الهجري يترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للتحالف الوطني بعدن لمناقشة عدد من القضايا    وزارة الخدمة المدنية تعلن الأربعاء إجازة رسمية بمناسبة عيد العمال العالمي    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    الفريق علي محسن الأحمر ينعي أحمد مساعد حسين .. ويعزي الرئيس السابق ''هادي''    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    السيول تقتل امرأة وتجرف جثتها إلى منطقة بعيدة وسط اليمن.. والأهالي ينقذون أخرى    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دور أهل حضرموت في نشر الدعوة الإسلامية في العالم الإسلامي
نشر في رأي يوم 20 - 08 - 2009


مقدمه تاريخية
تمثل حضرموت موت أحد مخاليف اليمن (بلاد الأحقاف وأمة عاد الأولى ونبيها المرسل هود عليه الصلاة والسلام أول نبي عربي مرسل.. تمثل أهم مناطق شبه جزيرة العرب لتميز حضاري موغل في القدم حيث ذكرت في أكثر من 17 موضعاً في القرآن العظيم ووصفت من فوق سبع سماوات ب(عاد الأولى) و(التي لم يخلق مثلها في البلاد) صدق الله العظيم (1)، ولم تذكر الأحقاف ولا نبيها هود في التوراة وغيرها من الكتب السماوية وانفراد القرآن العظيم بذكرها وجه من وجوه الإعجاز التاريخي بحيث لا تجد مصدراً لهذه الأخبار إلا في القرآن العظيم والذي لم يذكر حضرموت والعكس بالعكس (2).
ويثبت مصادر التاريخ أن الحضارات الأولى في العالم نشأت من ذلك المثلث الحضاري والذي يشمل عمان والأحقاف باليمن وكذا أرض الرافدين وحوض النيل. وبأرض الأحقاف استيقظ التاريخ أمم وشعوب وحروب وفنون وعلوم منذ أقدم الأزمنة (3) حيث منها انتشر الجنس السامي.
ولا شك أن الدور الذي قامت به القبائل الحضرمية المختلفة في نشر الدعوة الإسلامية في العالم الإسلامي يعود الفضل فيه إلى هجرات جماعية لتلك القبائل الحضرمية أعقاب الفتح الإسلامي إلى أنحاء مختلفة من العالم كمصر والعراق والأندلس... إلخ، ثم هجراتها وعودة بعض منها مع قبائل أخرى إلى حضرموت في القرن ال 3 و4 ه، ثم هجرات تلك القبائل من حضرموت إلى بلدان العالم الإسلامي جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا والحبشة والصومال في تلك الفترة.
وأكثر تلك القبائل التي عادت إلى حضرموت أو نزحت إليها ثم هاجرت من حضرموت لنشر الدعوة الإسلامية في العالم الإسلامي أكثرها نزوحاً إلى حضرموت كان من بلاد الرافدين وبالذات من (البصرة والكوفة) حيث جعلوا منهما وطناً ثانياً لهم في هجرتهم إليها. ولانتشار الحضارم وتوليهم القضاء والشرطة وغيرها في تلك البلدان قال الشاعر :
لقد ولي القضاء بكل أرض
من الغر الحضارمة الكرام
رجالا ليس مثلهمُ رجال
من الصيد الحجاجحة الضخام (4)
الحضارم في مصر:
