تشير حجم الجهود المبذولة والإنجازات الكبيرة والمتسارعة في قطاع التربية والتعليم إلى مدى الإهتمام بأهم محاور البناء والتنمية ومعركة التطوير والتحرر من كل رواسب الماضي التي تخوضها الدولة اليمنية الحديثة لتحقيق النهوض ومواكبة روح العصر الحديث بكل ملامحه وما يعتمل فيه من ابتكارات وانجازات علمية ومعرفية ومعلوماتية تجعل من يتخلف في هذا المجال عاجز عن مسايرة التطورات والمتغيرات والتفاعل الحضاري على مختلف المستويات. ولانتجاوز الحقيقة فيما يجري حالياً في ميدان التربية والتعليم من إنجازات واهتمامات بشكل يفوق الخيال والوصف عندما نعرف أن نسبة الإنجاز في مشاريع التربية والتعليم وصلت إلى معدل بناء مدرسة يومياً . كما يمكن ملاحظة الاهتمام الكبير بهذا القطاع الحيوي والهام من خلال زيادة حجم الإنفاق الذي تجاوز حالياً أكثر من 20 من الموازنة العامة للدولة ووصل حجم الإنفاق على قطاع التعليم الأساسي والثانوي في جانبيه الجاري والاستثماري, العام الماضي 2005م إلى ما يقارب 137 مليار ريال, مقارنة ب 3ر10 مليارات ريال عام 1990م. وعلى مدى ستة عشر عاماً من عمر دولة الوحدة المباركة ارتفع إجمالي عدد المباني المدرسية في عموم محافظات الجمهورية من 8633 مبنى مدرسي في عام 1990م إلى ما يقارب 16 ألف مبنى مدرسي في العام الحالي . وحتى عام 2004م كان هناك ما يزيد عن 117 ألف فصلا دراسيا , وتم إنفاق ما يزيد عن 86 مليار ريال خلال العشر سنوات الماضية في مجال البنية التحتية للتعليم من مدارس ومعامل وغيرها من الملحقات والمرافق التعليمية . واكد الدكتور وزير التربية والتعليم عبدالسلام الجوفي انه ما كان لقطاع التربية والتعليم ان يحقق هذا التطور الكمي والنوعي المتسارع لولا الدعم اللامحدود والرعاية والاهتمام الكبير من القيادة السياسية والتوجهات الحكومية الهادفة الى تعميم ثقافة التعليم في المجتمع وتغيير توجهاته لتواكب متطلبات العصر وتلبية احتياجات المستقبل باعتبار التعليم حجر الاساس للدفع بالعملية التنموية نحو آفاق أوسع وأرحب في مختلف المجالات. ويقول الوزير الجوفي أن وزارة التربية والتعليم انتهجت أحدث الأساليب التعليمية وارتبطت بعدد من منظومات التعليم الدولية وفقاً للاحتياجات التي تحددها القدرات التعليمية لليمن. واشار وزير التربية والتعليم في حديثه لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الى الخطوات التي قطعتها الوزارة في سبيل تحديث وتطوير المناهج التعليمية وكذا التوسع في قاعدة المشاريع التربوية وتوفير كافة متطلبات العملية التعليمية والتنسيق مع المانحين والشركاء في مختلف المنظمات الدولية في مشاريع تطوير التعليم , الأساسي والثانوي . وعرض الدكتور الجوفي البرامج التطويرية التي تعمل من خلالها الوزارة حالياً فيما يتعلق بتعميم شبكة الحاسوب على مدارس التعليم الثانوي في الجمهورية ، وفقا للاستراتيجيات المتعلقة بتطوير العملية التعليمية ومواكبة التطورات وروح العصر , وإدخال الأنظمة التعليمية الحديثة , والتعامل مع شبكة الحاسوب وقاعدة البيانات والمعلومات والإنترنت , على أيدي كوادر وخبرات وطنية مقتدرة , وكذا العمل على إحلال المعلم اليمني البديل