لفتت المعلبات بألوانها الزاهية وتشكيلاتها الجديدة ورسوماتها المغرية انتباه الكثير من المستهلكين وان كانت هي نفس العلب التي كان يقوم المشتري باقتنائها قبل فترة وجيزة إلا إنها بقدوم شهر رمضان الكريم بدت بحلة جديدة لا يستطيع مقاومة شراءها الكثير. واحتلت المعلبات بتنوع منشأها ومواصفاتها وبأنواعها الحلو والمالح والمشكل والمخلل المرتبة الأولى من اهتمام المرتادين لمحلات المواد الغذائية وعددا من السوبر ماركت لتصل نسبة شراءها الى 90% مقارنة ببقية المواد الغذائية خاصة وان العروض الخاصة بتخفيض هذه المعلبات وصلت الى 70% في بعض الحالات وخاصة تلك التي شارفت على انتهاء فترة صلاحيتها وضمن المستوردون نفوقها في شهر رمضان .وتختلف نسب التخفيضات وعروض السعر من مكان الى آخر في امانة العاصمة والجميع يعلن انه كسر الاحتكار وحطم الأسعار وقدم للناس فرصة لتوفير متطلبات الشهر الكريم التي لم تكن من متطلباته نتابع في هذا التحقيق عددا من الأسر البسيطة التي تأقلمت في حدود الموجود خلال شهر رمضان وأخرى تعلن عجزها عن التردد في الشراء او الحد منه .. المستهلك ضحية ئلمعلبات اول ضحية لمعلبات رمضان الاخت / انسام التي تحمل عربتها في احدى مراكز الشراء كومة من المعلبات التي لا يمكن حصر انواعها وتقول انسام ان شراءها لهذه المعلبات خاصة في رمضان روتين من الصعب تجاهله او الهروب منه لأنها ترى ان هذه العلب هي التي تنوع وتزين مائدتها الرمضانية وتشبع رغبة ونهم زوجها واطفالها في الأكل وعن بقية المواد الغذائية وحتمية وجودها في المائدة يحكمه طلب او رغبة الأسرة او كما تقول بالعامية / عندما يتخوروا / . تعاني نسرين نفس المشكلة وترى ان المعلبات في رمضان بالذات كابوس يظل جاثم على مطبخها ويقتل رغبتها في تجهيز اصناف من الاطعمة المحلية والسبب هو أبناءها الخمسة الذين تتضاعف رغباتهم في شراء واكل هذه المعلبات التي عجزت هي وزوجها عن إقناع أفراد أسرتها بأضرارها وأهمية اتباع نظام غذائي منوع وبسيط وبيتي خاصة في رمضان . الوضع يختلف تماما بالنسبة لام عبد الرحمن ربة بيت ومسئولة عن ثمانية اطفال يقنعون بالموجود ان وجد وتقول ام عبدالرحمن ان متطلبات اسرتها في رمضان بسيطة كما هي حياتهم ولا مجال لفرض رغبات لأطباق اواصناف بعينها لان الوضع المادي لا يحتمل أية شروط ..وأضافت ام عبدالرحمن ان المعلبات قليلا ما تتواجد في مائدتها لأسباب مادية وأخرى صحية فعلى الرغم من محدودية معرفتها بالنظام الغذائي الصحي إلا ان قناعتها بأن هذه المعلبات لا تضاهي الاكل الطبيعي لايمكن التشكيك به . زبائن متمردين ورغم عروض السعر الخاصة بتخفيضات لكثير من المواد الغذائية من قبل كثير من المعارض الخاصة بمتطلبات رمضان والمجمعات التجارية في أمانة العاصمة إلا ان ارتفاع الأسعار مقابل حاجيات رمضان مازال هاجسا يؤرق الكثير. وقف هزاع الصلوي حائرا في محله الصغير في احد حارات أمانة العاصمة والمكتظ بالمواد الغذائية أمام تجمع اقرب للتجمهر لعددا من النساء يصنفن في خانة ربات البيوت وهن يتبادلن الآراء المنددة والمستنكرة بالإصلاحات السعرية وأثرها على الموائد الرمضانية ويتهمنه بالمغالاة .وعجز هزاع عن تلبية متطلبات زبائنه بسبب الفوضى التي سببتها تلك النسوة محاولا التوضيح لربات البيوت ان لا علاقة له ولمحله بهذه الإصلاحات التي رفعت اسعار بعض السلع وتأجيل الاعتراض وطرح الآراء إلى ما بعد الفطور ... يؤكد صاحب المحل ان الأغلبية اعتاد على نسبة الزيادة في المواد التي كانوا يقومون بشراءها ونسبة الرضا موجودة بنسبة كبيره وإن لم تصل الى حد القناعه وبالنسبة للمعلبات الغذائية فإن الطلب عليها كبير خاصة في رمضان وتليها الخضار والفاكهة في الطلب . ام احمد في العقد الرابع من عمرها أوكلها زوجها مهمة الصرف في رمضان لأسرة مكونة من سبعة افراد تحتار ام احمد في تلبية متطلباتهم الغذائية المتنوعة بين الحلو والمالح وتقول ام احمد ان الزيادة سببت لها ولأسرتها مخاوف كثيره ولكنها اعتادت عليها وعلى الرغم من طلبات زوجها المفرطه في التنوع بالغذاء خاصة في رمضان إلا انها تحاول الغاء عددا من المعلبات والأكلات التي تكلف إعدادها الكثير . بركة رمضان فيما أصبح الهم الأكبر لدى عبد الرحمن هو أكياس الطحين التي يلتهمها أفراد أسرته المكونة من عشرة افراد ولا يتجاوز انهاء هذه الاكياس الثلاثة اسابيع ليستسلم عبدالرحمن في بقية الشهر لأقراص المخبز وأصابع (الروتي) التي تتلاشى يوما بعد اخر والعزاء الوحيد لدى عبد الرحمن ان بركة رمضان موجودة . وقريبا من صلاح الذي عاد بالذاكره ثلاثين عاما استرجع خلالها لصاحب المحل الذي يستلف منه المتطلبات البسيطة التي كان يقتنع بها الناس سواء كان شهر رمضان او غيره مقارنة بالحاجيات اللا محدودة في الوقت الحالي والتي لم تقنع أصحابها سواء كانت متطلبات الاسره قليلة او مضاعفه . وبعيدا عن مصطلحات الاقتصاد والتأرجح بين مفرداتها تولت عرضنا سطور لأناس بسطاء لم ينتزع الفقر منهم قناعتهم بالبقاء والتأقلم في حدود الموجود بقدر ما منحتهم تحولات الوقت مقارنات واسئلة غير منتهيه .