يعتبر وادي جلين الضيق جنة حقيقية لكل عشاق المناظر الطبيعية فهي منطقة لها سحرها الخاص على العلماء والزوار على حد سواء ولكن هذا الموقع رغم سحره فهو يمثل دراسة لا تقاوم لشكل الصخور فهي شاهد على تاريخ هذه المنطقة بما حدث لها من تغيرات طبيعية تسبب فيها المناخ والطيف والعوامل الجيولوجية والحرائق خلال آلاف السنين. بدأ هذا الوادي في التكون منذ تدفقت المياه خلاله من نهر كولورادو الذي وجد طريقه من صخور روكي المركزية إلى خليج كاليفورنيا منذ 5 ملايين سنة. وادي جلين الضيق جزء من منطقة المتنزهات الوطنية وهى منطقة تضم أيضا بحيرة بويل ووادي كَتركات بمساحة تبلغ 1.2 مليون فدان من هضبة كولورادو كما أنها جزء من سلسلة أودية ضيقة رائعة و جروف مذهلة ومناظر طبيعية متنوعة تضم الكثير من الجداول و التلال. وهو غني بالثقافة التاريخية كما أن هذه المنطقة قد استخدمت من قبل الكثير من الناس منذ حوالي 11500 سنة وبدأت تنمو المستوطنات حولها من قبل تاريخ وأصبحت المستوطنات حولها شبه دائمة وأصبحت المنطقة موطنا للنافاجو، قبائل البايوت و الهنود الهوبي. اكتمل بناء سد جلين عام 1963 يبلغ حجمه 4 ملايين متر مكعب، وتشكلت جدران وادي جلين على هيئة طبقات نتجت من الاصطدام بالرياح القوية والظواهر الجوية القاسية من التجمد والحر الشديد كما أن الفيضان الذي كان يحدث كان يجرف معه التربة وينحت الصخور. الفيضان في وادي جلين اغرق كل النباتات والحيوانات والمواقع الجيولوجية كما جرف الصخور وصنع الرواسب التاريخية التي شارك نهر كولورادو في نحتها وظهر في هضبة كولورادو في وادي جلين كما انه يوفر المياه والطاقة ويأتي السياح ليشاهدوا المناطق حوله . واستغرقت بحيرة بويل 17 سنة حتى تتكون بشكلها الحالي وتبلغ مساحتها الان 24 مليون فدان وهي لا تقارن بالسنوات التي عاشها وادي جلين لكي يُنحت بهذا الشكل.