(القانون الدولي الإنساني في الإسلام) عنوان ندوة نظمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع كلية العلوم الإسلامية والتطبيقية بتعز اليوم الأحد، وهدفت إلى تسليط الضوء على المبادئ والقيم التي تضمنها الدين الإسلامي الحنيف. وفي مستهل الندوة أشار وكيل محافظة تعز عبد الله احمد أمير إلى ان مثل هذه القوانين وجدت في الشرائع السماوية لتنظيم علاقات الإنسان بالإنسان وعلاقة الأرض بالسماء وفقا لضوابط معينة وأحكام منسقة لضبط معاملات وعلاقات الإنسان باخية الإنسان ولتأخذ الحياة معناها الحقيقي ويأخذ الإنسان وضعه في استخلافه على الأرض, منوها الى أن الحياة كانت تتسم بالاضطراب قبل ظهور الإسلام بالاضطراب وساد فيها حكم القوي على الضعيف حتى انتهت الى علاقة المحبة التسامح والارتقاء بالإنسان مع مجيء الإسلام. الدكتور عامر الزمالي- الخبير الدولي باللجنة الدولية للصليب الأحمر- استعرض في مداخلته مصطلح القانون الدولي والإنساني والنشأة التاريخية للقانون ومصادره المستمدة من منظومة المعاهدات الدولية التي تهتم بالجريمة والمحاكم الدولية العامة والخاصة إضافة إلى الفئات التي يستهدفها القانون والتي تكون عرضة للانتهاكات أثناء النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية مثل الشعوب الواقعة تحت الاحتلال التي تتعرض لانتهاكات من قبل المحتل. وقال أن النزاعات المسلحة الدولية هي تلك التي تنشأ بين دولتين أو دولة ودول أخرى متحاربة في حين النزاعات المسلحة الداخلية هي تلك التي تدور في داخل البلد بين جماعات مسلحة سواء كان للقوات المركزية في الدولة دورا فيها أم لم لا, ونوه الى أن العقيدة الإسلامية في المذاهب الاربعة جميعها اهتمت بالقانون الإنساني وبحماية ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة وعملت حدودا للانتهاكات التي قد تطال النفس البشرية. فيما تناول الدكتور احمد الحميدي عميد كلية الحقوق بجامعة تعز القانون كخلاصة لثقافة وعقائد الشعوب المكملة لنضالاتها الهادفة إلى تحقيق العدل والحماية لبني الإنسانية, مشيرا إلى جملة من التحديات التي تواجه القانون الدولي الإنساني والمتمثلة في كيفية التعامل مع انتهاك مبدأ الإنسانية وانتهاك حقوق الإنسان في الحروب التي تتم من خلال التكنولوجيا من على بعد. لافتا إلى جملة من المفاهيم الإسلامية التي شكلت مبادئ للقانون الدولي الإنساني سواء من خلال نصوص الآيات القرآنية او من خلال الأحاديث النبوية أو من خلال اجتهادات العلماء المسلمين. من جانبه اشار الدكتور رضوان الشيباني- عميد كلية العلوم الإسلامية والتطبيقية- إلى أن الهدف الرئيس من الندوة هو تسليط الضوء على القوانين في الإسلام وضرورة تطبيقها من أجل أن يتعايش المجتمع بأمن وسلام وأن يكون خالياً من مظاهر العنف والقتل والإرهاب. واكد أن الإسلام أرسى مبادئ العدالة والإخاء والمحبة وكيفية التعامل مع الآخر وان تلك السمات والتعليمات أسهمت مع الأعراف والقوانين الأخرى والكتب السماوية في إنشاء القانون الدولي الإنساني الذي تبلور وتطور حتى وصل إلى مستوى راقي كما هو عليه حاليا.. حضر الندوة عدد من المحامين ورجال الأمن والمرور والمهتمين بحقوق الإنسان والأكاديميين والاعلاميين وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية فيما اثريت بالمداخلات والنقاشات الهادفة.