تحتضن العاصمة البريطانية لندن اليوم الخميس الاجتماع الوزاري الخامس لمجموعة أصدقاء اليمن، لبحث التقدم المحرز في اليمن على الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية، ومناقشة العقبات التي تعترض مسار التسوية السياسية والإجراءات الكفيلة بمعالجتها. ومن المقرر أن يشارك في الاجتماع الذي يعقد برئاسة مشتركة لكل من الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، وزراء الخارجية ورؤساء وفود يمثلون 30 بلدا وكذا كبار المسؤولين التنفيذيين في 8 منظمات إقليمية ودولية .. إلى جانب وفد اليمن برئاسة وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي وعضوية وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي ووزير المالية صخر الوجيه. وتتصدر أجندة البحث في الاجتماع أربعة موضوعات رئيسة تشمل آخر المستجدات على صعيد الترتيبات الجارية لتدشين مؤتمر الحوار الوطني الشامل في 18 مارس القادم، وكذا سير التحضير والإعداد للانتخابات المقرر إجراؤها في فبراير 2014، بجانب تقييم مستجدات الوضع الاقتصادي، وخاصة مستوى التقدم في سير تخصيص التعهدات المالية المعلنة من الدول والمنظمات المانحة ومدى إتاحتها للإنفاق على برامج التنمية وتحويلها من وعود على ورق إلى مشاريع تنفيذ على أرض الواقع، بالإضافة إلى الوضع الأمني، بما في ذلك الإصلاحات في قطاعات العدالة. واعتبر رئيس وفد اليمن / وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي هذا الاجتماع رسالة دعم ومساندة للقرارات والإجراءات التي اتخذها و يتخذها الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وحكومة الوفاق الوطني في سبيل إنجاح العملية السياسية التاريخية في اليمن والوصول بها إلى غاياتها المرجوة. وأوضح أن الاجتماع يتضمن محاور أساسية تتناول المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بما يمكن الدول والمنظمات الأعضاء في المجموعة من الوقوف على آخر التطورات في العملية السياسية الجارية حاليا في اليمن وخصوصا منذ انعقاد الاجتماع الرابع للمجموعة في 27 سبتمبر 2012 في نيويورك بما في ذلك سير التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سينطلق في 18 مارس القادم بغية مناقشة مختلف القضايا على الساحة الوطنية وبلورة معالجات جذرية لها برؤى وطنية وفاقية تغلب المصالح العليا للوطن على ما دونها من مصالح، فضلا عن كون مؤتمر الحوار سيعمل على تحديد شكل النظام السياسي في اليمن وإعادة صياغة الدستور بما يفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 2014م. وبين الوزير القربي أن المشاركين في الاجتماع سيناقشون في المحور الاقتصادي الوضع الاقتصادي في اليمن والإصلاحات الاقتصادية بالإضافة الى تقييم مستوى تنفيذ التعهدات المالية المعلنة في مؤتمر المانحين في الرياض واجتماع أصدقاء اليمن الرابع في نيويورك اللذين انعقدا خلال سبتمبر 2012م، بالإضافة إلى مناقشة ما قامت به الحكومة من جهود في سبيل استيعاب وتنفيذ هذه التعهدات وبالتالي بحث السبل الكفيلة بالإسراع في تخصيص بقية تعهدات الدول والمنظمات. ولفت إلى أن المجتمعين سيفردون حيزا من نقاشاتهم في المحور الأمني للوقوف على التطورات الأخيرة في تنفيذ القرارات الرئاسية الأخيرة لإعادة هيكلة الجيش والأمن وكذا النجاحات المحققة على صعيد الأمن ومكافحة الإرهاب وكذا تقييم مستوى التحديات الأمنية والتهديدات الإرهابية التي مازالت قائمة والدعم الدولي المطلوب لمساندة جهود اليمن في هذا الجانب . إلى ذلك قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن الاجتماع الوزاري الخامس لمجموعة أصدقاء اليمن، سيكرس لبحث التقدم الحاصل في عملية الانتقال السياسي الجارية