بدأت أمس بالعاصمة صنعاء فعاليات ورشة العمل الخاصة بتحديد الاحتياجات من البيانات والمعلومات اللازمة لتحديث وتطوير قاعدة البيانات للموارد البشرية الصحية والتي ينظمها على مدى ثلاثة أيام في الفترة 24 - 26 مارس الجاري مشروع دعم الموارد البشرية للصحة بوزارة الصحة و الممول من الاتحاد الأوروبي و بالتعاون مع شركة أيبوس المقدمة للخدمات الفنية لتنفيذ المشروع . وفي افتتاح الورشة أوضح مدير عام تنمية الموارد البشرية بوزارة الصحة العامة والسكان الدكتور ناصر الاخرم أن الهدف من الورشة التي يشارك فيها نحو 40 مشاركاً من موظفي وزارة الصحة العامة والسكان من الإدارات المعنية و مكاتب الصحة المستهدفة في المحافظات و ممثلي الوزارات المعنية بالتخطيط و الشركاء المعنيين هو تحديد الاحتياجات اللازمة من البيانات و المعلومات لتحديث و تطوير قاعدة البيانات للموارد البشرية الصحية في اليمن . وقال إن الورشة تهدف أيضا إلى الخروج برؤية موحدة من قبل وزارة الصحة وشركائها في تطوير مؤشرات تخدم متخذي القرارات وصانعي القرارات في المستقبل بالنسبة لعملية التخطيط وإدارة الموارد البشرية الصحية في المستقبل . وأشار الاخرم إلى أن عقد هذه الورشة يأتي ضمن سلسلة من الخطوات التي بدأتها الوزارة بمراجعة القطاع الصحة في عام 2009 والذي أكد على أهمية أن تمتلك وزارة الصحة قاعدة بيانات جيدة ودقيقة يمكن من خلالها تخطيط الموارد البشرية الصحية، إضافة إلى أن الإستراتيجية الوطنية للموارد البشرية الصحية والإستراتيجية الصحية 2010 - 2025 م قد حثت وزارة الصحة مع شركائها على تطوير وتأسيس قاعدة للموارد البشرية الصحية يمكن من خلالها إدماج كل طلبات الشركاء واتخاذ القرارات الصحيحة والدقيقة فيما يخص الموارد البشرية الصحية . ولفت إلى أن هذا الموضوع سيساعد بطريقة مباشرة وغير مباشرة على تحسين أداء العاملين لأنها ستتحدث عن مدى توفر الكوادر كما ونوعا وهل هي بشكل كافِ أم لا ، وأيضا توزيعها على مستوى المحافظات وعلى مستوى المرافق ، كما ستعطي الوزارة إمكانية اتخاذ القرارات في إعادة التوزيع والتقليل من الهجرة ، واستكمال احتياجات المرافق على مستوى الوحدات والمراكز الصحية ، بالإضافة إلى تعزيز الخدمات الصحية في المستشفيات العامة والمستشفيات التخصصية . وقال إنه وبعد الانتهاء من هذه الورشة سيتم تطوير مجموعة من المؤشرات الخاصة بالموارد البشرية الصحية والتي ستعطى إلى وزارة الصحة ليتم وضعها في قاعدة البيانات بحيث تدمج في قاعدة البيانات الحالية وتعطي مؤشرات واضحة يمكن من خلالها بناء قاعدة البيانات الموجودة في وزارة الصحة العامة والسكان وسيتم عرضها على كل الشركاء للموافقة عليها وليكون لدى وزارة الصحة والجمهورية اليمنية في نهاية المطاف إذا ما تمت هذه العملية بنجاح قاعدة بيانات للموارد البشرية تستطيع من خلالها أن تتخذ القرارات السليمة والمبنية على المعلومة الصحيحة. من جانبه أوضح مدير عام الموارد البشرية بوزارة الصحة العامة والسكان خالد عزيز الزنداني أن الورشة تقوم على تعظيم نظام المعلومات بالنسبة لصانع القرار ورفده بأشياء كثيرة أهمها سرعة انجاز واتخاذ القرار وتحديد المشكلة والقضاء عليها . وقال إن الورشة ستساهم في تدريب فريق من المعنيين على الاهتمام بنظام المعلومات وتحديد الاحتياجات ومؤشرات الأداء في كل القطاعات الصحية . وأشار إلى أن الورشة ركزت على نظام المعلومات وأهميتها ومؤشراتها لصانعي