أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور أحمد قاسم العنسي أهمية العمل المشترك بين الحكومة والمجتمع المدني والمانحين والمجتمع لمواجهة مشكلة سوء التغذية في بلادنا. وقال في الاجتماع الموسع لقيادات الدولة والمانحين والمنظمات الدولية ورجال الإعلام والذي نظمته وزارة الصحة العامة والسكان ضمن حملة التحسيس والمناصرة الوطنية لمواجهة سوء التغذية تحت شعار( سوء التغذية عائق للتنمية ومواجهته مسئولية الجميع وذلك تزامنا مع إطلاق منظمة اليونيسيف التقرير المرحلي عن التغذية ) أن تنظيم هذه الفعالية يعد انطلاقة جديدة لمعالجة إحدى مشاكلنا الصحية الرئيسية. وأوضح أن سوء التغذية في اليمن يمثل مشكلة إنسانية واجتماعية وصحية تمتد وتتشعب تأثيراتها السلبية وتداعياتها لتشمل مختلف مناحي الحياة وتعيق عجلة التنمية. وأشار إلى أن سوء التغذية يسهم بشكل مباشر وغير مباشر في ارتفاع معدلات وفيات الأطفال والأمهات وله تأثير سلبي على النمو الجسمي والعقلي للأطفال .. لافتا إلى أن سوء التغذية يعد مشكلة عالية التعقيد من حيث أسبابها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية والطبيعية ما يستوجب جهوداً مشتركة وتنسيقا وتعاونا بين مختلف القطاعات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية وشركاء التنمية . وقال إن الحالة التغذوية أصبحت لكثير من الدول أحد المؤشرات الرئيسية جنبا إلى جنب مع المؤشرات الاقتصادية والتعليمية والصحية لقياس مستوى التقدم والتطور الإنساني والاقتصادي لتلك البلدان. وأوضح أن مشكلة سوء التغذية في اليمن وفقا لآخر المسوحات إلى قامت بها الوزارة خلال الفترة 2013-2011 تجاوزت عتبة ومعايير الطوارئ الدولية والحدود الحرجة لمنظمة الصحة العالمية بوجود 15 % من الأطفال دون سن الخامسة من العمر يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم ووصلت المعدلات في بعض المحافظات إلى 32 % كما هو في محافظة الحديدة ، كما أظهرت المسوحات أن سوء التغذية في اليمن يأخذ نمطا أو اتجاها متزايدا. وأشار إلى أن الاضطرابات السياسية التي مرت بها اليمن خلال عام 2011 قد زادت من حدة المشكلة وضراوتها الأمر الذي أدى إلى أن يدق العالم ناقوس الخطر بوجود مشكلة سوء التغذية في اليمن حيث وصل نطاق وحجم المشكلة إلى المرتبة الثانية عالميا بعد الصومال وأفغانستان لوجود ما يقارب 967 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد و276 ألف منهم معرضون لخطر الوفاة وأكثر من مليوني طفل يعانون من سوء التغذية المزمن الذي ينذر بوضع كارثي إذا لم يتم تداركه بتدخلات صحية وتغذوية وقطاعية فورية قصيرة وطويلة الأجل. ولفت إلى أن الأطفال والنساء الذين يعانون من سوء التغذية الخفيف والمتوسط هم أكثر عرضة لخطر الموت بسبب ضعف المقاومة ضد الأمراض المعدية الشائعة. ودعا جميع المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني إلى ضرورة التنسيق مع وزارة الصحة تفاديا لحدوث إرباك لخطط وبرامج الوزارة .. مشيدا بدور الإعلام في التفاعل مع مجمل القضايا الصحية وحثها على مواصلة الجهود لمواجهة المشكلات الصحية بما فيها سوء التغذية من خلال تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر المشكلات الصحية وكيفية مواجهتها. من جانبه أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي حاجة اليمن إلى خبرات ودعم المنظمات الدولية المانحة والشراكة معها لمواجهة مشكلاتنا التنموية والصحية. وقال : نحن بحاجة إلى الشفافية في عمل المنظمات والالتزام بموجب ما تحتاجه خطة الحكومة . موضحا أن الانطلاقة نحو الجانب الإنتاجي وتحقيق الأمن الغذائي ستكون عند إصلاح الشأن السياسي والأمني .. مشيرا إلى أن الصراع السياسي قد اثر سلبا على التنمية . وقال: نحن اليوم نعيش تحولاً فعلياً في حوار وطني ورؤية شعبية وحكومية مشتركة لبناء مستقبل أفضل لليمن . من جهته استعرض وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية الأولية الدكتور ماجد الجنيد مشكلة سوء التغذية وما تم انجازه في معالجة هذه المشكلة . وقال أن اليمن تحتل المركز الأعلى في مؤشرات سوء التغذية على المستوى العالمي، موضحا أن تحسين الوضع التغذوي له علاقة بصحة الأم والطفل وله تأثير مباشر في مدى إحراز تقدم في مرامي الألفية .. لافتاً إلى أن اليمن ليست على المسار الصحيح لتحقيق الهدف الأول من أهداف الألفية. وأشار إلى وجود تحديات كبرى تواجه التنمية في اليمن وتساهم في تفاقم مشكلة سوء التغذية منها النمو والتشتت السكاني وضعف البنية التحتية وزيادة الضغط على تقديم الخدمات وشحة الموارد المائية واتساع فجوة الأمن الغذائي ومحدودية خيارات التمويل.. مستعرضا بعض مؤشرات سوء التغذية على الصعيد المحلي والعالمي وبعض الانجازات المحققة. وكانت قد ألقيت عدد من الكلمات من قبل ممثلي المنظمات الدولية حيث ركزت كلمة ممثل اليونيسيف جوليان هرنس على حجم مشكلة سوء التغذية وأسبابها .. مقدرا جهود وزارة الصحة والإعلام في مواجهة هذه المشكلة . ودعا شركاء التنمية والمجتمع المدني للاستمرار في العمل المشترك مع وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة في الحكومة لمساعدة اليمن على التقدم بشكل سريع في تحقيق أهداف الألفية التنموية.. مؤكدا التزام اليونيسيف بالعمل مع الحكومة اليمنية لبناء يمن جديد ومزدهر وخال من الأمراض. إلى ذلك أكد نائب ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور محمد أسامة مرعي أهمية تضافر كافة الجهود لمواجهة مشكلة سوء التغذية في اليمن . وقال أن سوء التغذية له اثر سلبي على صحة المجتمع ومعيق للتنمية، موضحا أن تسريع التطور في البلاد يتطلب إعطاء الأولوية لمواجهة سوء التغذية والاهتمام بقضية الأمن الغذائي . وأشار إلى أن سوء التغذية يعد السبب الأول لوفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر . وكان قد عقد على هامش الاجتماع الموسع لقاء إعلامي ضم ممثلين عن مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مع وكيلي وزارتي الصحة والإعلام ماجد الجنيد واحمد ناصر الحماطي وبحضور ممثل منظمة اليونيسيف جوليان هنس والمدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي ونائب ممثل الصحة العالمية محمد أسامة مرعي ومدير عام المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة عبد السلام سلام ورئيسة البرنامج العام لإعلام المرأة والطفل بوزارة الإعلام انتصار عمر خالد ومدير عام التغذية بوزارة الصحة الدكتورة لينا الارياني . وقد تم خلال اللقاء استعراض اوجه التعاون المشترك بين الجهات المعنية بمواجهة سوء التغذية ووسائل الإعلام المختلفة . وأكدوا أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام في هذا الجانب والحد من مشكلة سوء التغذية وحشد الدعم والمناصرة لمجمل القضايا الصحية .