التزمت القوى الكبرى في مسودة بيان يصدر عقب اجتماعها في العاصمة البريطانية لندن مساء يوم الاربعاء بدعم اليمن في حربه ضد القاعدة. كما أقرت بالحاجة الى التعامل مع التحديات المتنامية في اليمن والا هدد ذلك الاستقرار الاقليمي. ومن جانبه اعترف اليمن في مسودة البيان بالحاجة الملحة للاصلاح الاقتصادي والسياسي وقال انه سيواصل المحادثات مع صندوق النقد الدولي في اطار برنامجه الاصلاحي. ويسعى اجتماع دولي رفيع المستوى لوزراء خارجية الدول الغربية ودول الخليج لدعم اليمن في حربه ضد القاعدة من خلال محاربة الفقر الذي يخلق تربة خصبة للمتشددين. ودعا جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني الى الاجتماع على عجل بعد ان اعلنت القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليتها عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب امريكية في رحلة من امستردام الى ديترويت يوم عيد الميلاد وكان على الطائرة 300 شخص. وأبرزت المحاولة كيف يمكن للقاعدة ان تهدد المصالح الغربية من اليمن ومخاطر تحوله الى دولة فاشلة مما يفاقم من التحديات الامنية الموجودة بالفعل في دولة الصومال التي يغيب عنها القانون في الجانب الاخر من خليج عدن. ويشارك في اجتماع يوم الاربعاء دول مجموعة الثماني وجيران اليمن في مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى مصر والاردن وتركيا ومن المتوقع ان يتمخض عن دعم قوي لليمن وفي الوقت نفسه المضي قدما في التنمية الاقتصادية والاصلاح. كما سيشارك في الاجتماع الذي سيبدأ الساعة 1600 بتوقيت جرينتش ويستمر ساعتين الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وقال ايفان لويس وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية في تسجيل فيديو بث على موقع حكومي "اليمن ليس دولة فاشلة لكنه دولة هشة بدرجة لا تصدق. وذكر ان الاجتماع سيركز على مساعدة حكومة اليمن على انعاش الاقتصاد وتوفير فرص عمل وتحسين الصحة والتعليم والقانون والنظام. وذكرت صحيفة واشنطن بوست ان الرئيس الامريكي باراك اوباما وافق على عمليات عسكرية مشتركة واخرى في مجال المخابرات مع القوات اليمنية بدأت قبل ستة اسابيع وادت الى قتل ستة من زعماء القاعدة في المنطقة. واضافت الصحيفة يوم الاربعاء ان اوباما وافق على هجوم وقع في 24 ديسمبر كانون الاول على مجمع كان يعتقد ان مواطنا امريكيا هو انور العولقي يلتقي فيه مع زعماء اقليميين للقاعدة. وابلغ مسؤولون عسكريون الصحيفة ان هذا الشخص لم يكن هو الهدف ولم يقتل ولكنه اضيف بعد ذلك الى قائمة قصيرة من الامريكيين الذين من المقرر قتلهم او اعتقالهم في اطار عملية الجيش الامريكي السرية المعروفة باسم"القيادة المشتركة للعمليات الخاصة." وقالت الصحيفة ان المستشارين الامريكيين لم يشاركوا في الغارات في اليمن ولكنهم ساعدوا في التخطيط لمهمات وتطوير تكتيكات وتقديم اسلحة. وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي لرويترز في مقابلة ان بلاده تواجه خطر أن تصير دولة فاشلة ما لم تساعدها القوى الغربية في تطوير اقتصادها بحيث يجد الشبان بدائل عن نهج التشدد. كما ستضغط الوفود الغربية على اليمن للمضي قدما في الاصلاحات الاقتصادية ومحاربة الفساد. واعلنت الحكومة في صنعاء تحت ضغط من الولاياتالمتحدة والسعودية حربا مفتوحة على القاعدة هذا الشهر وصعدت ضرباتها الجوية وحملاتها الامنية بعدما قال جناحها في المنطقة انه يقف وراء المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة متجهة الى الولاياتالمتحدة يوم 25 ديسمبر كانون الاول. وتخشى قوى غربية والسعودية من أن يصبح اليمن دولة فاشلة مما يتيح للقاعدة استغلال الفوضى واستخدام البلد قاعدة لشن مزيد من الهجمات في الخارج. ويواجه اليمن الى جانب القاعدة تمردا شيعيا في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب ونقصا في المياه وتراجعا في دخله من النفط وفي سلطة الدولة. وترأس هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية وفد واشنطن في الاجتماع. وسيشارك عدد كبير من الوزراء في مؤتمر دولي عن أفغانستان يعقد غدا الخميس. من ادريان كروفت