أكد الأخ جمال عيسى ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في صنعاء أن الحركة قادرة على تشكيل حكومة بمفردها , مشيرا إلى أن حماس تسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وأن الدعوة مفتوحة أمام حركة فتح لتكون أول المشاركين فيها . وقال ممثل حركة حماس في صنعاء , والموجود حاليا في غزة , في حوار خاص ل (سبأنت) عبر الهاتف , إن المقاومة متواصلة ومستمرة , وان الحركة ستحققها بكافة الطرق والسبل , منوها إلى أن الحركة ليست في مأزق وأن على المجتمع الدولي الذي يطالب الجميع بالالتزام بالديمقراطية , أن يحترم إرادة الشعب الفلسطيني وخياراته . وأشار إلى أن حماس ستكون وفية وأمينة وتحقق طموحات الشعب الفلسطيني ولن تنزلق في ما أنزلق إليه الآخرون . وفيما يلي نص الحوار : يعتقد كثير من المراقبين أن حركة حماس الآن في مأزق , فإما أن تتمسك بثوابتها الوطنية المعروفة وتخسر الرأي العام الدولي أو أن تقدم بعض التنازلات لتكسب الرأي الدولي وبالتالي تكون "فتح" أخرى , ما تعليقك ؟ حماس ليست في مأزق , وعلى المجتمع الدولي أن يحترم إرادة شعبنا ويحترم المعايير التي يطالب الجميع بالتزامها من حرية وديمقراطية وشفافية , الذي هو في مأزق هو الطرف الصهيوني والإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي حينما ينحازون للموقف الصهيوني بالمطلق , وفيما يتعلق بثوابتنا الوطنية, نحن دخلنا هذه الانتخابات على برنامج واضح قائم على قاعدة المقاومة والحفاظ على حقوق شعبنا , بالتالي الشعب اختارنا لهذا البرنامج وسنكون أوفياء وأمناء من أجل تحقيق طموحات شعبنا وحقوقه ولن نسمح لأنفسنا بأن ننزلق في ما أنزلق إليه الآخرون . ذكر الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة في مؤتمره الصحفي الأخير بدمشق أن الحركة ستتعامل مع الأمور بواقعية , ما هي حدود هذه الواقعية ؟ نحن نتعامل على الواقع , فنحن نقاوم الاحتلال لأنه واقع , ونحن نبني بلدنا لأن الواقع يحتاج إلينا , نحن نقدم لشعبنا خدمات البنى التحتية لأنه يفتقر إليها . الآن سنواجه المرحلة القادمة باستحقاقاتها بواقعية , بمعنى أننا ابتداءا لن نقبل بالضغوط الأمريكية والصهيونية لأنها غير مبررة وغير واقعية وغير سياسية , الواقع يقول أن هناك قيادة فلسطينية تحمل ثوابت وتطلعات شعبها , وينبغي عليها أن تحترم هذا الواقع , يبقى أن وجود دولة اسرائيل فرض على أمتنا بحكم الأمر الواقع كقوة ولكنها قوة غير شرعية وغير قانونية , وهي كيان ينبغي على الأمة أن تجتمع من أجل وضع حد لاحتلاله لأراضينا . هذه هي الواقعية وسنعمل على تحقيق برنامجنا بكل متطلباته من تضحيات ومن مواجهة للضغوط وبما يمكن أن نمارس من تكتيكات وعلاقات واتصالات , ومن التحام مع شعبنا من أجل أن تنتصر الإرادة الفلسطينية إن شاء الله . اشترطت عليكم اللجنة الرباعية ومن قبلها الرئيس الأمريكي جورج بوش الاعتراف بالكيان الصهيوني وترك المقاومة المسلحة , كيف ستتعاملون مع هذه الشروط خصوصا أن المجتمع الدولي يهدد بأنه سيمنع المساعدات المادية إذا لم تستجيبوا لشروطه ؟ وهل ستعتمدون على الدعم المادي العربي ؟ أولا هذه المطالب غير موضوعية وغير سياسية , وعلى المجتمع الدولي أن يحترم إرادة شعبنا وخياراته , ثانيا نحن نعيش على الأرض ونحن ننفذ برنامجا استطاع أن ينتصر في ظل الحصار , برنامج المقاومة انتصر رغم الآلة العسكرية الاسرائيلية رغم الانحياز الأمريكي الأعمى , رغم الشلل الأوروبي والتبعية الأوروبية , وكانت محاولات هؤلاء ابتداءا هو منعنا من المشاركة ثم تنازل إلى عدم السماح بالمشاركة في الحكومة , الآن الحقيقة الكبرى أننا سنشكل ببرنامجنا الحكومة وبتعاون وتوافق كافة القوى الفلسطينية على قاعدة المقاومة , يصبح مطلبهم هو الاعتراف بهذا الواقع ولكن اعتراف مشروط بالاعتراف بدولة اسرائيل وما يسمى بنبذ الإرهاب , نحن نقول هذه مطالب صهيونية ولا ينبغي على الغرب أن يتحملها ويتبناها , ونحن سننفذ برنامجنا بالرغم من أي تهديدات فيما يتعلق بالابتزاز المادي وقطع المساعدات , وإذا كان البعض يعتقد أن السلطة قامت على أموال أمريكية أو اسرائيلية فنحن سنعمل على إيجاد بدائل من خلال عمقنا العربي والإسلامي وعلاقاتنا بالأصدقاء , هناك حلفاء وأصدقاء من الأحرار في المجتمع الدولي يمكن أن يعوضوا أي ابتزاز تحاول الإدارة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي ممارسته علينا . بعض الدول العربية دعت حماس إلى الاعتدال في مواقفها إزاء اسرائيل , هل سنلمس في خطاب الحركة مرونة أكثر ؟ وهل ستواصل الحركة عملياتها الفدائية داخل الأراضي المحتلة ؟ نحن ذكرنا يا أخي أننا اُنتخبنا على برنامج المقاومة , وعليه فمشروع المقاومة متواصل ومستمر , يبقى كيف ننجز أهداف المقاومة , هذه مسألة تخضع لتغييرات ديناميكية , ونحرص في فلسطين أن ندير مشروع المقاومة وأن نحقق أهدافنا من المقاومة بكافة الطرق والسبل , ونحن نتحكم في وتيرة المقاومة تصعيدا أو تخفيفا , وما يتعلق بالمرونة والليونة فهو مصطلح فضفاض ونحن نطالب الجميع بوضع معايير لمفهوم الليونة , هل الليونة تعني الانبطاح والاستسلام أمام العدو والتشدد أمام المطالب الوطنية , أم الحفاظ على الثوابت وتكوين الوحدة الوطنية وانفتاح فلسطيني على الأمة العربية والإسلامية لمواجهة الضغوط الأمريكية والصهيونية , هذا ينبغي أن يكون واضحا أمام من يطالبنا بالليونة بهذا المفهوم الفضفاض . أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أيام مرسوما قضى بتبعية الأجهزة الأمنية للمؤسسة الرئاسية , هل بدأ "صراع الأخوة" مبكرا ؟ نحن لسنا حريصين على الدخول في منازعات كما تعلم , برنامجنا يقوم على الشراكة السياسية وتعزيز الوحدة الوطنية , وعلاقتنا بالأخ أبو مازن علاقة جيدة , ونحن سجلنا له حرصه على المضي في العملية الانتخابية رغم الضغوطات التي عانى منها من خلال بعض القيادات في حركة فتح التي حاولت احتكار القيادة , نحن الآن بصدد إعادة تنظيم العلاقة , وما يتعلق بصلاحيات الرئيس فنحن لن ننازعه فيها , وما يتعلق بترتيبات البيت الفلسطيني يحتاج إلى حوار فلسطيني داخلي مباشر وهو ما سيتم عند اللقاء بأبومازن . رفضت حركة فتح المشاركة معكم في تشكيل الحكومة . فهل حماس قادرة على تشكيل الحكومة بمفردها ؟ وكيف ستتعامل حماس مع الكيان الصهيوني خصوصا أن بعض الوزارات لابد وأن تتعامل مع الحكومة الاسرائيلية ؟ ذكرنا أن مشروعنا يقوم على الشراكة السياسية لتحقيق أهدافنا الوطنية المشروعة , وعلى برنامج يحمل المقاومة ويحميها لمواجهة هذا العدو الصهيوني المتغطرس الذي لا يعترف بحقوقنا ويطالبنا بالاستسلام المجاني , الآن أمام الأخوة في فتح فرصة ذهبية لأن يرسموا ويشاركوا معنا في رسم صورة الوحدة الوطنية والشراكة السياسية , نحن رفضنا أن تستأثر وتحتكر فتح بالقرار , وبالتالي سنكون صادقين وسنعمل على تحقيق حكومة وحدة وطنية وائتلاف وطني والدعوة مفتوحة لفتح أن يكونوا أول المشاركين فيها , أما إذا اختار الأخوة في فتح غير هذا الخيار فنحن بكل ثقة واطمئنان لدينا القدرة والإمكانية في تسيير شؤون السلطة وتشكيل حكومة وإدارة كل متطلباتها وإدارة الصراع بكل أدواته , وبناء الوطن في الداخل وتعزيز الوحدة الوطنية وإصلاح داخلي للإفساد الذي تم في كل المجالات وصولا إلى إدارة الصراع والقرار الفلسطيني في مواجهة هذا الاحتلال . ما هي مشاريع الحكومة المستقبلية خاصة في ما يتعلق بمكافحة الفساد والإفراج عن الأسرى والبطالة ..الخ ؟ كل ما طرح في البرنامج الانتخابي سنعكسه في الحكومة . وبالتالي كل تفاصيل مشاريعنا سنتركه حتى تشكيل الحكومة علما بأننا سنعمل بأن تكون بأن تكون هذه الحكومة حكومة وطنية تتكاثف فيها كل الشخصيات والقوى والقيادات الوطنية التي تؤمن بمشروع المقاومة وهذا يعني أننا نتكلم عن طيف واسع من القيادات والقوى والشخصيات والكفاءات التي تجتمع على هذا البرنامج . كلمة أخيرة تود أن تقولها لأبناء الشعب اليمني ؟ نقول أن الانتصار الذي حققه شعبنا في فلسطين هو انتصار لأمتنا وتأكيد على أن برنامج المقاومة برنامج يعطي أكله وثماره وأن كل من شاركنا بدعم المقاومة وهي في حالة حصارها , وفي حالة الاضطهاد والمطاردة والتضييق , الآن نستطيع أن نقول له أنه قد ربح البيع وربح الصفقة فقد تجاوزنا الحصار وأثبتنا لأمتنا أننا أملا لها وسنعمل وإياها عبر عمقنا العربي والإسلامي والذي يمثل اليمن موقعا متقدما فيه من خلال موقف الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية , ومن خلال موقف القيادات الوطني وقيادات الأحزاب وموقف البرلمان ممثلا بالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر , كل هذه المواقف اليمنية امتداد للموقف العربي الإسلامي وبالتالي نحن نعتبر كل من ساهم في دعم صمودنا واحتضان المقاومة شركاء في هذا النصر , وعليه نتوقع منهم أن ينتقلوا معنا إلى مرحلة جديدة من إنجاح هذا المشروع عبر تنفيذ برنامج السلطة الجديدة التي جاءت تحمل آمال هذه الأمة ..