العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وحيد رشيد كبح جماح العابثين وتجاوز بعدن مخاطر السقوط
عدن موءودة أُنقذت عند شرفة قبرها
نشر في 14 أكتوبر يوم 02 - 04 - 2014

عدن حنين الماضي ورمزية الانتصار في مواقف صراعات عديدة فيها يحسم المتصارعون جولتهم الاخيرة ومنها يمكن القياس على زخم فريق وضعف آخر ليجري على الارض واقع يحمل الكثير من دلالات رسم ملامح المستقبل ، قراءة لواقع قد يصيب فئة بالاحباط وتحس منه بمدى تراجعها وانهزامها او عدم فعالية ادواتها ووسائلها ، بينما تزهو الفئة الاخرى بنشوة النصر لبرهة من الزمن فتنقلب موازين القوى ويتغير الواقع . فليس هناك ماهو دائم الاستمرار أكثر من الحق وعقلانية التعاطي .
منذ منتصف العام 2011م والأمر يزداد تعقيدا في عدن، توالت الأحداث وأضحت ساحتها مجالا للعبث وتنفيذ أجندة مشبوهة وعلى كل جانب منها أريق دم وخطفت أرواح وخسر الوطن قادة عسكريين وامنيين وجنوداً ومواطنين وصارت المدينة موطن أشباح وباحة لممارسة التقطع والنهب والسرقات سلبت مدنيتها وتوافد عليها العابثون من الأرياف يبسطون على الأرض يعتدون على التجار والسكان ومحلات الصرافة ويستغلون شعارات عدة لتمرير افعالهم، وعلى هذا الواقع تكتلت جهات عدة تحت مسميات متعددة معلنين السيطرة على عدن من كل النواحي فأضحى الاحباط سيد الموقف ولغة الاستسلام تقرؤها من عيون الجميع مواطنين ومسؤولين, صار السلاح يوزع تحت غطاء رسمي ليفسد في المدينة، تسارعت الاحداث وتوافق الجميع على المبادرة الخليجية كمخرج آمن للبلد الا ان واقع عدن كان مختلفاً تماما ولم يكن مع التوافق، ومن يحكمون السيطرة على المدينة لهم راي آخر عدن عاصمة لا ينقصها الا اعلان بذلك - بحسب رأي بعض القوى. ومن خلف هذا الشعار يقف كثيرون بصورة سرية محرضين وداعمين للعبث وبث الأحقاد.
هنا برز التحدي واضعا الجميع على المحك, وخصوصا بعد تطور مجريات الأحداث ونجاح البعض في الوصول الى منع محافظ المحافظة حينها أحمد القعطبي من الوصول لاجتماع اللجنة الأمنية بل ومكتبه ليمثل ذلك ضربة قوية لهيبة الدولة وإحباطاً كبيراً لكل جهود العمل في مدينة شوارعها مقطعة ومدارسها متوقفة وخدماتها يتسارع تدهورها,هنا كانت ثغر اليمن الباسم، وعلى وقع قهقهات كاس خمر يتلذذ عابثون بمعاناة ابنائها.
في السياق التالي نغوص في عمق عدن ونتوغل بين أرشيف مكاتب اداراتها ومن واقعها الماضي وخطوات تعافيها الحالية وآمال مستقبلها لنخرج بحقائق ومعلومات دقيقة ونكشف ايضا عما يدور خلف كواليس اللقاءات السرية واهمها كيف استطاع محافظها الحالي وحيد رشيد كبح جماح العابثين اضافة إلى أسرار تكتلات إفشاله وصرف نظره عما يدور الى صراعات هامشية تضعه في مواقف فشل لاتنتهي.. اشياء كثيرة غابت عن المتابعين واسرار تكشف لاول مرة .
