تبدأ اليوم في الرياض أعمال القمة العربية ال19 برئاسة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز وسط آمال بأحداث تحول حقيقي في مسار العملية السلمية في المنطقة. مبادرة السلام العربية التي قدمتها السعودية إلى قمة بيروت قبل سنوات تسيطر على أعمال القمة على أمل أن تشكل تلك المبادرة أساساً جديداً للسلام مع إسرائيل في ضوء المستجدات والمتغيرات في المنطقة وبالتأكيد فإن التطورات في العراقولبنان والسودان والصومال والملف النووي الإيراني ستكون ملفات حاضرة أمام الزعماء العرب. وفيما لا تعول الجماهير العربية الشيء الكثير على هذه القمة عطفاً على قمم سابقة تبخرت قراراتها والتي لم تكن بحجم مستوى التطلعات الشعبية.. يؤكد مراقبون سياسيون بأن قمة الرياض ستكون ذات طابع استثنائي خاصة فيما يتعلق بالسلام مع إسرائيل على أساس المبادرة العربية والتي بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية تتعامل معها بجدية بعد مرور أكثر من 3 سنوات على ولادتها وهو ما يربطه المحللون بمأزقها في العراق ومسعاها الحثيث للبحث عن مخرج ملائم والذي قد يكون عبر بوابة الضغط على الكيان الإسرائيلي والذي يعاني هو الآخر من أوضاع سيئة عقب حرب الصيف الماضي على لبنان والتي لم تستطع إسرائيل الخروج منتصرة فيها على الأقل. وتدعو مسودة البيان الختامي الذي من المقرر أن يصدر غداً في ختام القمة إسرائيل مجدداً إلى قبول المبادرة كما هي دون تعديل وانتهاز الفرصة السانحة للعودة إلى عملية المفاوضات المباشرة والجدية على كافة المسارات بالرغم من التشدد السوري فيما يتعلق بتوضيح بنود المبادرة وثوابتها في القرار وخاصة في مسائل اللاجئين وحق العودة والتوطين والقدس. ولم تشترط مبادرة السلام العربية التي قدمها الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم أن كان ولياً للعهد السعودي حق العودة حيث تضمنت المبادرة إلى مناقشة وبحث الموضوع ليتم الاتفاق على حلول عملية ومرضية لكافة الأطراف.