في خلافة سيدنا عثمان وصله 100 من رجالات حضرموت واستأذنوه في المسير إلى مصر فإذن لهم، واختطوا خطتهم في (الفسطاط) ولأن كل خطة لها عريف ومحرس كان (الملامس بن جذيمة) عريف حضرموت. (5) وضربوا رقماً قياسياً في عدد من ولي القضاء منهم، ففي الفترة من 84ه 244ه حوالي قرن ونصف ولي قضاء مصر تسعة حضارم من بين 15 قاضياً من مجموع القبائل الأخرى؛ أي بمعدل قاضي واحد لكل 18سنة، أولهم يونس بن عطية عام 84ه ثم أوس بن عبد الله عام 86 ه ثم يحيى بن ميمون 105ه ثم توبة بن نصير عام 115 ه ثم حفص بن الوليد عام 124ه ثم خير بن نعيم عام 120ه ثم غوث بن سليمان عام 135ه ثم عبد الله بن لهيعه عام 155ه ثم لهيعه بن عيسى عام 199-244ه ، وأقام بمصر من (حمير حضرموت) عدد من مشاهير الرجال مثل (لهيعه بن عقبه) في عام 100ه من مشاهير تابعي مصر أما ابنه عبد الله بن لهيعه 96 – 174 فقد ولي قضاء مصر وحدث بها أيضا وهكذا كان الكنديون الحضارم بمصر ما بين قائد وفقيه وقاضي ومحدث. وبلغت هيمنتهم على مصر لدرجه أن الخليفة مروان بن محمد طلب منهم قبول (حنظله بن صفوان الكلبي) واليا عليهم بدلا من (حفص بن الوليد الحضرمي) فعارضوه ورفضوا طلبه بل قاموا بطرد حنظله بن صفوان من الفسطاط (6) وكان معاوية يفضل الحضرميين و الازديين في أعماله وكتب إلى واليه (لا تولى عملك ألا ازدي أو حضرمي فانهم أهل امانه) ولعلة تأثر بحديث نبوي عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه سلم (حضرموت خير من بني الحارث) (7).
الحضارم في الكوفة والبصرة :
وهما أكبر مدينتين لمعسكرات الإسلام في عهد الأول وأوت قبائل من حضرموت وصف الكوفة الفاروق بقوله (جمجمات العرب) ودعا جميع العرب لتعبئة العامة بما فيهم أهل الردة لتكوين جيوش عربية تحث إمرة سعد فكان من اليمن 2300 مقابل تحث قيادة عمرو بن معد يكرب الزبيدي ومنهم 600 من حضرموت. وكانت قبائل اليمن بالكوفة أكثر من قبائلها. وهكذا مدينه البصرة التي تعج بالناس ومن 255-315ه توالت غارات القرامطة والزنج عليها كما ادعى النبوة صاحب الزنج (علي بن محمد) ووضع أبو طاهر الجنابي السيف في أهلها وانتشر الرعب في النفوس ، فهاجر منها (أحمد بن عيسى) بنفسه ومعه نحو سبعين من أهله وبجبالهم الموقرة بالذهب والفضة وغيرها إلى حضرموت هربا بدينهم من الفتن وبأنفسهم من معرات الجيوش وتهم الجواسيس. وبعد المهاجر هاجر من العراق جد (آل باوزير) من بني العباس وكان أل باوزير باب بالبصرة يسمى (باب زينب) وهي بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ، وذلك عام نحو 550ه وانتشرت بحضرموت أسرا حفاد المهاجر (العلويين) الذين كما قال (باوزير).
(كونوا لهم كيانا خاصا اثروا به في مجرى الحياة الثقافية والاجتماعية وبتفرغهم للعلم وتجود هم للعبادة احتلوا الصدارة في كثيرا من المواقف) (8).
ثم هاجروا من حضرموت لنشر الدعوة الإسلامية في العالم الإسلامي وتبعتهم الأسرار الأخرى (آل باوزير) (9). و (آل با فضل) و (آل الخطيب) و غيرهم فنشروا الدعوة الإسلامية في ربوع كثيرة من أنحاء العالم.
