الوقت ضيق جدا .. والمطلوب أن نتجه إلى حوار شامل لا يستثني أحدا لوضع أسس بناء الدولة رأي نيوز / خاص : أكد الأستاذ / عبدالرحمن علي بن محمد الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي ) أن اليمن اليوم في حاجة إلى حوار شامل لا يستثني أحدا بما في ذلك الحراك الجنوبي والحوثيين والمعارضين في الخارج ، وأشار في اللقاء التلفزيوني الذي أجراه معه الإعلامي / عارف الصرمي من خلال برنامجه ( في كل اتجاه ) ، وبثته قناة السعيدة الفضائية مساء اليوم ، إلى أن هناك وهم بأن القوة ستحسم كل شي ، وهو أمر ثبت انه غير صحيح ، معبرا عن رفض حزب الرابطة ( رأي ) لاستخدام السلاح من أي طرف كان وقال : ( استخدمت القوة هنا وهناك فأضطر الناس لاستخدام السلاح .. جريمة أن يحمل المواطن السلاح في وجه الدولة وجريمة أيضا أن تطلق الدولة الرصاص على المواطن ) . وأوضح الأستاذ / عبدالرحمن الجفري أن اليمن لم تمر بمرحلة اخطر من المرحلة التي تمر بها اليوم في ظل الأزمات المركبة التي تعصف بها والتي لم يعد بمقدور المواطن احتمالها وتحملها ، محذرا من مغبة الاستهانة بمعاناة الناس وقضاياهم وحقوقهم ، ومن دفع الناس للغضب ، قائلا ( الناس خرجوا سلميا للمطالبة بحقوقهم وكان يفترض على الدولة أن تبادر إلى معالجة تلك الحقوق والقضايا ، فالدولة مسئولة عن الجميع ، عن المخطئ والمصيب ) ، مؤكدا أن السلطة ومن خلال تعاطيها مع مطالب الناس وحقوقهم أوجدت ردود الفعل الغاضبة . وحول المبادرة الوطنية التي أعلنها حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي ) في الثامن من يونيو الماضي أشار الأستاذ / الجفري إلى أن أطروحات الحزب ظلت تسجل تطورا في الروئ وأساليب الطرح ، ملفتا إلى أن حزب ( رأي ) كان قد طرح عام 97م مشروعا لقانون الحكم المحلي جرى التحاور حوله مع أحزاب المعارضة طوال تسعة أشهر ، مؤكدا أن الحزب ظل منذ مطلع التسعينيات يدعو إلى اللامركزية التي تمثل الحل الأنجع لمختلف إشكاليات اليمن ، وأضاف ( إننا مع نظام صحيح يشعر فيه الجميع بالشراكة في الوطن ) ، محملا نظام الدولة البسيطة وما عمقه من اختلالات في المواطنة المسئولية عن كل ما يتفاقم من غبن وتمييز وتنافر وكراهية ، محذرا من جدار الكراهية الذي بني بفعل السياسات التمييزية ، مؤكدا أن من شأن عدم المسارعة والجدية في المعالجة الجذرية العميقة لمسببات ذلك ، الدفع بالبلاد إلى الهاوية ، داعيا إلى عدم التعميم بالسؤ على هذه الجهة أو تلك ، رافضا الصراعات والأحقاد على أساس ( شمالي جنوبي ) ، مستدلاً بحادثة الأوس والخزرج عندما أظهروا نعرة من نعرات الجاهلية بعد دخولهم الإسلام وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم:(أدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم، اتركوها فإنها منتنة). ودعا في سياق المقابلة التلفزيونية الرئيس علي عبدالله صالح ومنظومة الحكم إلى العمل على تفعيل الإصلاحات الجذرية وقال ( الوقت ضيق جدا ، والمطلوب أن نتجه لحوار شامل ونعمل على وضع أسس صحيحة لبناء دولتنا ) ، مؤكدا أن الإصلاح السياسي يأتي بصفته أولوية قصوى وضرورة وطنية يمكن من خلالها التأسيس لمعالجات وإصلاحات شاملة ، مشددا على أن التوجه لاعتماد النظام الاتحادي الفدرالي ونظام الحكم الرئاسي أو البرلماني هو المنطلق لتحقيق ما يؤدي إلى تعميق شعور الناس بأنهم شركاء وليسوا تابعين في الوطن ، مشيرا إلى إن الفدرالية تلبي الحاجة إلى إدارة التنوع واستثماره ، أما المركزية والصهر فلا تحفظ وحدة مستشهدا بالتجارب التاريخية المعاصرة التي تؤكد انه لم تستمر وحدة قامت على أساس المركزية ، وعبر في ختام اللقاء عن أمله في أن تتجاوب مختلف الفعاليات السياسية والمجتمعية مع المبادرة الوطنية لحزب الرابطة ( رأي ) .