على الاستفتاء، ونحن نتحدث بالأرقام ومن يكذبنا أظهر لنا أرقامك». وأضاف: «لسنا فرحين بهذ الموقف، فالقاضي يقف في منطقة الحياد دائماً، ولكننا الآن مس استقلالنا لدرجة أننا لا يمكن أن نكون قضاة فهل يمكن أن يجلس قاض على المنصة وهو مهدد بين الحين والآخر أن يعزل أو يقال»، مشيرًا إلى أنه متأكد أن «استقلال القضاء ودولة القانون محل إجماع من كل مصري ومصرية يعيش على الأرض الطيبة». وتابع: «موقفنا أدهش العالم وجاءتني محادثات هاتفية وبرقيات من تونس والمغرب وحدثني بعض أعضاء مجلس القضاء الأعلى السعودي وعمان واليمن وكلهم يتضامنون معكم وكثير من قضاة الكويت، ويعتبرون أن الموقف يدافع عن الشرعية واستقلال القضاء». وأكد أن القضاة لن يسمحوا لأي شخص بالاقتراب من المنطقة الحرام وهي العدوان على السلطة القضائية، مشيرًا إلى أن الإعلان الدستوري الجديد لم يلغِ قرارات 22 نوفمبر، مؤكداً أنه ضربة قاصمة لاستقلال القضاء وبه بعض العبارات والأحكام أشد وأنكى مما كان في الإعلان الدستوري الصادر في 22 نوفمبر. في سياق متصل وصف الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الخاسر، تصريحات الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين عن أنه التقى الفريق ضاحي خلفان، قائد شرطة دبي ب«التخاريف»، وأكد أن مشروع الدستور الجديد «غير صالح». وقال «شفيق» في مداخلة هاتفية على قناة «دريم» ببرنامج «كلنا مصر»، مساء الثلاثاء، إنه لم يلتق ضاحي خلفان، واعتبره «تخريفا في حقه»، مهددا «المحطة الفضائية التي قال البلتاجي من خلالها التصريحات الخطيرة لو لم يتيحوا لي فرصة الرد هارفع قضية عليهم». وأضاف «شفيق»: «ليس من صفات الرجولة أن الحوار بيننا يصل لهذه الدرجة، والنقاش والخلاف بين القوى السياسية ينزل بالشكل ده». وبسؤاله عن توقيت عودته لمصر، قال: «أنا راجع مصر قريب جدا، لما أشعر إن المسؤولين على قدر من الرجولة في الخلاف، وأكون قادر فهنزل لأواجه ناس عقلانيين». وأشار «شفيق» إلى أن الشعب المصري حتى لو وافق على الدستور سيكون غير صالح لأنه لا يمثل الشعب المصري بأكمله، مضيفا «إذا لم يعتمد القضاة الدستور فسيشكك أي أحد في الاستفتاء، وكذلك حتى يصبح صالحاً لابد أن يشرف عليه القضاة». وقال القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، إنه لم يلتق المرشح الرئاسي السابق، الفريق أحمد شفيق، سابقا في حياته، سواء في لقاء رسمي أو بالمصادفة. من جانب اخر تزايدت أعداد المتظاهرين أمام مسجد رابعة العدوية، وذلك بعد وصول عدة مسيرات إلى الشارع المؤدي إلى محيط المسجد، ومنها مسيرة طلاب الأزهر، للمشاركة فى فعاليات مليونية "نعم للدستور"، كما رفعوا لافتات مكتوب عليها: "صيادلة مغاغة مع الدستور" و"نعم للرئيس مرسى" و"نعم من أجل الشريعة والبناء والاستقرار" و"نعم للدستور". كما قامت مجموعة من المتظاهرين بتوزيع منشورات بعنوان "فكر معانا" "إذا أردت تعزيز موقع الشريعة الإسلامية، وتحقيق العدالة الاجتماعية فقل نعم للدستور".