دور الحضارم في (عمان) :
في أوائل القرن السادس الهجرية أحكم الأكراد استيلائهم على اليمن بما فيها حضرموت ، وعرف عنهم ولعهم بقتل وتنكيل علماء السنة والجماعة المخالفين لهم ، من ضحاياهم من علماء تريم (يحيى سالم أكدر) و (علي أحمد بكير) وغيرهم كما قتلوا على مستوى اليمن بنحو 800 شريف من أولاد الحسنين ، ولذا هاجر كثير من العلماء حضرموت ومنهم العلامة (محمد بن علي العلوي) و (صاحب مرباط) جد السادة بني علوي الذي تتقل إلى ظفار ونشر بهذا مذهب السنة والجماعة الذي مازال باقيا بها إلى الآن لم تزعزعه الأباظية كما اتخذ أبناؤه من ميناء (مرباط) بالخليج معبرا لرحلا تهم إلى الخارج حيث البحر الهندي على شواطئ حضرموت لا تعبره السفن الشراعية في تلك الفترة والإبحار فيه نوع من المخاطرة (10) وبها توفي عام 550 ه.
دور الحضارم في الهند :
ومع ثورة الخوارج وهجومهم على تريم أو أخر القرن السادس الهجري هاجر من (قسم / حضرموت) بنوع (صاحب مرباط) المعروفين (آل عم الفقيه) إلى الهند ونشروا الدعوة إلى الله في ربوعها كما انتشرت ذريتهم هناك في (بروج وأحمد آباد – كجرات) وغيرها. ومنهم عبد الملك بن علوي عم الفقيه ثم ابنه عبد الله الذي توقى إلى درجه الخانات ، ولقب ب (عظمه خان) وإليه تنسب أسرهم الكثيرة التي انتشرت بإندونيسيا ويأتي عليهم. (11). وهكذا تتابعت الأسر اليافعية والحضرمية إلى الهند فكونوا حضارة عربية إسلامية ومنهم من ارتبط بالحبيش. ونجح العلماء في نشر مذهب السنة والجماعة وطغى على مذهب الشيعة. واللفت للنظر كيف حولوا بعض ملوكها من التشيع إلى السنة. فبنوا المساجد والمدارس وعند ظهور المطابع الحجرية تأسست عشرات منها في (دلهي ومعبي) وغيرها ، وتكونت الطرق الصوفية المعتدلة وقضت على مؤثراث البراهمة أصحاب التناسخ والحلول ، كما نرى ذلك في عشرات مطبوعات (الطريقة العطاسية) و (الطريقة العيدروسية) وغيرهما من طرق السادة بني علوي. والذين انخرطوا في سلكهم من قبائل يافع (اليزيدي) و (لحمدي) وغيرهم من الجاليات. وتزاوجوا من نساء الهند فاختلطت الدماء وحصل التفاعل الحضاري والتأثر بالعادات من غناء ونقل بعض كلمات من اللغة الهندية إلى الدارجة الحضرمية وغير ذلك.
كان تأثير علماء حضرموت على الهند أنهم وجدوا علماءهم مهتمين بعلوم الفلسفة وخاصة فلسفه اليونان والفنون. فصرفوهم إلى علوم السنة والقرآن ومنهم أبو الطيب صديق بن حسن بن علي بن لطف الله نزيل (بهوبال) المشهور والذي ينتهي نسبة إلى الحسين بن علي بن طالب صاحب المؤلفات ال 204 بالعربية والاوردية. (12).
ولما ثارت الفتن بالهند في القرن ال 7 هجري فر من أبناء السادة آل عظيمة خان ونزلوا (كمبوجا) مقاطعة جهبا بالهند الصينية الفرنسية فنشروا الإسلام هناك ولم يطيلوا الإقامة بها فسافروا بمراكبهم ال 8 ذات المجاديف إلى أرخبيل ماليزيا.
