الأسبوع الماضي قرأت كتاب "محطات رئيسية في مسيرة حزب الرابطة "رأي" للأستاذ محسن محمد بن فريد أمين عام الحزب.. الكتاب من القطع المتوسط، وبين غلافه144صفحة. وسجل المؤلف قبل اسمه كلمة "إعداد" رغم أن مضمون الكتاب يدل على شيء غير ذلك، فهو يحتوي جهداً فكرياً خالصاً وسرداً تاريخياً لأحداث ووقائع كان المؤلف مشاركاً في صناعة كثير منها. والكتاب يلقي الضوء على محطات تاريخية لحزب الرابطة منذ أسسه في19/أبريل/1951م المناضل الفذ محمد علي الجفري و13 من رفاقه في عدن، ويتطرق بالشرح الموجز غير المخل إلى المساعي الوطنية للحزب ومبادراته ورؤاه وصولاً إلى المؤتمر العام التاسع الذي عقد في عدن مطلع هذا العام، إضافة إلى صور تتعلق بالرابطيين خلال الفترة 19512009م، وكتب المؤلف تحت كل صورة تعليقاً، وأجمل ما في تلك التعليقات حميمية الرجل تجاه رفاقه، وتدل على نبل إنساني رفيع. محسن بن فريد قدم كتابه بوصفه متواضعاً، ويعتذر عن التقصير، بينما الكتاب يعد الأول من نوعه ويسرد وقائع تاريخية لم تعرف قبل صدور هذا الكتاب مثل أن الذين أسسوا الكتيبة الأولى في القرن الماضي هم من شمال اليمنوجنوبه، وكذلك هيئة الأمر بالمعروف، بل لأول مرة نعرف أن أحد المشاركين في تأسيس حزب الرابطة عام1951م كان من الشمال، فالشائع أن حزب الرابطة نشأ نشأة جنوبية خالصة واهتماماته محصورة في الجنوب، ولم يلاحظ كثير من أن حزب رابطة أبناء الجنوب العربي من حيث التسمية كان يعني باليمن كلها شمالاً وجنوباً، فالجنوب العربي تاريخياً هو اليمن وليس جنوباليمن.. ولأول مرة نعرف أن حزب الرابطة كان يعقد مؤتمراته في المنفى، ولأول مرة نعرف أن قيادات الحزب المشردة في الخارج كانت حينها تتواصل مع حكام اليمن في صنعاءوعدن حول قضايا وطنية، وعقدت لقاءات في الهند مع ممثلين للسلطة في الجنوب موضوعها قضايا المصالحة الوطنية والتغيير وتضميد الجراح واحتواء الأزمات قبل أن تتحول إلى صراعات حزبية وقبلية مسلحة.. ولكن لا يطاع لقصير أمر! لقد شوه حزب الرابطة وأسيء فهمه وظلم وشردت قياداته وتم التنكر لتضحيات مناضليه ومناضلاته، وأنصح المكابرين أن يجربوا التدقيق في تاريخ الحزب وأن يمنحوا أنفسهم فرصة قراءة كتاب بن فريد... وبالمناسبة هذا الكتاب عن حزب الرابطة لا ينبغي أن يكون الأخير، بل إن بن فريد يستطيع أن يقدمه للقراء في الطبعات القادمة مزيداً ومطوراً.. وليت أن قيادات الأحزاب اليمنية تحذو حذو بن فريد وتكتب تاريخ أحزابها الذي لا يزال مجهولاً بالنسبة للجمهور، بل وللأعضاء أيضاً.. أشير هنا أن ما ذكرته عن الكتاب في هذا المقال ليس سوى ملاحظات عابرة عن عشر معشار ما تضمنه الكتاب الجدير بالقراءة.