كشف استطلاع للرأي شمل ثلاثمائة عينه من طلاب المدارس والجامعات والاباء وربات البيوت ان 82% من جمهور التلفزيون يعيشون ادمان كلي على التلفزيون ويرفضون قطعيا الإستغناء عنه ولو اصبح مملا وغير ذي فائدة في كثير من الاحيان . ويرى 8% من المشاركين في الاستطلاع الذي نفذته إدارة التحقيقات بوكالة الانباء اليمنية سبا امكانية استبدال التلفزيون بالانترنت اوالصحف ، فيما يفضل 5% العودة الى الراديو. ويؤكد 3% ضرورة التخلي عن التلفزيون . و2% يتابعون التلفزيون المحلي قبل ظهور الفضائيات وضجيجها اعتادت كثير من الاسر اليمنية الجلوس امام التلفزيون في وقت معين لمتابعة مسلسل درامي او كوميدي يجمع احداثه وتطوراته جميع افراد العائلة في جو يسوده الألفة والتحاور والنقاش والأكل والشرب ومنا قشة قضايا الحياة ومشاكلها اليومية ..واليوم كثير من أرباب الأسر افتقدوا ذلك الجو الأسري الأليف معلنيين ان التلفزيون أصبح مصدرا للقلق والإزعاج واجبر الشاب والطفل والمرأة على تنوع أذواقهم بين أغنية هابطة ومسلسل ممل طالت أحداثه ومسابقة غير مربحة ليفصح الجميع عن عدم رضى نحو هذا الضيف الذي كان يوما عزيزا وغاليا ..فهل بدأ يفقد حضورة الأليف ام ان التطور الذي حدث في تقانته كان فوق قدرة الناس على استيعابه ليطالب عددا منهم بضرورة التخلي عن هذا الجهاز.. فهل نستطيع العيش دون تلفزيون ؟. * التخلي عن الجهاز امر مستحيل ترفض نادية 25عاما قطعيا التخلي عن لتلفزيون وان كانت غير مولعة بمتابعته إلا ان التخلي عنه امر مستحيل بالنسبة لها وتقول ان لهذا الجهاز سلبيات ولا يخلو ايضا من الايجابيات مثل معرفة ما يجري في العالم المحيط صوت وصورة وهذا ماعزز رغبة المشاهد في مشاهدة التلقاز لان سماع الخبر بالنسبة لها لا يكفي بل ان المشاهدة والرأي والتحليل امر هام وضروري . يوافقها الرأي عادل عبدالرحمن 29عاما حيث يرى ان الاحداث والتطورات السريعة المفرح منها والمحزن اجبر الجميع على متابعته وضرورة مشاهدته من خلال نقل الحدث بشكل حي ومباشر وهذا ما جعل هذا الجهاز امر من الصعب تجاهله والاكتفاء بجهاز الراديو كما يقول البعض لان دافع الفضول في المشاهدة والمعرفة يكبر بتنوع الاحداث وتواليها ورعم وجود الانترنت والراديو إلا ان ذلك لا يعني التخلي او مقاطعة التلفاز . كذلك سمر المخلافي الطالبة الجامعية تؤكد رأي عادل بان الحدث اذا لم يكن مصحوبا بصوت وصورة تقنع المتلقي وتغنيه عن تساؤلات كثيرة عن موقع وماهية الحدث فِإن ذلك لن بكون مقنعا وممتعا في نفس الوقت ورغم ان سمر لا تتابع احداث التلفزيون بشكل كبير إلا ان الامر لا يخلو من الاستطلاع والمتابعةوخاصة الاحداث السياسية التي تطورت في الفترة الاخيرة . * يتعطل كل شيء الا هو تؤكد لنا ام طلال 35 عاما ان التلفزيون هو الجهاز الالكتروني الوحيد في المنزل الذي لا يمكن ان يتحمل افراد العائلة وجود عطل فيه دونا عن بقية اجهزة المنزل التي تتأجل وتتسوف عملية اصلاحها لشهور طويلة وقد تصل الى سنوات مدللة على ذلك ثلاجة المطبخ التي ظلت معطلة لمدة سنة وثمانية اشهر وبعد مشادة كلامية