يستعد المنتخب الوطني الأول لكرة القدم لمواجهة ضيفه المنتخب السعودي القوي على استاد الفقيد المريسي بالعاصمة صنعاء يوم الأربعاء القادم في مستهل مشوار المنتخبين لتصفيات كأس أمم آسيا المقبلة ضمن المجموعة الأولى التي تضم أيضا حامل اللقب منتخب اليابان ومنتخب الهند . المنتخب الوطني بقيادة مدربه الوطني أحمد صالح الراعي يدخل هذه التصفيات وهو في جاهزية لا تبدو مناسبة لخوض مثل هذه المواجهات القوية مع منتخب بقوة وعراقة المنتخب السعودي , وذلك نظراً لفارق الاستعداد والخبرة والتجارب والتاريخ والإنجازات والإمكانيات الفنية والمادية . وكان المنتخب خاض معسكر إعداد خارجي قصير في العاصمة المصرية القاهرة رافقه انسحاب مدربه الجزائري رابح سعدان وتخليه عن مواصلة مشواره التدريبي معه الأمر الذي وضع المنتخب في أزمة فنية تكفل بحلها وجود المدرب الوطني أحمد الراعي الذي كان مساعداً للجزائري رابح سعدان خلال الفترة الماضية وقد امتلك خبرة يمكن أن تساعده على قيادة المنتخب , في هذه المهمة الصعبة وهو الذي سيقوده في الجولتين الأولى والثانية للتصفيات أمام المنتخبين السعودي والهندي بانتظار التعاقد مع مدرب أجنبي جديد حسب تأكيدات إتحاد الكرة . وخاض المنتخب اليمني خلال معسكر القاهرة مباراتين تجريبيتين مع اثنين من الأندية المصرية , فاز في الأولى أمام الترسان درجة ثانية بهدفين لهدف وخسر الثانية أمام غزل المحلة ممتاز بنفس النتيجة , وذلك بعد أن فشلت جميع الجهود اليمنية لتأمين أي مباراة دولية ودية للمنتخب اليمني مع منتخبات مماثلة . ومن المتوقع أن يلعب المنتخب اليمني بطريقة 4 / 5 / 1, وهي طريقة دفاعية يمكن أن يواجه بها المنتخب السعودي القوي في كل خطوطه . ويختلف وضع الاستعداد بالنسبة للمنتخب السعودي الذي يقوده المدرب الجديد البرازيلي ماركوس باكيتا , حيث خاض المنتخب السعودي أربع مباريات دولية تجريبية مع منتخبات قوية استعدادا لمباراة اليمن , وتعادل المنتخب السعودي بنتيجة 1 / 1 في ثلاثة لقاءات مع كل من السويد وفنلندا واليونان , فيما خسر أمام المنتخب اللبناني 1 / 2, عندما لعب بخط الاحتياط فقط , كما تعادل مع المنتخب السوري يوم الثلاثاء الماضي 14 فبراير بهدف لمثله وبتشكيلته النهائية التي سيواجه بها المنتخب السعودي حماس مستضيفه المنتخب اليمني في صنعاء . ولاشك أن الفرق واضح بين استعدادات المنتخبين وقدراتهما الفنية والمادية ومكانتهما على خارطة الكرة العالمية حيث يحل المنتخب السعودي في الترتيب الثالث والثلاثين عالمياً والرابع آسيوياً حسب تصنيف الفيفا الدولي عن شهر يناير الماضي , وقد تراجع المنتخب السعودي للمركز الخامس والثلاثين عالمياً في تصنيف شهر فبراير مع انتهاء بطولة كأس الأمم الإفريقية وتقدم بعض الدول الإفريقية في خارطة التصنيف الدولي ومنها المنتخب المصري للمركز السابع عشر , فيما يأتي المنتخب اليمني متراجعاً إلى المركز 139 في التصنيف العالمي , والفرق شاسع جداً بينهما . وكان آخر لقاء جمع منتخبي اليمن والسعودية دولياً في بطولة دورة التضامن الإسلامي بالمملكة العربية السعودية في 19 أبريل 2005م ضمن المجموعة الثالثة للبطولة الكروية التي ضمت أيضا منتخبات الجزائر وفلسطين , وفاز المنتخب السعودي على المنتخب اليمني بنتيجة أربعة أهداف نظيفة سجلها كل من سعيد الودعاني وسعيد الحارثي وعبده حكمي ومحمد أمين . وجمعت تصفيات كاس آسيا السابقة التي جرت نهائياتها في الصين 2004م اليمن والسعودية في المجموعة الثالثة التي استضافت منافساتها السعودية ذهاباً وإياباً في شهر أكتوبر 2004م مع منتخبي اندونيسيا وبوتان . وكان المدرب العراقي حازم جسام تولى تدريب المنتخب اليمني قبل تلك التصفيات في مراحل إعداد دامت أكثر من سبعة أشهر قبل أن يقيله إتحاد الكرة حينها نتيجة نتائجه السيئة في المباريات التجريبية الدولية مع منتخبي السودان وسوريا والتي خسر إحداها مع المنتخب السوري بثمانية أهداف قبل إفتتاح التصفيات بأسبوع الأمر الذي جعل إتحاد الكرة يسارع بإقالة جسام وتكليف مساعده الوطني المدرب أحمد علي قاسم بقيادة المنتخب. وفاز المنتخب السعودي على المنتخب اليمني في مباراة الذهاب 7 / صفر سجل منها يسري الباشا أربعة أهداف وهدف لكل من محمد نور ومحمد الشلهوب عن طريق ضربة جزاء وطلال المشعل , وفي الإياب فاز المنتخب السعودي بثلاثة أهداف لهدف , سجل للسعودية حمد المنتشري وعبد الله الواكد ومحمد الشلهوب من ضربة جزاء , وسجل هدف اليمن الوحيد اللاعب ياسر باصهي . كما خسر المنتخب اليمني أمام إندونيسيا في مباراة الذهاب بثلاثة أهداف نظيفة وتعادل المنتخبان في الإياب بهدفين لكل منهما , كما فاز المنتخب اليمني ضمن نفس المجموعة على المنتخب البوتاني ذهاباً 8 / صفر وإياباً 4 / صفر وحل في المركز الثالث برصيد سبع نقاط فيما تصدرت السعودية المجموعة برصيد 18 نقطة وتأهلت إلى نهائيات آسيا مع المنتخب الإندونيسي الذي حل ثانياً برصيد عشر نقاط واليمن ثالثاً برصيد سبع نقاط وبوتان رابعاً بدون نقاط . وفي دورتي كأس الخليج الكروية السادسة عشرة بالكويت والسابعة عشرة بقطر واللتين شاركت اليمن بهما , التقى المنتخب اليمني بنظيره السعودي مرتين , في المرة الأولى بدورة الكويت خسر اليمني بهدفين دون رد سجلهما ياسر القحطاني , وفي دورة قطر خسر المنتخب اليمني أمام السعودي ضمن المجموعة الثانية بنفس النتيجة وسجلهما مرزوق العتيبي وإبراهيم سويد من ضربة جزاء . ورغم أن ظروف الجهاز الفني للمنتخب اليمني تشابهت إلى حد بعيد في التصفيات السابقة وقبل التصفيات المقبلة من خلال إقالة العراقي حازم جسام في تصفيات 2004م , وإنسحاب الجزائري رابح سعدان قبل معسكر القاهرة إلا أن جماهير الكرة اليمنية تأمل أن تكون مباراة المنتخب اليمني مع نظيره السعودية فاتحة عهد جديد للكرة اليمنية من خلال إمكانية استغلال عاملي الأرض والجمهور في تقديم مستوى متميز بحماس لاعبي المنتخب لتحقيق نتيجة مشرفة تعطي للكرة اليمنية نقاط المباراة وشرف الفوز على المنتخب السعودي لأول مرة في عهد الجمهورية اليمنية , وتساعد على مسح كآبة جماهير الكرة اليمنية وخوفهم وقلقهم من صعوبة وضع المنتخب اليمني في المجموعة القوية التي ضمت عملاقي الكرة الآسيوية منتخب اليابان بطل القارة ومنتخب السعودية البطل السابق لعدد من بطولات آسيا , وكلاهما ضمن فرق النخبة العالمية التي ستخوض منافسات كأس العالم في مونديال ألمانيا صيف العام الحالي 2006م . سبأنت