مابين الشتم والقذف والتشهير والاختطاف، تنوعت الانتهاكات التي تعرضت لها ناشطات يمنيات في مجال حقوق الإنسان والصحافة، خلال الفترة الماضية. وفي جلسة الاستماع العلنية التي تمحورت حول "ناشطات في مواجهة العنف المنظم" تحدثت أكثر من 9نساء من الأسماء المعروفة في مجال مناهضة العنف ضد المرآة. الجلسة التي نظمها منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان اليوم بصنعاء، افتتحت بكلمة أمل الباشا رئيسة المنتدى، وقفت أمام عدد من الشهادات بدأتها (أروى عبده عثمان) بورقة بعنوان (العنف في صور مقطعيه) ..اعتبرت فيها حالات الانتهاك بالنسبة لشخصها حالة جديدة قديمة، وحددت .."سنون الانتهاك ومخالبها الناشطة والماشطة تتحدد كما قلت مراراً في كتاباتي" ونوهت الباحثة والكاتبة الصحفية بأن ثلاثي الانتهاك هم مشائخ الحكومة، الفتوى ومشائخ التقاليد والأعراف. وأضافت "إن هذا الثلاثي أفرز بعنفه الصارخ والمستتر ثقافة العنف في هوائنا الذي نتنفسه، عبر التعبئة الناسفة في كل المؤسسات والتجمعات النخبوية والعامة". وتطرقت رئيسة بيت الموروث الشعبي إلى صنوف من العنف التي تعرضت لها من العامة في الشارع (أطفال، مجانين) والمثقفين أيضاَ مشيرة إلى عنف تعرضت له من إحدى الصحف التي نالت من شخصها بمقال بعنوان(لادواء لتشنجات أروى) وذلك إثر مقال نشرته الكاتبة في صحيفة عن مبادرة الرئيس المكوكية لإصلاح العالم. وعبرت الباحثة في قضايا الفلكور عن عنف الشارع الذي وصفته ب(أقوى من أي عنف) وذكرت أن دفعة قوية قذفت بها من الرصيف إلى الشارع قبل شهرين في أحدى الجولات الرئيسية في العاصمة، من قبل أحد المجانين تصفه (شكله متسخ جداً) وهو يصرخ في وجهها.. (تحجبي)..! وأضافت "أنها ارتعبت واستنجدت برجال شرطة وناس كانوا متواجدين، ردوا عليها باستخفاف: هو مجنون يرحم! واستطردت عثمان "وعندما تساءلت هل المجنون يقول إتحجبي؟! أجابوا: وأنت اتحجبي.. وتتجنبي كل المخاطر" حد قولها. حنان الوادعي "هي الأخرى تحدثت عن قضية اختطافها التي وقعت عصر السبت ال17 مارس 2007م والحرقة حاضرة في حديثها، سردت الوادعي تفاصيل الحادثة التي احتجزت فيها لأكثر من ساعة في السجن المركزي. ونوهت بالرد الساذج لرجال الأمن بعد تأكدهم من أنه ليس لها علاقة بالسفارة الإيرانية، وأنها خرجت من مقر عملها في منظمة سويدية لرعاية الأطفال – تقع بجوار مقر السفارة وذلك فقط ما جعلهم يلتبسون في تورطها ليخطفوها ويقتادونها مع سيارتها إلى السجن. تقول الوادعي: (وأنا ارتعش من الخوف اتصلت بأقاربي ليدخل عليا أحد ضابط الأمن بزي مدني وبكل سهولة يقول: "خلاص الدنيا سلامات.. يا الله مع السلامة. وطالبت في ختام سردها للقصة رئيس الجمهورية والحكومة أن يحاسبوا كل من أرعبوها إلى جانب تعويضها عن ما تعرضت له من إساءات. من جانبها هدى العطاس –الأدبية والكاتبة الصحفية– رصدت الانتهاكات التي تعرضت لها على شكل (نص سردي) ضم كل أنواع العنف التي تعرضت لها والتي كانت اغلبها بسبب كتاباتها ونصوصها الجريئة. وعلى الرغم مما تعرضت له من حملة تشهير وقذف من صحيفة (الدستور)، إلا أن (توكل كرمان) رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود احتفظت بذلك، واعتبرت الإساءات التي نالت من عرضها وجهة نظر سيئة، وليس انتهاكات. وأشارت الكاتبة الصحفية، إلى أن ما تعرضت له مقابل زميلاتها رحمة حجيرة، سامية الأغبري وأخريات، يعتبر ضئيلاً وبسيطاً.. وتؤكد: "يعذرني الأخوات المنتهكات لأن ليس لي مكان بينهن". وفيما كانت (كرمان) قد تطرقت إلى عنف رسمي تقوده وزارة الإعلام ضدها تقول.."6 أشهر وأنا أجري وراء الوزارة أطالب بترخيص ل(صحيفة بلا قيود) لكنهم، لم يوافقوا.. تجدر الإشارة إلى أن أغلب الشهادات التي أدلت بها الناشطات وعرضن فيها تجاربهن مع العنف والمواجهة، خلصت إلى توصيات متشابهة، تمحورت حول توجيه الدعوة للجهات الرسمية في تفعيل مؤسسات الدولة وسيادة القانون الذي يحمي المرآة من العنف المنظم. واقترحت (أروى عثمان) - كما زميلاتها – على المجتمع المدني وبرامجه الحقوقية بأن يكونوا أكثر جدية في الاهتمام بقضايا الإنسان والمرآة بشكل خاص. وركزت (سامية الأغبري) في توصيات مشاركتها على دعوة وزارة الإعلام ونقابة الصحفيين باتخاذ إجراءات لازمة للحد من الحملة الشرسة من قبل بعض المنشورات التي تطال أعراض الناشطات الشريفات.. حد تعبيرها. يذكر أن جلسة الاستماع العلنية التي عقدت في فندق صنعاء الدولي صباح اليوم، شاركن فيها بالحضور والحديث كل من: أروى عثمان، توكل كرمان، سامية الأغبري، هدى العطاس، أمل الباشا، حنان الوادعي، رنا غانم.. فيما غاب عن الحضور وشاركن بأوراق كل من رحمة حجيرة، عفراء حريري، رضية شمشير .