نظم شباب الثورة اليمنية في أسيوط يوم أمس الأحد وقفة احتجاجية كبرى في ميدان التحرير أمام جامعة الدول العربية بالقاهرة احتجاجا على المبادرة الخليجية وتضامنا مع شباب ساحات الحرية والتغيير في اليمن واحتفاءً بيوم الوحدة اليمنية الثاني والعشرين من مايو والذي جسد فيها اليمانيون وحدة اليمن شعبا وأرضا وشارك في الوقفة المئات من أبناء الجالية اليمنية المقيمين في مصر والقادمين من جميع محافظاتها. وأكد المشاركون أن نظام علي عبدالله صالح يدعي زورا وبهتانا أنه صانع الوحدة وحاميها، وإنما كان الشعب هو الصانع والحامي للوحدة والتي حاول صالح اغتيالها كثيرا بما فيها محاولته في صيف 1994. وردد المتظاهرون هتاف (لا جنوب ولا شمال).. يا زعيم الانفصال) وكانت الوقفة قد بدأت بتلاوة عطرة لآيات القرآن الكريم أعقبها كلمة للمنظمين شباب الثورة اليمنية في أسيوط ألقاها الدكتور هاني المغلس حيا فيها الشباب المرابطين في ساحات الحرية والتغيير وقال فيها تأتي ذكرى الثاني والعشرين من مايو مواكبة لمسار ثورتنا السلمية الظافرة لتزيدنا إصرار على الثورة واقتناعا بأهدافها النبيلة، ولتؤكد أن الثورة السلمية هي الآلية الوطنية القادرة في هذه المرحلة على تعميق وحدتنا. كما ألقى الدكتور عبدالملك الحاوري كلمة عن المشاركين في الوقفة من اليمنيين المقيمين والدارسين في جميع الجامعات المصرية.. وألقى أحمد منصور أحد المصابين بإعاقة دائمة من جراء عدوان نظام صالح على الثوار السلميين في ساحة التغيير بصنعاء والمتواجد حاليا في مصر للعلاج كلمة أشار فيها على استعداد جميع الثوار لتقديم دمائهم وأرواحهم فداء للثورة السلمية.. كما ألقى الشاعر رياض المشرقي قصيدة شعرية رائعة تتحدث عن الثوار نالت الاستحسان... وقال الدكتور عبد العزيز منصور أحد المنظمين للوقفة القادمين من أسيوط (400كم جنوبالقاهرة) \"لقد قدمنا إلى هذه الوقفة نحن وعائلاتنا وفاء للشهداء الذين روت دمائهم تراب وطننا الغالي ولنعلنها صراحة أن الوحدة الحقيقية هي التي صنعها الشباب الثائر في اليمن في مختلف محافظاته جنوبا وشمالا وشرقا وغربا، ونحب أن نبلغ أخواننا المرابطين في الساحات أننا معهم دائما وأبدا ونقول لصالح وزمرته أنكم قد دخلتم التاريخ ولكن من مزبلته العفنة ويكفيكم هذه الهتافات للملايين من كل المحافظات فارحلوا غير مأسوف عليكم\" فيما قالت ليزا حسن بدوي الباحثة القانونية وإحدى المشاركات في الوقفة\" وقفتنا اليوم هي وقفة تضامنية مع أهلنا الثوار في اليمن جاءت في هذا اليوم 22/مايو لنوصل رسالة للنظام اليمني نقول فيها إذا كان يتذرع بأن استمراره في الحكم من أجل الحفاظ على الوحدة, فإن هذه الافتراءات لن تنطلي على أحد, فالوحدة اليمنية حقيقة مهددة ببقاء النظام, الذي فقد مصداقيته أمام المجتمع الدولي, كما فقد شرعيته في أن يحكم اليمن, ثورتنا لا تعرف التراجع عن المطالب في إسقاط النظام ولو كان في سبيل ذلك التضحية بالدماء وإيماناً منا أنها ثورة حق ضد الظلم والفساد\". وكان المشاركين قد سلموا أمين عام الجامعة العربية رسالة ضمن ملف يحتوي على انتهاكات صالح المستمرة لشباب ساحات الحرية والتغيير في اليمن هذا نصها\" السيد / نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية المحترم تحية طيبة وبعد نهنئ سيادتكم بمناسبة اختياركم أمينا عاما لجامعة الدول العربية، وننتهز هذه الفرصة للتعبير لكم عن مشاعر الود والاحترام التي نحملها لشخصكم الكريم وللجامعة العربية التي يقع على عاتقها في هذه المرحلة الدقيقة من التاريخ العربي