صعوبة البداية
وضع مزر وحالة رثة كانت تعيشها عدن.. تراكمات كثيرة القت بظلالها على المدينة فلم تعد مكسبا يغري للمسؤولية واضحى تحمل مسؤوليتها مغامرة غير مامونة العواقب، في الواقع لم يكن منصب محافظ عدن جزءاً من التوافق الحزبي او حصة لطرف سياسي ما بحسب ماذهبت اليه تخمينات الكثير من وسائل الاعلام والمنشغلين بالمناكفات السياسية بناء على انتماء محافظها الحالي للمشترك وللاصلاح تحديدا، وغابت عنهم العلاقة الوطيدة له برئيس الجمهورية اولا الى جانب خبرته الطويلة في ادارة المحافظة كوكيل ظل يشغل المنصب منذ عشرين عاما مضت تراكمت عنده خلالها خبرات كثيرة فاصبح ملما الماما منقطع النظير بكل تفاصيل العمل الإداري والمالي ومتطلباتهما, وما ميزه اكثر من بين مرشحين اخرين انتماؤه لاحدى مديريات المحافظة (الشيخ عثمان) ومعرفته بكل عادات وطبائع ابناء محافظته، وحمله لشهادة الماجستير في الهندسة المدنية وزد على ذلك انه الوحيد من بين وكلاء المحافظة حينها لديه قدرات فائقة في الالمام بكل متطلبات العمل وقدرة على التحدث والنقاش والاقناع. عن سر قبوله تولي منصب محافظ محافظة بحجم عدن وهو يدرك الحجم المهول لمتطلبات العمل فيها وحاجة مواطنيها وبنيتها التحتية المدمرة ناهيك عن الصراع السياسي القائم فيها بمختلف أجنداته، يقول المهندس وحيد رشيد الرجل الخمسيني والمعين في مارس 2012م محافظا لعدن: ان الاسباب تعود الى حاجة المدينة لما اسماه اخلاص ابنائها وضرورة التفافهم حول مصير مدينتهم التي اضحت امام خيارين السقوط في أتون صراع ودمار لن يتوقف وسيقضي على كل جميل فيها وتتحول الى خرابة لن ينفع البكاء على اطلالها بعد ذلك, أو الخيار الآخر بتشمير سواعد الجد وإقناع الناس بان عدن مدينة بحجم وطن، مدينة عالمية لايمكن باي حال من الاحوال ان تظل سلبيتنا وصمتنا سلوكاً سائداً يوفر للكثير من ضعفاء النفوس غطاء للعبث بها, واضاف ابناء عدن متميزون وما ان تستحث مكامن الوعي لديهم يتفاعلون بقوة ويشاركونك الجهد , وعلى ذلك كان املنا وللامانة فقد تحرك الكثير من شرفاء المحافظة .
أما المصاعب التي اعترضت طريقه فيصفها محافظ عدن بما يشيب له الولدان مستدركا: لكنها فزاعات بفضل الله وتعاون الشرفاء تم تجاوزها، مشيرا الى اعمال تنافت مع كل القيم الدينية والانسانية والاخلاقية مدللا بالقول لكم ان تتخيلوا شوارع رئيسية مغلقة امام المواطنين ومدارس موصدة في وجوه الطلاب واعتداءات متكررة على الاطباء والقضاة والموظفين ، وما زاد الطين بلة وصول الامور الى ان يتحكم بلطجي وبقوة السلاح على اسواق وشوارع بكلها يضرب ويبطش وينهب ويذل كل من يرفض الاستجابة لدفع الاتاوات ، انتهى دور السلطة ونسيها المواطن المغلوب على امره ، الاراضي على اطراف المدينة ووسطها وحرم المدارس والمستشفيات كل ذلك مجال لتسابق فتوات المافيا والعابثين بالنظام والقانون, غادرت قوات الدوريات والمرور شوارع المدينة وجرى تسليمها للبلطجية, نهبت آليات النظافة ووصل الأمر الى كابلات الكهرباء والاتصالات، هذا جزء بسيط من وصف واقع مؤلم عاشتها عدن سابقا ومازلنا نعاني آثاره لليوم .
إرهاق مادي واستنزاف للوقت
مع ماكانت تشهده المدينة من تسارع حثيث للسقوط من جميع الجوانب لم يعد لدى الناس ما يفكرون به سوى أسوأ الاحتمالات فتلاشى الأمل إلا عند قلة ممن يدركون حقيقة ما يدور في الواقع وفي دهاليز الدسائس، تفشت ظاهرة الإضرابات العمالية في كل مرفق.. مطالب حقوقية وأخرى بحثا عن المرتبات وجزء منها مفتعلة، كل ذلك جاء اعتمادا على ماخلفه الواقع الجديد من حرية التعبير بعكس ماكان يدور من كبت وقمع سابقا وماتزامن معه من ترحيل لتلك المطالب عاماً بعد آخر, عن هذه الحالة يقول محافظ عدن: تسلمنا المحافظة ومن أول يوم واجهنا اضرابات وتوقفاً عن العمل في 76 مرفقا وإدارة حكومية وكلها مطالب حقوقية ولك ان تتخيل كيف سيجري التعامل مع الكم الهائل من المطالب وحجم ماتخلفه من ارباكات ولفت نظر عن اعمال تعد من الاولوية، رغم ذلك استدعينا قادة الاحزاب والفعاليات السياسية ونزلنا بمعيتهم مرفقا مرفقا تلمسنا حقيقة مايدور لندرك ماكان يعانيه اولئك من إهمال إداري وفعلا خلال ايام عاد الجميع لاعمالهم وتم انجاز الكثير من مطالبهم .
