هنيئا لك الجمعة أيها الفقيد الغالي.. فقد ختمت رحلتك الدنيوية بيوم أعزه الله وكرمه على سائر الأيام، وكنت أحد شباب الجنة الذين رحلوا فجأة وفي لحظة زمنية لم نعلم بها الا بالحدث الجلل عبر الشقيق احمد. هكذا يرحل الأحبة.. وفهد محمود الشاب النبيل ليس آخرهم، فقد كان الرجل الذي يحمل الينا منبر الثقافة صباح كل يوم .. بحركة حانية ووجه باش وبتحية معتادة كنا نستقبله بها ونتبادل معه اطراف الحديث. كانت مكتبة (ابو شيبان) بشارع الصعيدي الشهير بالمعلا تجمعنا صباح كل يوم.. وفهد كان بشير الكلمات التي نبحث عنها.. و(14 أكتوبر) كانت الوسيلة التي نرقبها بشغف وحب رغم كل ما يجري. آه يا فهد.. كم نفتقدك اليوم فالرحلة كانت أليمة لنا.. فكيف بأهلك وذويك، ويا ترى أيقوى الشقيق احمد على هذا الفراق؟! الله يعصم الجميع والاسرة الكريمة بالصبر.. وان يحتسبوا الفقيد الجميل عند الله شفيعا للأسرة وللوالد الشهيد محمود الذي ربى وعلم واحسن التربية.. وهكذا كانت نتيجة جهده أولادا أعزاء مخلصين يضرب بهم المثل في حسن الكياسة والتصرف والأخلاق العالية. أيا فهد الغالي.. لقد صدمت بموتك، ولم أصدق، لكن هي مشيئة الله فهذه الدنيا صغيرة ونحن أصغر من أن نلم بكل مجرياتها، وقد سارت الحياة اليوم كل على حاله ولم يعد السؤال عن الجار أو الأخ والصديق بذي فائدة تذكر. رحلت مبكرا يا فهد.. وهذه نعمة من الله من بها عليك رأفة بك مما هو آت.. فلقد كنت أرى في وجهك الجميل تساؤلات كثيرة.. وكنت أحيانا تبوح لي ببعض منها.. فرحمة الله عليك يا غالي.. وقد حزنت المعلا عليك وعدن والوطن وأهل قريتك الاحكوم موئل الاسرة الكريمة. ننعاك أيها الغالي ونسأل الله لك الرحمة والمغفرة ولاهلك الصبر والتحمل ولهم منا كل التعازي. "إنا لله وإنا إليه راجعون"