تسعى شركات النفط والغاز العربية إلى تحصين موقعها التقني ضد الانتهاكات في مجال أمن تكنولوجيا المعلومات في تعاملاتها مع المقاولين والموردين، وفقاً لما ذكره تقرير اقتصادي جديد. وباتت شركات النفط والغاز العربية مطالبة الآن بتحديث أنظمتها للكمبيوتر، في ظل فتح شبكاتها للغرباء ما يعرضها من غير قصد للخسائر الفادحة. ويتوجب على قادة صناعة النفط والغاز بالمنطقة إعادة تقييم للمخاطر التقنية من قبل الموردين بهدف حماية الأصول التجارية من الانتهاكات. وقد تنامت المخاوف بشأن الأمن "السيبراني" (أمن المعلومات) لشبكات الكمبيوتر في صناعة الغاز والنفط الخليجية أثر الهجوم على أكثر من 30 ألف جهاز كمبيوتر لشركة (ارامكو) السعودية خلال العام 2012م والذي استهدف تعطيل إنتاج اكبر مورد للنفط الخام عبر العالم. ويتوقع ان تصل الأضرار بالبنية التحتية لقطاع النفط والغاز إلى نحو ملياري دولار بحلول العام 2018م جراء الهجمات الالكترونية بحسب ما تتوقعه شركة (ايه بي آي) الأميركية لأبحاث السوق. وحددت مؤسسات الاستشارات الغربية الهدف السريع والملح في قطاع النفط والغاز الخليجي بضرورة تدريب القوى العاملة "الكبيرة في السن" على استخدام البيانات لصالحها. وقال نيك بار المدير التنفيذي في شركة (بوز الن) للاستشارات في دبي، ان ابرز التحديات تكمن في كيفية إدارة الشركات لهذه المخاطر إذ ان بيئة تكنولوجيا المعلومات تغيرت كثيرا خلال السنوات العشر الماضية وتغيرت بيئة الأعمال في العامين الأخيرين. ويقابل التطور المتسارع في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات تطور في الوسائل والأساليب والبرامج التي يستخدمها قراصنة الإنترنت والمعلومات لشن الاختراقات ومحاولات التجسس الإلكترونية. وتشير التقارير الأخيرة إلى أن 431 مليون شخص كانوا ضحايا للجرائم الإلكترونية خلال عام 2011م وأن 14 شخص بالغاً هم ضحايا الجرائم الإلكترونية كل ثانية ومليون شخص كل يوم. وتقدر الخسائر السنوية العالمية للجريمة الالكترونية بحوالي 388 مليار دولار، تشمل الخسائر المالية إضافة إلى ما يرتبط كذلك بالإنتاجية والوقت. ويتوقع ان يتجاوز عدد فيروسات الحاسب الآلي سنوياً المليونين وأن المصروفات والاستثمارات العالمية في مجال الأمن السيبراني يتوقع أن تصل إلى 60 مليار دولار.