كشف مدير مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي أن سرب الجراد الذي اجتاح الجمعة الماضية غرب مدينة ثمود يشكل خطورة عالية كونه وصل وهو في طور النضج الجنسي المهدد بالتوالد في المنطقة. وأوضح المهندس عبد فارع الرميح مدير المركز التابع لوزارة الزراعة والري ل(رأي نيوز) إن سرب الجراد الصحراوي الواصل إلى منطقة حذر الواقعة على بعد 80 كيلو متر شمال غرب مدينة ثمود بمحافظة حضرموت يتميز باللون الأصفر الذي يعني في نظر المعنيين بهذا المجال وصوله إلى مرحلة النضج الجنسي ومن ثم استعداده للتزاوج ووضع البيض في المنطقة، معتبراً ذلك يشكل خطورة على المنطقة إن صحت المعلومات الواردة بهذا الخصوص. وأضاف أن السرب لا يزال حتى مساء السبت الماضي في المنطقة ذاتها بحسب معلومات ذكر أنه تلقاها صباح الأحد من العاملين هناك، ومؤكداً عدم وجود معلومات كافية لدى المركز حول هذا السراب إلا أنه أشار إلى تكليف فريقين متخصصين أحدهما من صنعاء والآخر من حضرموت للنزول الميداني والقيام بتنفيذ مسح عاجل من شأنه التأكد من وصول سرب الجراد إلى المنطقة المذكورة وتحديد مساحتها وموقعها بدقة ليتم إسقاطه على الخرائط إلى جانب تحديد نوع الغطاء النباتي للمنطقة والتأكد من حالة الجراد ووضعه للبيض في المنطقة، مبيناً أنه من المتوقع وصول الفريقين إلى المنطقة صباح غد الثلاثاء. وأكد أن حالات من الجراد المنفرد شوهدت في مناطق مرخة، ومناطق في حريب والجوبة وملحان ومناطق غيرها في محافظتي شبوه ومأرب، متوقعاً أن يساعد استمرار الظروف البيئية الملائمة حتى منتصف مايو المقبل على وضع هذه الأعداد القليلة من الجراد للبيض ومن ثم تشكيل فوران للجراد في تلك المناطق. مدير المركز أوضح ل(رأي نيوز) أن هناك علاقة قوية ووثيقة بين هطول الأمطار وتكاثر الجراد الصحراوي في المنطقة نفسها، مبيناً أن هطول الأمطار يمثل مصدر جذب للجراد إلى المناطق التي يهطل فيها، مفسراً ذلك بأن الأمطار تهطل في المناطق ذات المنخفض الجوي وهذا ما يعني بالضرورة اتجاه الرياح إلى تلك المناطق والتي تشكل عاملاً مساعداً لوصول الجراد إلى تلك المناطق. وفي ما يتصل بعلاقة هطول الأمطار بتكاثر الجراد الصحراوي أفاد المهندس الرميح أن المعلومات لا تزال تتوالى إلى المركز بشكل تتابعي عن هطول الأمطار في منطقة ثمود بشكل واسع النطاق كذلك في المناطق الواقعة مابين سيؤون وعتق موضحاً أن هذه المناطق تعتبر مناطق لتكاثر الجراد الصحراوي، مبدياً تخوفه من وصول أسراب كثيرة –إن وجدت على حد قوله– من المناطق المجاورة لبلادنا إلى تلك المناطق التي تهطل فيها الأمطار. وأبدى أسفه الشديد لعدم تعاون المركز الوطني للأرصاد مع مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي بشأن المعلومات الأرصادية، وقال بأن مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي يخطب ود المركز الوطني للأرصاد وأنه يتمنى الحصول على المعلومات الإرصادية ذات الصلة بتحركات الجراد منه ولكنه لم يوفق في ذلك طوال الفترة السابقة غير أنه أعرب عن تفاؤله بصدور قرار مجلس الوزراء في الآونة الأخيرة بشأن تحديد ممثل لهيئة الأرصاد الجوية عضواً في اللجنة الوطنية العليا المعنية بإدارة أخطار الجراد في اليمن والمزمع تفعيلها خلال الأسبوعين القادمين، موضحاً أنها لجنة تابعة لمركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي. وأوضح أن مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي لم يقف في الفترة السابقة مكتوف الأيدي أمام فشله في الحصول على المعلومات من المركز الوطني للأرصاد بل اعتمد في حصوله على المعلومات الأرصادية والمعلومات المناخية على المواقع الدولية الموجودة على شبكة الانترنت والمواقع التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة، مشيراً على أن هذه المعلومات خاصة بالغطاء النباتي والأرصاد الجوية. وفيما يتعلق بوسائل وطرق مكافحة الجراد الصحراوي أشار المهندس الرميح إلى استخدام الوسائل والطرق الأرضية فقط مستبعداً استخدام الوسائل والطرق الجوية نظراً لتقارب المناطق السكانية ووجود أعداد كبيرة من المناحل والرعاة المنتشرين في مناطق قريبة من مناطق تواجد الجراد مستثنياً من ذلك مناطق صحراء الربع الخالي وتحديداً المناطق الخالية حيث أشار إلى استخدام الوسائل والطرق الجوية فيها. وأفاد أن أنواع الجراد كثيرة، غير أنه أوضح أن ثلاثة أنواع رئيسية منها فقط تهم بلادنا، النوع الأول جراد الشجر وهو ما أعلن في الشهر المنصرم عن وجود سرب منه في محافظة الحديدة وتم التعامل معه ومكافحته وتشتيت مابقي منه حسب قوله، وأما النوع الثاني فهو الجراد الرحال أو الجراد الأفريقي المهاجر الذي عادة ما يتواجد في محافظة المهرة بجوار المناطق التي تزرع فيها الأعلاف، ثم الجراد الصحراوي وهو النوع الثالث منها.