مسئولية الوقوف إلى صف الشعوب العربية ودعم قضاياها المشروعة في الحرية والديمقراطية. تعلمون سيادتكم ما يمر به بلدنا الجمهورية اليمنية من ظروف بالغة الدقة والحرج، بسبب إصرار نظام الرئيس علي عبد الله صالح على عدم الاستجابة لمطالب الثورة الشعبية المتمثلة بالتنحي الفوري، وترك الشعب يقرر مصير نظامه السياسي بنفسه. ولا يخفى عليكم أنه بفعل ممارسات النظام الرامية إلى إطالة أمد بقاءه في الحكم تتكبد بلدنا بصورة شبه يومية المزيد من الشهداء والجرحى، وتنعدم سبل الحياة الطبيعية أمام المواطنين، ويتعرض اقتصادها المتردي أصلا لخسائر تقدر بملايين الدولارات، وكل ذلك في ظل فقدان الحكومة المركزية السيطرة على العديد من المناطق وعجزها شبه التام عن ممارسة مهامها والقيام بوظائفها الاقتصادية والاجتماعية داخل العاصمة والمدن الكبرى. لقد قام شعبنا اليمني بثورة سلمية شاهد العالم بأجمعه مدى حضاريتها وذلك من أجل وضع حد لنظام استمر في الحكم ثلاثة عقود ونيف، كرس خلالها الفقر والتخلف، وعبث بمقدرات البلاد، واستحالت بلادنا معه إلى مرتع للفساد وبيئة خصبة للحروب. وبسبب الحكم الأسري الذي سيطرت فيه أسرة الرئيس صالح على مفاصل الدولة العسكرية والاقتصادية، عم الظلم والفساد جميع أنحاء اليمن لاسيما المحافظات الجنوبية التي تعرضت للقمع والاضطهاد المنظم بطريقة كادت تفرغ الوحدة المباركة – التي نحتفي اليوم بعيدها الحادي والعشرين- من مضمونها الوطني، كما شهدت بلادنا ست حروب في صعده أرهقت اليمن وعرضت أمن المنطقة للخطر، ووصلت العملية السياسية إلى حائط مسدود في ظل توجهات النظام إلى مصادرة الحياة السياسية والتمديد وتوريث الحكم. سيادة الأمين العام هذه هي الأسباب الأساسية التي جعلت الشعب اليمني بجميع فئاته ومكوناته يثور في وجه النظام، وعلى الجامعة العربية أن تدرك عدالة قضيتنا، وأن الشعب اليمني ليس في وارد التراجع عن ثورته حتى تتحقق أهدافها كاملة، وعلى رأسها رحيل الرئيس صالح ونظامه، مهما كانت التضحيات، ومهما استمر النظام في مناوراته التي بات العالم كله يعرفها جيدا. وعلى ذلك وانطلاقا من الدور الذي ينبغي أن تقوم به الجامعة العربية بوصفها المعبر عن آمال وتطلعات الشعوب العربية نطالب الجامعة تحمل مسئولياتها السياسية والتاريخية تجاه الشعب اليمني الثائر وذلك من خلال الآتي: مساندة الثورة اليمنية السلمية بكل الوسائل السياسية والإعلامية بما فيها اتخاذ خطوات عملية حازمة تجاه القنوات الفضائية اليمنية الرسمية التي تمارس الكذب والتضليل وتحرض ضد المعتصمين والمتظاهرين السلميين. إدانة الجرائم والمجازر التي يرتكبها النظام بحق المعتصمين والمتظاهرين في الساحات والمدن المختلفة. دعوة الرئيس اليمني إلى سرعة التنحي. عقد جلسة طارئة على مستوى وزراء الخارجية يتم فيها اتخاذ إجراءات عملية ملموسة ضد النظام في حال عدم استجابته لإرادة الشعب بالتنحي الفوري. إن الشعب اليمني يعلق آمالا كبيرة على دعم قضيته العادلة، والوقوف إلى جواره بما يصون أمنه ووحدته واستقرار المنطقة، ويأمل في تدخل الجامعة العربية بالضغط على النظام في هذه المرحلة قبل أن تنجرف الأمور إلى درجة تجد فيه الجامعة نفسها أمام وضع بالغ السوء تنسحب تبعاته السلبية على الأمن الإقليمي العربي عموما وليس على اليمن وحده. وفقكم الله وأعانكم على القيام بأعباء منصبكم الجليل لما فيه خير الأمة العربية وصلاحها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شباب الثورة اليمنية بجمهورية مصر العربية القاهرة - الأحد 22 مايو 2011م\"