شهد المتحف الوطني بصنعاء احتفالية خاصة بمناسبة استعادة اليمن واحدة من أهم القطع الأثرية المفقودة وهي عبارة عن تمثال رخامي لآلهة الخصب (ذات حميم) يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي بعد أحدى عشر عاما من نهبه من متحف عدن وتهريبه إلى خارج اليمن . وفي الاحتفالية التي حضرها العديد من المهتمين بالآثار والمتخصصن سلم وزير الثقافة والسياحة خالد الرويشان القطعة الاثرية للدكتور عبدالله سالم باوزير رئيس الهيئة العامة للآثار وإدارة المتحف.. تمهيدا لإعادته لاحقاً إلى متحف عدن ليملأ المكان الذي شغلته صورة فوتوغرافية التقطت له قبل سرقته من المتحف. التمثال الاثري منحوت من الرخام لامرأة يمنية من العهد السبئي الذي يعد من أبرز عهود الحضارات اليمنية القديمة فضلا عن كونه العهد الذي تبوأت فيه حكم اليمن الملكة بلقيس وخصها الله بالذكر في محكم كتابه االقرآن الكريم في قصة زواجها بالنبي سليمان عليه السلام . وتقول الدكتورة رجاء باطويل مديرة المتحف الوطني في عدن بإن هذه القطعة للسبئية حميم مغرم تعود الى القرن الخامس قبل الميلاد وتسمى ب ( آلهة الخصوبة والخير ) وترمز الى فترة انتشار الزراعة في مملكة قتبان التي اشتهرت في تلك الفترة بتجارة البخور واللبان والمر الذي يعد مادة اساسية في التحنيط ..مبينة أن شكل التمثال يوضح ان المرأة تمسك السنابل بيدها اليسرى وترفع اليمنى ابتهالاً الى الله . وقال الدكتور يوسف محمد عبدالله مستشار وزير الثقافة لشؤون الآثار والمتاحف أن الثمثال تعرض للسرقة من متحف الآثار بعدن أثناء فتنة محاولة الإنفصال في صيف 1994م . ويوضح ان اليمن أبلغت بفقدان هذه القطعة الأثرية الهامة عبر المنظمات الدولية المعنية وتم تسجيلها في حينه ضمن المنهوبات الاخرى من القطع الاثرية ودونت اوصافها في سجل وزع على مستوى العالم وظلت مختفية حتى تم ضبطها من قبل أجهزة الأمن الأمريكية في مطار نيويورك بحوزة تاجر كان يحاول ادخالها لبيعها في امريكا . وقد طالبت اليمن رسمياً السلطات الأمريكية في حينها بتسليمها التمثال لإعادته إلى موقعه الذي نهب منه من متحف عدن .. ولبت السلطات الأمريكية الطلب أثناء زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الاخيرة للولايات المتحدةالامريكية التي جرت في نوفمبر المنصرم حيث تسلم فخامته شخصيا لهذه القطعة الاثرية النادرة وأعادها معه إلى أرض الوطن . سبا