نعبد ، من جديد ، الصنم ونسجد ، عند كل قدم ونمرّغ أنوفنا .. بين أحذية حثالة البشر *** يا من جعلتنا .. (( مازوخيين )) نستعذب العذاب ، ونغرم ب ((الآه)) ، وننام مع الألم ، ونزامل السأم ، ونصادق السقم ، ونغازل الموت ، ونتزوج العدم *** يا من جعلتنا.. نقبّل جراحاتنا ، النازفة ونرتشف ، منها ، أفسد الدم وندعك أجسامنا ب .. الفضلات ونغسلها ب .. مياه البالوعات وندهن رؤوسنا بالقيح والصديد *** يا من جعلتنا .. نسد جوعنا .. ببقايا ، وفضلات .. موائد اللصوص ، واللئام كاليتامى ، و الأيامى ، وأفقر الفقراء ، والمعدمين ثم نحلّّي أفواهنا .. بالحلوى المغموسة .. بالذل و الإهانة فتصير كالعلقم ! *** يا من جعلتنا .. عند النوم - نفترش الإسفلت ، ونتوسّد الحصى ، والحجارة ونلتحف .. أكياس القمامة في العراء ! بينما تنام أنتَ على سرير وثير فراشه أنعم من النعومة ، وملاءته من أغلى الحرير وتتوسد ريش النعام ، وتلتحف .. (( البنكنوت )) في حجرةًً شديدة الدفْ ، وغاية في الفخامة *** يا من جعلتنا .. نكشف ستر عوراتنا ونفشي أخطر أسرارنا للملأ ، وفي العلن ولكن .. ليس من أجل الشفافية ، طبعاًً - يا صدى الصمت ، والخفوت يا عابد الظلمة ، والظلم *** يا من جعلتنا .. لا نلقي بالاًً ، أبداًً ، إلى الزمن ! وندفن - قبل رؤوسنا - أرجلنا .. عميقاًً ، في الرمال حتى تضمن أن نتحول .. إلى صخور .. صمّاء .. بكماء ثابتة ، دائماً ، بلا حراك ، وفي سكون تام لأجيال ، وأجيال بينما الدنيا ، كلها ، - من حولنا - تتحرك .. وتتحرك وتدور .. وتدور ونحن ..ً في جمود ، وفي ثبات حتى الممات !