حاليا في اليمن. وأضاف :» إن انعقاد هذا اللقاء، يأتي بعد اللقاء الناجح الذي عقد في نيويورك خلال شهر سبتمبر من العام الماضي، حيث تعهد المجتمع الدولي خلاله بتقديم حوالي 1.5 مليار دولار دعما لمستقبل اليمن». وأوضح وزير الخارجية البريطاني أن الاجتماع سيقيم مستوى تخصيص الدول والمنظمات المانحة للتعهدات التي أعلنتها خلال عام 2012م، لدعم التنمية في اليمن البالغة 7.9 مليار دولار، والتأكيد على ضرورة سرعة تحويل بقية التعهدات بما يسهم في تعزيز جهود اليمن على صعيد التنمية والأمن ومساندة عملية الانتقال السياسي الجارية حاليا في البلاد. وفي حين اعتبر الوزير وليام هيغ أن اليمن يقف حاليا على مفترق طرق، أشاد بالقيادة الحكيمة للرئيس عبدربه منصور هادي لليمن خلال هذه المرحلة وجهوده المبذولة لترجمة خطوات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية .. منوها بالخطوات المنجزة في هذا الصدد بما في ذلك التحضيرات التي تمت لمؤتمر الحوار الوطني المزمع انطلاقه في مارس المقبل بمشاركة الأطرف التي تمثل مختلف فئات الشعب اليمني، وكذا الاستعدادات لإجراء الانتخابات في 2014. وأبدى هيغ تفهم المجتمع الدولي للتحديات الراهنة التي تواجه المرحلة الانتقالية والمتمثلة بالساعين لإعاقة عملية الانتقال السياسي بجانب الأوضاع الأمنية الصعبة على الأرض التي مازالت تمثل عراقيل حاضرة دائما . وأمل وزير الخارجية البريطاني في أن يسهم انعقاد اللقاء الوزاري الخامس لمجموعة أصدقاء اليمن في إعطاء دفعة لإحداث تقدم حقيقي لأجل مستقبل كافة اليمنيين، وأمن المنطقة ككل على نطاق أوسع. ومن المقرر أن يصدر في ختام الاجتماع بيان عن الرئاسة المشتركة حول موقف أصدقاء اليمن من العملية السياسية والجهود المبذولة من القيادة السياسية لتنفيذ المبادرة الخليجية، وتأكيد استمرار الدعم الدولي الكامل لليمن وفقاً للمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن، فضلا عن دعم الإجراءات المتخذة من قبل الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في سبيل تنفيذها وصولاً إلى الانتخابات في عام 2014م. وكانت مجموعة أصدقاء اليمن تأسست في يناير كانون الثاني 2010 في اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء عقد في لندن بهدف حشد الدعم الدولي لليمن لتسريع وتائر التنمية الشاملة وتعزيز قدرته على مجابهة التحديات التي تهدد حاضره ومستقبله ومعالجة الأسباب الكامنة وراء عدم الاستقرار ومساندة جهوده في مكافحة الإرهاب . وعقدت المجموعة منذ تأسيسها أربعة اجتماعات وزارية الأول كان في 24 يناير 2010 بالعاصمة البريطانية لندن، والثاني في 24 سبتمبر 2010 بمدينة نيويوركالأمريكية، والثالث في 23 مايو 2012 بالعاصمة السعودية الرياض والأخير في 27 سبتمبر من العام نفسه في مدينة نيويوركالأمريكية. وتضم المجموعة في عضويتها 39 بلدا ومنظمة إقليمية ودولية تشمل المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، دولة قطر، دولة الكويت، مملكة البحرين، سلطنة عمان، المملكة الأردنية الهاشمية، جمهورية مصر العربية، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا الاتحادية، جمهورية الصين، فرنسا، ألمانيا، اليابان، تركيا، هولندا، الجزائر، استراليا، جمهورية كوريا، والبرازيل، ماليزيا، التشيك، الدنمارك، الهند، اسبانيا، اندونيسيا، سويسرا، إيطاليا، تونس،.. في حين تضم المنظمات الإقليمية والدولية مجلس التعاون لدول الخليج، جامعة الدول العربية، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، منظمة التعاون الإسلامي، البنك الإسلامي للتنمية، صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، الصندوق السعودي للتنمية، ومنظمة الأوبك.