دور حضرموت في جنوب شرق آسيا :
في أوائل القرن 7 ه وصل العلويون آل عظمه خان حاملين راية الإسلام إلى تلك البلدان والجزر المترامية الأطراف على الأوفيا نوسية واخذ الإسلام يمد جناحه في تلك الآفاق الواسعة يقول د/ نجيب صليبي أن زين العابدين الذي جاء من حضرموت (من آل عظمه خان) وتزوج بنت سلطان (جهور) وولدت له 3 أبناء توزعوا في الأرخبيل وحاربوا الأسبان عام 1532م. ويضيف أن دخول الإسلام إلى الفيلبين على يد ابنه (حسن) فاسلم ملكها على يده ثم تزوج بنته وإزهار الإسلام في (بوايان ومنناو و مقيندناو وسيبو وسولو ثم وصل أبناؤه إلى (بروناي) و (سو مطرا) وغيرها (13).
من البلدان في أرخبيل ماليزيا ويجدر أن تذكر شهادة الصدق التي أعلنها صريحة من أعلى منابر الثقافة في احتفالات الجنادرية ال 19 عام 1417 ه بالعربية السعودية الدكتور داتو (محاضر بن محمد) رئيس وزراء ماليزيا بحق الحضارم قائلا (أن ماليزيا لم تتعرض لفتوحات إسلامية ولم تزعم على اعتناق الإسلام وإنما اختاروه واهتدوا إليه من خلال التجار المسلمين الذين جاءوا إلى بلادهم من حضرموت وكانوا غزيري العلم ولم تكن فيهم حماقة أو جبروت المستعمرين بل كانوا بكل بساطة إخبارا ومراه صادقة تعكس تعاليم الإسلام السمحة فاسروا بسلوكهم حكام الولايات فاعتنقوا الإسلام بل حثوا شعوبهم على اعتناقه) (14). كما أن أساطيل الحضارم احتكرت في يوم ما المواني بتلك المنطقة على منذ عام 1845م وقد تعرفنا على أربعه أساطيل حضرمية كانت تمخر مياه أرخبيل ملايا والمحيط الهندي والبحر الأحمر منها– أسطولان لأسرة (لآل السقاف) بجاوا وسنغافورة وثالث لأسرة (آل العيدروس) ورابع لأسرة (آل خنيمان) في سو مطرا.
وكل هذه الأسر من عائلة (أهل البيت الحضارم) والتي تربعت بعض هذه الأسر الحكم فكونت لها إمارات في بعض البلدان مثل :-
سلطنة سياك التي أقامها السلطان قاسم عبد الجليل سيف الدين بن شهاب العلوي منشورة صورته ضمن الملاحق.
سلطنة (بونتياك) أقامها الشريف حسين أحمد القادري) سلطان ما نشان عام 1735م(15).
إمارة (أشي) احذ قادتها (عبد الرحمن الزاهر) الذي قاد حربا ضد هولندا من 1873-1903م واليكم ما قاله الصحافي المشهور فاروق لقمان في صحيفة (الشرق الأوسط) قائلا (وريادة الحضارمة في جنوب شرق آسيا لم يكن تجاريا فقط بل ثقافي أيضا في تلك البلاد البعيدة التي اكتشفوها من أقصى الركن الجنوبي في جزيرة العرب (حضرموت) قبل اقرب الناس والبلدان المجاورة وأسسوا في بدايات القرن الماضي أكثر من صحيفة ومجلة لنشر الدين والآداب فقد سعوا للتعريف بالدين الإسلامي والحضارة العربية الإسلامية وعلى أيديهم اعتنق المئات من السكان الإسلام دينا وكانت أولى الصحف الدينية باسم (الإمام) عام 1906م وتصدرا أسبوعيا لمحمد بن عقيل بن يحيى وبعد عامين أي 1908م اصدر صحيفة أخرى أطلق عليها اسم (الإصلاح) تعني بالآداب والدين معا وفي عام 1931م أصدر حسين السقاف مجلة أسبوعية جامعه باسم (النهضة الحضرمية) واصدر أحمد عمر با فقيه (الشعب الحضرمي) كمجلة جامعة تعني بشئون الشعب الحضرمي في الغربة وكذلك فعل (عبد الله بن عبد الرحمن الحبشي) (الذكرى) نصف شهريه كمجلة دينيه. ومن المصادفات الغريبة والسعيدة (سمها ما شئت) أن اغلب من أسس تلك الصحف والمجلات في الغربة السنغفورية ينتمون إلى أسر دينية في حضرموت نطلق عليها (أهل البيت) أو السادة بمعنى أن لتر بيتهم الدينية دورا أساسيا في توجههم فلم تؤثر فيهم تقاليد الغربة والتقاليد الغربية بل تمسكوا بعاداتهم ودينهم وثقافتهم الأصلية (16) وبرجوعنا إلى كتاب.