من حديث المحافظ والاطلاع على حقيقة ماكان يجري تدرك جيدا حالة الارهاق العقلية والجسدية لمسؤول تحمل مهمة إنقاذ مدينة يجري العبث بها من الداخل، بالإضافة إلى السباق الحثيث مع الزمن وفي خاطرك تدور تساؤلات عمن يدفع بأولئك لإجباره على استنزاف وقت وتضييعه بعيدا عن الانجاز وبالتالي الفشل الذريع، وهو ما كان يتربص بالمحافظ فعلا .
الدماء البريئة وتزاحم المتاجرين
كانت عدن على موعد مع قدرها شاع فيها ثقافة القتل اليومي تحت مسميات متعددة يقف خلفها العشرات من المجرمين وذوي السوابق بغرض ايصال الناس لحالة من الاستسلام للرعب وتطويعهم لتنفيذ اجندات العبث، كل تلك الجرائم يتلقاها معجبو الفوضى بروح راضية تنم عن الاستحسان للمزيد، وأمام هكذا خيار كان من الواجب ان تستعيد الدولة هيبتها بصرف النظر عن الكلفة طالما والقادم سيكون أبشع اذا استمر الصمت . الحلول السلمية هي الأقرب اولا ويجب ان يطرق بابها بصور شتى, فكانت البداية لتطهير مديرية المعلا مما بها من عبث وفتح شارعها الرئيسي امام الناس ليمارسوا نشاطهم اليومي، وبجهود متواصلة للمحافظ مع شخصيات ووجاهات المدينة ومديرها العام وبحضور وزير الدفاع تكللت المساعي بنجاح وفتحت الطريق بصورة سلمية لم تشهد طلقة رصاص وسمح لمن لديه ممارسة سياسية بممارسة مايريد سلميا في ذات الشارع، وفي ضوء ذلك جرى تعويض كل من تضرر أو قتل أو جرح في المعلا سابقا وبمبلغ اجمالي قدره 72 مليوناً وأربعمائة ألف ريال.
لكن الامر مختلف بالنسبة لمديرية المنصورة فقد عقد لقاء مع وجاهات المديرية لكن لم تكن هناك استجابة لدى من يسيطرون على الساحة ويغلقون الطريق، عقدت لقاءات عديدة وصلت لمستويات علياء دون جدوى ولم تفلح تلك الجهود وامام اصرار كثير من المسلحين هناك على مواجهة الامن والجيش سقط جنود ومواطنون ومسلحون قتلى وفتح الطريق, لم يلبث البعض ان وجد فيما دار ضالته وذهب يحرض ويحشد مستغلا الدماء للمتاجرة والبحث عن فرص لازهاق المزيد من الارواح, عادت المساعي مرة اخرى بحثا عن حلول سلمية تمنع سقوط ضحايا, وفي نهاية المطاف وبلقاء ترأسه المحافظ تم التوافق على حل يضمن بقاء الطريق مفتوحا وتنسحب الآليات العسكرية وتبقى الساحة للعمل السلمي، وبهذا جرى قطع الطريق على من كان يسعى لاشعال نار الفتنة وتاجيجها. وعلى هذا المنوال سارت الأمور لكن مايزال البعض يبحث عن ذرائع للعبث فكثيرا ما كان يغلق الطريق وتعود الامور لمربعها الاول وهكذا استمرت المعالجات تتوالى بينما المسلحون يرفضون لتصل الامور في نهايتها الى اجماع شعبي ورسمي على ضرورة ايجاد حل لتثبت الدولة وجودها وهيبتها وفعلا تم ذلك وتطهرت المنصورة من المسلحين وتخلصت الساحة منهم ولم يعد للعبث مأوى فاستعادت المنصورة القها وتنفس اهلها الصعداء بعد معاناة طويلة .
