أقامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي بالتعاون مع كلية العلوم الإسلامية التطبيقية بتعز صباح اليوم الأحد فعالية الندوة الخاصة بعنوان " القانون الدولي الإنساني في الإسلام". وفي افتتاح الندوة أكد الأستاذ عبد الله أحمد أمير وكيل محافظة تعز على أهمية القانون الإنساني في تنظيم علاقة الإنسان بالإنسان وعلاقته مع الحاضر والمستقبل ..مشيرا إلى أن الإسلام كان أبرز وأقوى الروافد التي أعطت سمة متعايشة مع الواقع الذي يتجلى فيه معالي الحب والعلاقات الإنسانية التي لا يشوبها شائب أو يتخللها شائك. منوها إلى أن الحياة في السابق كانت تتسم بالاضطراب وكان فيها حكم القوي على الضعيف وأنها كانت ذات أنياب شرسة ضربت كلها في أعماق المجتمع وجذوره حتى انتهت علاقة المحبة وعلاقة التسامح وعلاقة الارتقاء بالإنسان إلى الضوابط الحقيقية التي جاء بها الإسلام. الدكتور رضوان الشيباني عميد كلية العلوم الإسلامية والتطبيقية ألقى كلمة رحب فيها بالحضور وبالمشاركين في الندوة..مشيرا إلى أن الهدف الرئيس من الندوة هو تسليط الضوء على القوانين في الإسلام وضرورة تطبيقها من أجل أن يتعايش المجتمع بأمن وسلام وأن يكون خالياً من مظاهر العنف والقتل والإرهاب..مؤكدا في سياق كلمته أن الإسلام أرسى مبادئ العدالة والإخاء والمحبة وكيفية التعامل مع الآخر وبأن تلك السمات والتعليمات أسهمت مع الأعراف ومع القوانين الأخرى وكذا الكتب السماوية في إنشاء القانون الدولي الإنساني الذي تبلور وتطور حتى وصل إلى مستوى راقي كما هو عليه الآن .. كما تطرق الدكتور الشيباني إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتي قال بأنها أنشئت عام 1859 وكان مهمتها في المقام الأول مساعدة ضحايا الحروب التي كانت تدور في تلك الأيام ولتفعيل مبدأ القانون الدولي الإنساني . كما تحدث في الندوة الدكتور عامر الزمالي الخبير الدولي في القانون الدولي الإنساني بكلمة تطرق فيها إلى تعريف القانون الدولي الإنساني ونطاقه في النزاعات المسلحة والتي قال بأنها تنقسم إلى قسمين نزاعات مسلحة دولية ونزاعات مسلحة محلية (داخلية ) . مشيرا إلى أن النزاعات المسلحة الدولية(الخارجية) هي التي تنشأ بين دولتين أو دولة ودول أخرى متحاربة وأن النزاعات المسلحة الداخلية هي التي تدور في داخل البلد بين جماعات مسلحة سواء كان للقوات المركزية في الدولة دورا فيها أم لم يكن ..منوها على أن العقيدة الإسلامية في جميع المذاهب المعروفة الاربعه كلها اهتمت بالقانون الإنساني وبحماية ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة وعملت حدودا للانتهاكات التي قد تطال النفس البشرية . الدكتور أحمد الحميدي عميد كلية الحقوق بجامعة تعز أكد في مشاركته بالندوة على أن القانون الإنساني هو خلاصة لكل ثقافة الشعوب ولكل المعتقدات الإنسانية وأنه حصيلة لقاء وتعايش بين مختلف حضارات العالم الراغبة بمستقبل أفضل ..مشيرا إلى أن القانون الدولي الإنساني كان يسمى قديما بقانون الحرب عندما كانت الحرب عملا مشروعا وكان للدولة الحق في أن تشعل الحرب وقت ما تشاء وأنه عندما تم التوقيع على ميثاق الأممالمتحدة سمي بقانون النزاع المسلح إلى أن نشطت حقوق الإنسان بشكل رسمي بعد الستينات سمي بالقانون الدولي الإنساني . الندوة التي أدارها عميد كلية العلوم الإسلامية الدكتور رضوان الشيباني وحضرها عدد من المحامين ورجال الأمن والمرور والمهتمين بحقوق الإنسان والأكاديميين وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية أعقبها عدد من المداخلات والنقاشات الرائعة التي عبرت عن أهمية الندوة وعن أهمية القانون الدولي الإنساني بين المجتمعات والدول .