(عائله السقاف في ماليزيا تأليف محسن محمد السقاف 1382-1962م طبع في سنغافورا عام 1963م وترجم لعدد كبير من رجالات هذه الأسرة التي بنت المساجد والمدارس والتنمية ولنأخذ آخر جوهرة في العقد الذي عرفناه وهو السيد (إبراهيم بن عمر السقاف) من مواليد مكة المكرمة عام 1316ه عامل مثقف ذو أيادي بيضاء في الشئون الإسلامية من جمعيات وطوائف وحركات متبرعا لها بسخاء منقطع النظير وصتقبرعاته إلى الأقليات الإسلامية في جنوب الفليبين وغيرها حيث أهدى جزيرة بأكملها بمزارعها والياتها ومبانيها إلى جامعة علميه بإندونيسيا.
كما أو فدته رابطه العالم الإسلامي بمكة المكرمة إلى رئيس جمهورية الفليبين بشأن المسلمين في الجنوب. وكان شغوفا بالصلاح المجتمع وله اليد الطولي في رابا لصدع بمشاركة الملك عبد العزيز آل سعود بين العرب بإندونيسيا بعد حصول فتنه العلويين والإرشاد بين عند ما كان قنصل العربية السعودية بسنغافورا، وقام بتأسيس جمعيه الدعوة الإسلامية بسنغافورا وأدار صحيفتها التي تصدر باللغة الإنجليزية التي يجيدها وعلى نفقته الخاصة وهو عضو المجلس التأسيس لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة وهو شخصية عالمية بعطفه على الحركات الإسلامية واتصاله بأفذاذ الشرق والغرب (17). وفي إندونيسيا يصعب علينا عد الشخصيات والمدارس والمساجد التي أنشئت لأنها تعد بالآلاف.
لنأخذ شخصية معاصرة هو (عيدروس بن سالم الجفري) من أبناء تريم/حضرموت 1309-1389ه أقام مؤسسه (مدارس الخيرات) وتكونت لها فروع اربت على 700 مدرسه في إندونيسيا الشرقية (كاليمانتن) (سولا ويسي) (ايريان الغربية) الخ وهي مدارس من رياض الأطفال إلى الابتدائية العامة والمدارس الدينية ومدارس المعلمين ومدارس تربية المعلمين في المدارس الدينية. بنيت هذه المدارس بجهود الأهالي من أتباعه وجعل لها أوقاف بساتين النار جيل علاوة على التبرعات وفي عام 1964م أقامت مؤسسته هذه جامعه إسلامية بها 3 كليات آداب وتريبه وشريعة. والمتخرجون منها يقومون بالدعوة إلى الله أو التدريس بالمدارس. وأنشأت هذه المدارس الطلبة على طريقة التعليم بحضرموت وترجمت له الصحف (18).