وفاق ووطنية لاول مرة منذ الاستقلال
واحد من ابرز ملامح العهد الجديد تجسد في عدن وحدها ليظهر صورة رائعة من الوفاق الوطني والحرص على الشراكة الوطنية وتهيئة الأجواء لقادم يكون فيه كل أبناء الوطن شركاء في البناء والتنمية، جهود رعاها محافظ المحافظة مصرا على أن تكون منطلقا للتأسيس لقادم أجمل يختلف تماما عن ماض مثقل بالولاءات الضيقة أو المناطقية والحزبية والنفوذ . في استعراض سريع لقائمة مدراء عموم مديريات المحافظة نلمس ماورد بعاليه حقيقة ما كانت لتدور في خلد كثيرين لتوقعهم نفوذا حزبيا كبيرا على غرار ماكان يجري في السابق، الا ان تلك الحسابات لم تكن ضمن اجندات المحافظ وفوق هذا كله لم يكن من بين تلك القوائم أي من المنتمين لحزبه البتة وهي المرة الاولى التي تنال فيها عدن مثل هذا التعاطي منذ الاستقلال حتى العام 2012م وقائمة مدراء عموم المديريات التالية تشير الى ذلك بوضوح .
مدراء عموم المديريات
جمال قاسم المدعامي المنصورة
شيخ بانافع صيرة
يزن سلطان ناجي المعلا
احمد حامد لملس خورمكسر
د. ياسر محمد علي التواهي
عبدالرؤوف سعيد الشيخ عثمان
خالد وهبي عقبة البريقة
محمد جباري دار سعد
80 فردا من كبار مسؤولي المحافظة على مستوى المكاتب التنفيذية ومديرياتها ناهيك عن بقية مسؤولي الادارات في المديريات ومستويات الادارة الدنيا لم يتدخل المحافظ لتجييرها حزبيا كما كان يجري سابقا بل اعتمد على الكفاءة وركز على تكريس الوفاق قولا وفعلا ولم يكن من المنتمين لحزبه من بين هذا العدد الكبير لمسؤولي المحافظة الا مسؤول واحد كمدير للتربية والتعليم ولم يكن ضمن محاصصة وانما كمطلب تربوي لحل قضية الادارة السابقة طالب به زملاؤه اثر احتجاجات شهدتها التربية حينها .
عدن تحتفل علانية بعد صمت مخيف لسنوات
واحد من أكثر الأدلة على جهد الرجل ونجاحه يتجلى في مظاهر تميزت بها المدينة بصورة بعثت على الطمأنينة والتميز فمنذ مايزيد على 8 سنوات حرمت عدن من التباهي بوطنيتها وعاشت أسوأ سنوات الكبت لم يكن مسئولوها يجرؤون على تنظيم أي من الاحتفالات بالمناسبات الوطنية في ساحاتها العامة بل ان ماكان يجري الترويج له باسم فعالية لم يكن سوى حضور باهت لعشرات كثيرا مايتعرضون للاعتداء وتفشل الفعالية رغم ان الأمور كانت حينها مواتية لعمل الكثير ولكن ظل الياس يتوسع وظهر من بين مسؤولي الدولة من يغذيه ويعمل لأجندات مشبوهة ومصالح شخصية بعيدا عن العمل للمحافظة وأبنائها .
الأوضاع يوم تولي رشيد قيادة المحافظة في حد لا يوصف من السوء وتردي كل شيء فيها ولم يعد منها سوى اسمها. في ظل واقع كهذا لايمكن القيام بالأنشطة الاعتيادية اليومية البسيطة فيه فما بالك بما هو غير اعتيادي ويثير الفوضى والصراع كاحتفالات يرى كثير من زعماء الفوضى ومروجيها أنهم قادرون على منعها مستغلين دعما متعدد المصادر مالا وتسليحا وإعلاما. هنا كان المحك واختبار هيبة الدولة واثبات وجودها واقعا, فبعد جهد عام من العمل الميداني والخدمي قضاه رشيد في ازقة وحواري المدينة يتابع خطوات بنائها من الاساس ويتعرض هو وافراد حراسته لوابل من الرصاص أكثر من مرة الا ان الخطوات الواثقة لم يرهقها المسير، شهدت الاحتفالات بذكرى الثورة اليمنية في بداية المطاف في العام 2012م نوعا من التحريض واثارة البلبلة حيالها في محاولات متعددة لكبح جماح تقدم المدينة ونهضتها وظل هاجس التراجع يراود كثيرين قبل ان تشحن انفسهم اقداما وكفاحاً فلم يكن بد من مصير نجاح أو هلاك .
