شيع اليوم بمدينة صعدة جثمان القاضي العلامة صلاح أحمد فليته الذي توفي عن عمر ناهز الثمانين عاما مساء السبت الماضي . والعلامة صلاح بن فتيله من أبرز علماء الزيدية المعاصرين، قضى معظم حياته في خدمة العلم ، ووارى جثمان الفقيد اليوم بمقبرة القرضين بمحافظة صعدة بعد الصلاة عليه بالجامع الكبير. حزب الحق والذي يعتبر العلامة من أحد المؤسسين له نعى رحيل القاضي العلامة صلاح فليته ، وقال بيان النعي أن رحيل هذا العلم المجاهد، يؤكد على عمق الخسارة التي حلت بالوطن والعلم وأهله ، وبهذا المصاب الجلل ، متقدمين إلى أبناء الفقيد وأفراد أسرته وأهله وتلاميذه ومحبيه وإلى كل قيادات حزب الحق وأعضائه بخالص العزاء وعظيم المواساة سائلين المولى عز وجل له الرحمة والمغفرة ولهم جميعاً الصبر والسلوان. حسن زيد قال ل"نيوزيمن" أن الفقيد كان من أبرز علماء الزيدية المعاصرين ، وأكثرهم تدريسا، حيث تعلم الكثير من الشباب على يده، مشيرا إلى أن رحيل العلامة خسارة كبيرة للعلم والعلماء المستنيرين والمتسامحين، القريبين من الناس . مضيفا أن العلامة كان قريب من كل التيارات الموجودة في صعدة ، ومنهم السلفيين ، رغم الخصومة لكنه لم يدخل معهم بخلافات، وقال ان العلامة كان من الوسطيين ، وحاضر في مواقف الإصلاح بين الناس ، ومعتدل أثناء الفتن. يذكر أن الفقيد ولد ونشأ في مديرية ساقين بمحافظة صعدة، وهاجر إلى مدينة صعدة لطلب العلم وفيها قرأ على أشهر علمائها مثل العلامة المجتهد مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي، وغيره حتى بلغ رتبة الاجتهاد، ولازم التدريس والتأليف والإصلاح بين الناس، وقد بنى مدرسة للطلاب بجوار منزله في بني معاذ صعدة، ليستقبل بها الطلاب الوافدين من مختلف المناطق لتلقي العلم على يديه، ولم يزل ذلك دأبه حتى وفاته، وله العديد من الكتب التي ألفها طبع منها: القول المبين في الرد على المتطرفين القول الحق النصيحة العسجدية العقيدة الأصولية وله عشرات الكتب والرسائل المخطوطة التي لم تنشر .