القرار وتحديد الاحتياج في كل مرفق صحي وتقييم الأداء وترفد قيادة المؤسسات الصحية بالكثير من المعلومات لتحديد المشاكل واتخاذ القرارات المناسبة لحلها بسرعة فائقة جدا . بدوره أوضح رئيس فريق العمل في مشروع دعم الموارد البشرية للصحة الممول من الاتحاد الأوروبي حمودة بالأمين أن المشروع مبني على مبادئ الحوكمة في القطاع الصحي ، والحوكمة بمفهومها هي إدارة مبنية على قواعد سليمة ورشيدة . وقال: من اجل أن تكون الحوكمة سليمة لابد أن تبنى على نظم ، وكل نظام يعمل في اتخاذ قرارات على مختلف المستويات أكانت على مستوى المرفق الصحي أو على مستوى وزارة الصحة أو الشركاء الذين يؤدون دور في الموارد البشرية الصحية كوزارت التعليم العالي و التعليم المهني و المالية والخدمة المدنية . وأوضح أن العملية لا تخص فقط وزارة الصحة لوحدها وإنما هي عملية متكاملة بين مختلف الشركاء وذلك لتنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية الصحية والتي ستصدر قريبا . وأشار بالأمين إلى أن تنفيذ هذه الإستراتيجية يتطلب من كافة الشركاء المعنيين بما فيهم وزارة الصحة اتخاذ القرارات اللازمة والمتعلقة بالاحتياجات وإنتاج الموارد البشرية من التعليم العالي والمؤسسات التدريبية . ولفت إلى أن القرارات غير المبنية على معايير ومعلومات سليمة وواضحة ومتفق عليها ستكون قرارات خاطئة . وقال إن هذه الورشة تأتي في إطار عملية اتخاذ القرار المبني على مؤشرات وبيانات ومعلومات سليمة وستتيح للشركاء الاتفاق على أهم المعلومات والبيانات والمؤشرات اللازمة لاتخاذ القرار لإدارة الموارد البشرية الصحية في اليمن . وأكد أهمية الورشة ومشاركة مختلف الشركاء فيها من القطاعات الحكومية والقطاع الخاص والممولين للاتفاق على القرارات التي يتعين على الشركاء اتخاذها على أي مستوى والاتفاق على مجموعة مؤشرات التي ستساعد على اتخاذ القرار السليم . وأوضح أن الوصول إلى المؤشرات سيتطلب توفر معلومات في قاعدة البيانات التي ستساعد على اتخاذ القرار السليم . وكانت الخبيرة الدولية في نظام المعلومات برنديت وكيم قد استعرضت خلال التدريب بعض المفاهيم والمعلومات حول إدارة الموارد البشرية ، نظام معلومات الموارد البشرية ، نظام معلومات داعم لعملية اتخاذ القرارات أمثلة للمؤشرات الخاصة بالموارد البشرية ، خطوات إعداد المؤشرات . وقالت إن الأهمية من عقد هذه الورشة هو تحفيز المشاركين لمعرفة أهمية أنظمة المعلومات في الإدارة وخاصة في الإدارة الصحية للموارد البشرية . وتطلعت أن تساهم الورشة في تعريف المشاركين بأهمية نظام المعلومات والبدء بتحديد الاحتياجات والربط بين القرارات التي يتخذوها في مجالاتهم وفق مؤشرات علمية مبنية على معلومات دقيقة . وأكدت أهمية أن يكون نظام المعلومات مرتبطاً بالوزارة وأن يكون متكاملاً يشمل شئون الموظفين والتنمية الإدارية والإحصاء وأن يكون موجوداً في الوزارة والمحافظات . وكان المشاركون في الورشة قد تلقوا خلال جلستي العمل الأولى والثانية معلومات عامة حول مشروع دعم الموارد البشرية الصحية في اليمن ، عرضاً لمفاهيم نظام المعلومات الداعمة لاتخاذ القرارات ، شرح نماذج استنباط القرارات والمؤشرات ، كما تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات مصغرة للعمل على لائحة القرارات والمؤشرات . وستواصل الورشة أعمالها اليوم وغدا من خلال مجموعات عمل لتوحيد قائمة المؤشرات ، تفصيل المؤشرات ، تثبيتها .