بين الزوجة وابنها وزوجها تخللها كثير من الشجار والاختلاف وافق الزوج على اخذ الثلاجة واصلاحها وتمنت ام طلال لوان اجهزة المنزل جميعها بمكانة واهمية التلفاز الذي اصبح وجوده هام كفرد من افراد العائلة ولا يمكن تحمل معاناته او غيابه . وتقول صفاء ان التلفزيون الشيئ الوحيد الذي يؤنس وحدتها عند غياب زوجها حتى ساعات متأخرة في عمله . * قفص الاتهام يظل التلفزيون وسيلة من وسائل الاتصال التي يتعلق بها البعض ولا يمكنه الاستغناء عنها في حين يجده البعض الأخر أداة للتعرف بما يستجد في الساحة ويكتفي بمتابعة الأبرز والاهم . ولكن عندما نعجز عن التحكم فيه فإنه سيكون خطيرا جدا وهذا ما أكده عالم الاجتماع الفرنسي بياربورديو في نقد وسائل الاتصال وخصوصا التلفزيون اذ اعتبران هذا الجهاز يمثل نظام خاص وله قواعده الخاصة التي تفرض على الجمهور وهدفها عرض برامج للاستقطاب وحتى برامجه الثقافية لا تهدف الى توزيع المعرفة بل توجيه الرأي من خلال خلق ثقافة نوعية وبياربودريو يرفض قطعيا ادخال التلفزيون الى بيته فهو يرى ان هذا الجهاز يفرض عليك ما يختاره لا ما تختاره انت فهناك اختلاف بين الواقع والخيال التلفزيوني وبين الواقع وما يختاره التلفزيون من لقطات سريعة ليقدمها على انها الواقع لان الذي يبثه ليس واقع ولكنه لقطات مختارة . واضاف ان التلفزيون يروج انه رأي ورأي اخر والواقع غير ذلك التلفزيون فكرموجه منذ لحظة اختيار الموضوع ومن يتحدث فيه وما يثير وعما يتغاضى . وقد اكتشف عمار 26 عاما وفاتن 25عاما وتيسير 30عاما وجميله 24عاما اثناء مناقشتهم الجماعية لأحد المسلسلات الأمريكية التي يتابعونها حول حياة مجموعة من الاصدقاء ان المسلسل لدى بعضهم قد خلق ردود افعال متباينه وغريبة تجاه المجتمع والحياة والناس والعلاقات الدراسية ..لقد استنتج اربعتهم ان المسلسل ذي الحلقات الطويله لم يعد ذلك المسلي والطريف بل اصبح مخيفا ومقززا لهم جميعا .. ويسجل عبد المعين 27عاما موقفا مشابها حيث يؤكد انه كان ينوي تربية اطفاله تربية منفتحه على التلفزيون والاعلام عموما الا ان تعرضه لتجربة مشابهه لتجربة الاربعه الزملاء جعله يغير موقفه تماما . فمسابقة احد المسلسلات الاجنبية كانت معرفة ممن حملت احد الممثلات جنينها من بين اربعة أصدقاء لها . طارق الذي يعمل في احد المؤسسات الحكومية يرى ان الحياة بدون تلفزيون ستكون هادئة ومريحة لان لديه رفيق دائم وهو الراديو ويرى ان جهاز الراديو يقوم بنفس تغطية الحدث دون صورة وهو يفضل ذلك لانه يرى ان الحياة اصبحت اكثر تعقيد والاكتفاء بخدمة اخبارية منوعة دون اجهاد وإذاء البصر بحد ذاته متعة . توافقه الرأي فاطمة عبدالله / ربة بيت / ترى ان هذا الجهاز ممل ومقلق على الرغم من تعدد قنواته وتنوع برامجه إلا ان هذه البرامج لم تعد هادفة بالقدر الذي تجذب إليه المشاهد .. * غباء الاطفال مقترن بمشاهدة التلفزيون واضافت فاطمة ان طفلها مهند لا يتواني دقيقة واحدة عن مشاهدة جميع البرامج في قنوات الاطفال وسببت هذه المشكلة تراجع في مستواه الدراسي ومازالت المشكلة قائمة حتى تتخلص