سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علماء الأمة الإسلامية ودعاتها يخاطبون بابا الفاتيكان مفندين ماجاء في محاضرته وداعين لأن تكون الديانتين الإسلامية والمسيحية أهم عوامل إحلال السلام في العالم
وجه كوكبة من العلماء والدعاة من العديد من أقطار الأمة الإسلامية رسالة إلى بابا الفاتيكان أوضحوا فيها جملة من الحقائق ذات الصلة بما جاء في محاضرته التي أثارت جدلاً واسعاً بسبب ماتضمنته من إساءة للدين الإسلامي. الرسالة التي وقع عليها 38من كبار علماء ودعاة الأمة بينهم مفتون ومرجعيات وقيادات مؤسسات بحثية ودعاة وأكاديميون، أيدها 42 شخصية إسلامية معروفة أخرى فيما لاتزال توقيعات التأييد لها تتوالى من كل أنحاء المعمورة. وأكدت الرسالة -علاوة على إيضاحاتها الخاصة بما جاء في المحاضرة المثيرة للجدل- إن المسيحية والإسلام يعتبران الدينين الأول والثاني من حيث عدد أتباعهما في العالم وفي التاريخ، حيث يشكل المسيحيون والمسلمون حسب التقارير ما يزيد على ثلث العالم وخمس العالم على التوالي. وهم يشكلون معاً أكثر من 55% من عدد سكان العالم، مما يجعل حُسن العلاقة بين مجتمعات هذين الدينين أهم عامل من العوامل المساهمة في إحلال سلام مؤثر حول العالم. وخاطبت البابا بالقول: باعتباركم قائداً لأكثر من مليار كاثوليكي ومثالاً أخلاقياً لكثيرين غيرهم في أرجاء المعمورة، فربما تكونون الصوت الأوحد والأهم في مواصلة المضي قدماً في هذه العلاقة باتجاه التفاهم المتبادل. ونحن نشارككم الرغبة في إقامة حوار صريح مخلص وندرك أهميته في عالم يشتد الترابط فيه بشكل متزايد. وعند إقامة حوار مخلص صريح فإننا نأمل في الاستمرار ببناء علاقات وئام وصداقة مؤسسةٍ على الاحترام والإنصاف المتبادلَين وعلى ما يجمعنا جوهرياً من الإرث المشترك المرتبط بالأنبياء من ذرية إبراهيم (عليه السلام)؛ وخصوصاً 'الوصيتين العُظْمَيَيْن‘ في إنجيل مرقص، 12: 29-31 (وبشكل مختلف في إنجيل متّى، 22: 37-40) 'الرب إلهنا رب واحد، وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك، هذه هي الوصية الأولى؛ و ثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية أخرى أعظم من هاتين‘. وأضافت الرسالة: وعلى ذلك، فإن المسلمين يقدرون الكلمات الآتية الصادرة من مجلس الفاتيكان الثاني: تكنّ الكنيسة أيضاً احتراماً عالياً للمسلمين، فهم يعبدون الله الواحد الحي القيوم الرحيم القادر، خالق السماوات والأرض، والذي كلّم البشر أيضاً. وهم يجتهدون في الخضوع الكامل لأوامر الله دون تحفظ، تماماً مثل خضوع إبراهيم لقضاء الله، وهو الذي يربط المسلمون دينهم بدينه بشدة. وبالرغم من أنهم لا يقرّون بأن عيسى المسيح إله، إلا أنهم يوقرونه باعتباره نبياً، وهم يجلّون أمه العذراء أيضاً ويذكرونها حتى في أوقات تضرعهم الخاشع؛ ويترقبون أيضاً يوم القيامة والثواب من الله بعد بعث الأموات. ولهذا السبب هم يعظمون الحياة المستقيمة ويعبدون الله خاصة من خلال الصلوات والصدقات والصوم. كذلك وبنفس القدْر، يثمّن المسلمون كلمات البابا الراحل يوحنا بولص الثاني والذي كان يحترمه ويقدّره كثيرٌ من المسلمين: نحن المسيحيين نعترف بكل سرور بالقيم الدينية التي نشترك فيها مع الإسلام. وأود اليوم أن أكرر ما قلته لشباب مسلمين في الدار البيضاء قبل بضعة سنين: "نحن نؤمن بالإله نفسه، الإله الواحد الحي، الإله الذي خلق العالم وأخرج مخلوقاته في أكمل صورة" كما يقدر المسلمون أيضاً تعبيرَكم الشخصي غيرَ المسبوق عن الأسف وإيضاحَكم وتأكيدَكم بأن الاقتباس الذي استعملتموه لا يعكس رأيكم الشخصي، بالإضافة إلى تأكيد أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال تارشيزيو بيرتوني (في 16/9/2006) على ما جاء في الوثيقة الوفاقية الصادرة عن مجلس الفاتيكان نوسترا إيتاته. وأخيراً، فإن المسلمين يقدّرون تعبيركم عن "الاحترام الكامل والعميق لجميع المسلمين" أمام مجموعة مجتمعة من سفراء دول إسلامية بتاريخ 25/9/2006. نأمل بأننا سوف نتجنّب جميعاً أخطاءَ الماضي ونتحاشاها ونعيش سوية في المستقبل بسلام، وتسامح واحترام متبادلين. (نص الرسالة باللغتين العربية والإنجليزية وقائمة الموقعين والمؤيدين في موقع دعاة الإسلام)