أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس الجمعة أن القرارات التي تمخضت عن مؤتمر روما أو ما يسمى ب «اصدقاء سوريا» في روما تشجع المتطرفين الاستيلاء على السلطة بالقوة. وقال الكسندر لوكاشيفتش المتحدث باسم الخارجية الروسية ان المجتمع الدولي بشكل عام بات يتفهم استحالة الحل العسكري للازمة السورية. واضاف لوكاشيفتش: مع ذلك، وبحسب الأنباء القادمة فان القرارات التي اتخذت في روما والتصريحات التي اطلقت حرفيا ومضمونيا تشجع المتطرفين للاستيلاء على السلطة بالقوة تحديدا.. بغض النظر عن الآلام الحتمية من ذلك للشعب السوري. وتابع القول «المهمة الرئيسية اليوم تتمثل بالوقف الفوري لنزيف الدماء والعنف والانتقال الى الحوار السياسي كما ينص اعلان جنيف ل(مجموعة العمل) بتاريخ 30 يونيو/حزيران 2012»، مؤكدا «هذا بالذات ما يسمح بتنفيذ الاهداف الرئيسية للسوريين تأمين تطور ديمقراطي وسلمي لسوريا الموحدة ولصالح جميع مواطنيها دون استثناء». وفي وقت سابق كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا المجتمع الدولي إلى الحيلولة دون استغلال الزمر المتطرفة والإرهابيين الدوليين للمأساة في سورية لتحقيق أهدافهم مذكرا بالتفجير الإرهابي الذي جرى قبل أسبوع فقط بالقرب من السفارة الروسية بدمشق وأسفر عن سقوط العديد من الضحايا بمن فيهم الأطفال. وقال الرئيس بوتين في مؤتمر صحفي عقب مباحثاته مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في موسكو: «يجب أن تلقى مثل هذه العملية الوحشية إدانة قوية من المجتمع الدولي بأسره». وأوضح بوتين أنه أجرى مناقشات حامية مع نظيره الفرنسي لدى بحث ملف الأزمة في سورية معربا عن اعتقاده بان الرئيس الفرنسي وافق على بعض ما طرحناه من آراء. وقال الرئيس الروسي:« إنه على الرغم من الفروق الدقيقة في مواقف روسياوفرنسا من الأزمة في سورية إلا أننا ندعو للحفاظ على سورية كدولة ديمقراطية موحدة ولدينا الكثير جدا من القواسم المشتركة في النهج العام لتقييم الوضع في سورية» مضيفا: «إن من واجبنا الإصغاء إلى رأي شركائنا حول بعض جوانب هذه القضية الصعبة والجلوس وإمعان الفكر في القضية». وأشار بوتين إلى أنه في سياق المباحثات صاغ الرئيس الفرنسي اقتراحات جديدة حول حل الأزمة في سورية معربا عن اعتقاده بأن من الممكن مناقشتها مع جميع الشركاء ومحاولة تحقيقها. وأعاد بوتين إلى الأذهان موقف روسيا المبدئي المطبق دائما والمتمثل بدعم الحكومة الشرعية ومكافحة المتطرفين والإرهابيين في كل مكان لافتا إلى أن روسيا تقف بهذا الصدد إلى جانب فرنسا في الأماكن التي تتبع فيها هذا النهج بوضوح وبدقة ولهذا أيدت موسكو موقف باريس حيال مالي.