فاطمة من الجهاز ولكنها تجهل الطريقة . وهذا ما أكدته الدراسات النفسية ان تأثير الاعلام على الاطفال تأثير ثابت ولا ينبغي للمسؤولين ان يقللوا من خطره او يهونوا من امره فكثير من الاباء والمربون يشكون من اثار التلفزيون في علاقة الاطفال بالكتاب والمدرسة ومن الملاحظ ان عدم متابعة المعلم اثناء الشرح سببه التعلق ببرامج التلفزيون والسهر الطويل في متابعة ما يجري على الشاشة المرتعشة كما ان مشاهدة الاطفال التلفزيون تسبب عندهم نوعا من الادمان وانها تحول جيلا كاملا منهم الى اشخاص يتميزون بالسلبية وعدم التجاوب ولا يستطيعون اللعب والابتكار ولا يستطيعون حتى التفكير بوضوح فكيف يتسنى لمثل هؤلاء الاطفال استيعاب الدروس وتركيزاهتمامهم فيما يلقى عليهم او يطلب منهم التفكير فيه اذا كانت معظم اوقاتهم تستنفذ امام الشاشة الصغيرة . وفي تقرير لمنظمة اليونسكو العالمية تبين ان الاطفال في البلاد العربية من سن السادسة الى سن السادسة عشرة يقضون ما بين اثنتي عشرة ساعة واربع وعشرين ساعة امام التلفزيون اسبوعيا وان سن الخامسة حتى السابعة هي الفترة التي يبدي فيها الطفل اقصى اهتمام بمشاهدة التلفزيون وفي المرحلة التي تسبق هذه الفترة فان الطفل في سن الثلاث سنوات يقضي 45 دقيقة يوميا امام التلفزيون وفي سن اربع سنوات ينفق ساعة ونصف الساعة يوميا . وهكذا ينشغل الطفل بجهاز التلفزيون لانه لا يتطلب منه مجهودا ولا حركة ويحشى رأسه بالخيالات والاوهام ويضحكه ويعلمه الرقص والغناء وكيفية اقلاق راحة الاخرين . * التلفزيون يتسبب بألام الظهر الفكرة الواضحة لدى ريهام ونوال واميرة ان التلفزيون ذو حدين وان هناك ما يستدعي ويتطلب ان يتابعة المتلقي كما ان فيه ما لا يهم ولا ينفع لكن القناعة بداخلهن غير ذلك تماما وساعات الجلوس بالنسبة لهن امام التلفزيون قد تتجاوز العشر ساعات يوميا من الصباح حتى المساء ويتنوع ما تتابعة كلا من نوال واميرة وريهام بين مسلسل واغنية عاطفية ومسابقة وتجهل كلا منهن تحذير الاطباء من الجلوس الطويل دون حركة لعدة ساعات امام الشاشة الصغيرة ممايزيد خطر الإصابة بآلام حادة في أسفل الظهر . واوضح الباحثون في جامعة كوينز لاند الاسترالية ان العضلات التي تعمل بصورة طبيعية ومستمرة لدعم اسفل الظهرقد تبلى تماما وتتوقف عن العمل فعليا بفعل الخمول والكسل المصاحب لمشاهدة التلفزيون . ووجد الخبراء بعد متابعة عدد من المتطوعين الذكور بقي كل منهم في سريرة لمدة ثمانية اسابيع متواصله ان الجلوس امام التلفزيون قد يسبب نفس التأثير السلبي على فقرات الظهر والعضلات ويزيد خطر إصابة الإنسان بالأم يستغرق علاجها شهورا او سنوات . وقال هؤلاء في دراستهم التي نشرتها مجلة نيوسا ينت العلمية ان هذه هي المرة الاولى تثبت فيها تأثر العضلات التي تحمي العمود الفقري بالجلوس الطويل الذي يؤدي الى توقفها عن عملها في تخفيف الثقل والإصابة بألام مبرحة . واشار الخبراء الى ان اعادة تنشيط العضلات الداعمة للظهر عملية صعبة وبطيئة ولا تؤثر التمرينات الرياضية كثيرا في شفاء الآلام الناتجة عن خمولها . سبانت