* مكتب توثيق التراث سيؤون/ حضرموت
الهوامش :
(1) سورة النجم آية 50 / 51 ، سورة الفجر آية 7 / 8
(2) قيم الحضارية في القرآن العظيم : توفيق محمد سبيع : ج1 : 211 / 212 الأزهر : مجمع البحوث الإسلامية ط1 1392ه = 1972م
(3) بلاد الأحقاف وعاد الأولى والنبي هود : جعفر السقاف ط 1417ه ص 1، وبذكر كتاب ( حاضر العالم الإسلامي ) إن الحضرمي حليف أسفار وراكب أخطار وأقصاهم رحلة ، وقد كان ذلك شان الحضارمة من قبل التاريخ حتى لقد ظن كثير من المؤرخين منهم ( المؤرخ جيمس هنري بريستيد ) إن سكان مصر القدامى ومؤسسي الحضارة فيها و## إفريقيا الشمالية إنما جاءوا من تلك البلاد وما جاورها ( حاضر العالم الإسلامي : الأميرشكيب ( ستوارد الأمريكي ) ترجمة مجاج نويهض : ج3 : 168 مطبعة الحبلى : القاهرة 1352ه
(4) علماء اليمن وبصماتهم على التراث الإسلامي : جعفر السقاف ، ندوة الجند ذكرى وصول الصحابي معاذ بن جبل إلى اليمن أول جمعة من رجب عام 1422ه
(5) أدب عبد## : فتوح مصر والمغرب : ص 171 وَ 172 .
(6) القبائل اليمنية في مصر : د/سيد طه أبو سديرة : مكتبة الشعب للفجالة عام 1408ه ص59 و 144 = 159
(7) المصدر أعلاه : ص59 .
(8) البدر المنير / أنساب باوزير : مزاحم سالم باوزير مطبعة التقدم مصر 1329ه ص12 و صفحات من التاريخ الحضرمي : سعيد عوض باوزير : ط 2 ديسمبر 1983م ص60
(9) آل باوزير أسرة علم وفضل منهم علماء بنوا مساجد ومدارس وحضرات بمدينة الشحر لهم مسجدان
(10) شمس الظهيرة ؟ ضياء شهاب مجلد 1 : 63 وقد انتشرت الأسر العلوية في ظفار ومنهم العلماء المقبورين في مقابرها مثل ( عقيل بن عمر ( عمران ) بن عبدالله باعمر أنظر المشرع ج2 : 214 ، وصاحب كتاب ( فتح الكريم الغافر في شرح حلية المشافر وهي منظومة الشيخ سعيد عمر بالحاف المتوفي عام 1062ه أما العلامة ( فضل بن علوي بن سهل العلوي ) فقد أسس له أمارة متكاملة بظفار من 1291 = 1296 == 1874 = 1879م له شأن كبير بالهند وهنو من حضرموت حمع ## السيف والقلم له عدة مؤلفات منها ( إيضاح الأسرار العلوية ومنهاج السادة العلوية ) مطبعة الآداب مصر 1316ه ألفهه عام 1280ه وقرضه مدرس الحرم المكي وغيرهم ، توفي العلامة فضل بتركيا عام 1900م زار حضرموت حضرموت بلد أهله للتعلم ثم سافر تركيا وكانت له مكانه علمية ثم في الحجاز مع اكرائها ، له دور سياسي ضد بريطانيا بالهند فنفي من الهند وحضرت عليه العودة ، أنظر الإعلام للزركلي ج# : 150 وتاريخ عمان ، فليبس ) ترجمة محمد أمين ط3 ص92 .
(11) المدخل إلى تاريخ الإسلام في الشرق الأقصى : علوي طه الحداد ص 262 / من 270 – 273 و ( زهرة الشباب ) مجلة خطية تصدر من سيؤون : دخول الإسلام إلى جاوا : صالح الحامد رقم ( 5) رجب 1362ه ص2 .
(12) التاج المكلّل : صديق بن حسن صاحب ( بهوبال ) 1248 – 1307 ه
(13) المدخلمرجع سابق رقم (11)
(14) صحيفة الشرق الأوسط
(15) المدخل مرجع سابق (11/13)
(16) صحيفة الشرق الأوسط
(17) شمس الظهيرة في خدمة العشيرة : ضياء شهاب ط الأولى 1984م عالم المعرفة جده .
(18) شمس الظهيرة في خدمة العشيرة : ضياء شهاب ط الأولى 1984م عالم المعرفة جده ص412.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.