كانت ساحة العروض ميدان الحسم ومنطلق الحرية لممارسة الاحتجاج السياسي السلمي تحت حماية الدولة, اتاحت قيادة المحافظة لكل القوى ممارسة نشاطها السياسي في الساحة شرط سلميته, الا ان البعض استغل حالة الحرية تلك في عمل مسلح برز جليا يرفض الاعتراف بالدولة ولا بالقوى الأخرى الموجودة على الساحة، ورغم محاولات التهدئة التي قادها المحافظ واللجنة الأمنية إلا إن استفزاز المسلحين تواصل وتوسع, وفي هذا السياق تعددت حوادث الفوضى والاعتداءات على من يختلف مع تلك القوى بالراي وصار الحديث عن تدخل الدولة لا يقاف التطرف مزحة لم يصدقها مواطنو المحافظة الذين لم يكن امامهم الا التسليم بواقع لا يطاق.
حاولت اللجنة الأمنية إيقاف استغلال الساحة ووضع حد لتك التجاوزات ، بذل المحافظ رشيد كل وسائل الاقناع للوصول إلى حلول منطقية، الا ان شطحات الفوضويين تواصلت ووصل بها التطاول الى رفض السماح للدولة باقامة احتفال رسمي بمناسبة ذكرى الانتقال السلمي للسلطة 21 فبراير في ساحة العروض, لم يعد الامر حينها مجرد مساومة ولا يقبل التساهل فهيبة الدولة ستذبح ان جرى الانصياع لاملاءات البلطجة .
كانت الاستجابة الشعبية كبيرة، احتشد الناس ووصلوا بإصرار إلى ساحة العروض متجاوزين كل ما نصب امامهم من عراقيل وفوضى, تقدم المحافظ الصفوف معلنا عن ان عدن كانت ومازالت مدينة الجميع وحاضنة التعايش والمدنية ولن يرتهن مصيرها بيد ثلة من العابثين بامنها واستقرارها , مشيرا الى ان الاحتجاج السلمي مكفول ولا تحفظ عليه وبالمقابل كل محاولات فرض الآراء بقوة السلاح لا يمكن قبولها مطلقا مهما كانت النتائج .
20 ٪ من حوافز كبار المسؤولين خصمها لصغار الموظفين
لايحس بقسوة الظلم الا من اكتوى بناره، موازين مختلة واستغلال سيئ للانسان، يعيش الكثير من المطحونين حالة عوز كبيرة رغم جهدهم في العمل بينما ينال ويستولي ويتحايل عدد كبير من المسؤولين على مخصصات مالية كبيرة من الحوافز الشهرية دون حساب وتصل لما يفوق نصف مليون ريال هذا ماكان يعيشه موظفو ديوان المحافظة . ظل الجميع يتبادلون الشكوى بالظلم منتظرين من ينصفهم , حتى وصل بهم الحال الى الاجماع بعد طول انتظار بان المنقذ لن ياتي ابدا. في مفاجأة كبيرة انتصر رشيد كخطوة اولية لصغار الموظفين ووجه بخصم مانسبته 20 % من الحوافز الشهرية التي كان كبار المسؤولين يستلمونها وردها لصغار الموظفين ومثل ذلك حصة الاشراف على المشاريع كنسبة تقرها وزارة المالية عبر الاشغال للمحافظة تلك الاموال لم تكن متاحة لاحد سوى لمن لديه النفوذ تغير الحال تماما بادر المحافظ بالتوجيه بصرف تلك المبالغ لكل من كان له دور في العمل فيما يخص تلك المشاريع من الفراش والطباعة الى الاعلى, وزاد على ذلك ان شطب اسمه من تلك المخصصات لتوزع على بقية الموظفين . ومؤخرا انتصر بتوجيهاته للضعفاء من الموظفين ممن كانت مخصصاتهم الادنى ليرفعها الى الضعف ويأخذ مما كان يحوزه كبار الموظفين ليكون لاضعفهم .. اجراءات حملت عدالة ظل الكثير ينتظرها لتفتح امامهم ابواب مشرعة من الامل بان الزمن زمن تحمل المسؤولية باقتدار مختلف تماما عن زمن المعاناة والظلم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.