في مختلف المجالات التربوية . مؤكداً ان هذه الخطوات جاءت نتيجة الاهتمام الحكومي بهذا القطاع الهام والذي تعول عليه الدولة آمال كبيرة في قيادة عملية بناء المستقبل المشرق والنهوض بالوطن . وأوضح الدكتور الجوفي أنه من خلال هذا الاهتمام أصبحت العملية التربوية والتعليمية في اليمن تشهد كل يوم المزيد من التطور , وفي اتجاه جديد , وأصبح التوجه الآن نحو توسيع التعليم وتجويده ونوعيته في نفس الوقت الذي تشهد فيه مختلف المدن والقرى بناء مدارس جديدة . ويقول وزير التربية والتعليم / ارتبطت عملية التحسين والتجويد بالعديد من برامج التأهيل والتدريب , والتي بلغت في العام 2005م ( 1200) يوم تدريبي بأكثر من سبعة آلاف ومائتين ساعة تدريبية على مستوى الجمهورية تم خلالها تنفيذ 17 دورة تدريبية للمعلمين والموجهين والإدارات المدرسية واستفاد منها أكثر من 60 ألف من منتسبي وزارة التربية والتعليم , فيما تحاول الوزارة العمل على توسيع التعليم وتوفير الأدوات المعملية . ويبلغ عدد الملتحقين في مدارس التعليم الأساسي والثانوي خلال العام الدراسي الجاري أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة , فيما بلغ عدد المدرسين والمدرسات قرابة 200 ألف في مختلف مدارس الجمهورية , منهم حوالى 37 ألف معلمة , وذلك مع عملية الإحلال والتوظيف الجديدة ، وتم ربط الدرجة الوظيفية بالمدرسة وفقا للاحتياج. وفي إطار جهود وخطط وبرامج تحسين النوعية التعليمية تم إنشاء 2500 مدرسة محورية في كل عزلة ومديرية على مستوى الجمهورية لتكون كل مدرسة مركزاً لتدريب وتأهيل المعلمين في دورات مختلفة قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى تستهدف النهوض بمستوى أداء وكفاءة المعلمين والمعلمات وتزويدهم بكل حديث ومستجد فيما يخص مهارات وآساليب التعليم الحديثة ومعارفه المتطورة . وفيما يخص رياض الأطفال تسجل الإحصائيات الرسمية لوزارة التربية والتعليم أن أكثر من 15 ألف طفل وطفلة ملتحقون في رياض الأطفال البالغ عددها 610 روضة , منها 252 روضة حكومية , بالإضافة إلى 300 مدرسة أهلية ، في أطار التوجهات الحديثة لتشجيع استثمار القطاع الخاص في مجال التعليم وفقاً للأنظمة والقوانين المنظمة للعملية التربوية والتعليمية. ويعمل في هذه الرياض والمدارس 8266 مدرساً ومدرسة , منهم 7 في المائة من الأجانب تحت إشراف وزارة التربية والتعليم , ويدرس فيها نحو 87 ألف طالباً وطالبة . وحسب وزير التربية والتعليم فإن العام الحالي 2006م سيشهد افتتاح ووضع حجر الأساس لعدد 1350 مشروعاً تعليمياً على مستوى الجمهورية , وبمعدل يومي يصل إلى افتتاح أو وضع حجر الأساس لعدد أربع مدارس , في إطار عملية توسيع التعليم . ويشير الدكتور الجوفي إلى أن الوزارة عملت على توفير ما يتطلبه التوسع في المشاريع التعليمية من تجهيزات مدرسية وكتب ومعامل ,حيث تم خلال الفترة 90- 2004م توفير خمسمائة وثمانية وستين الف وثلاثمائة كرسي ومقعد دراسي لمعظم مدارس الجمهورية, وتوفير 200 معمل بتكلفة تقدر بنحو 5 مليارات ريال . ولفت إلى أنه فقط خلال العامين الماضيين قامت الوزارة بتوفير أكثر من 700 مختبر مدرسي وزعت على عدد من مدارس التعليم الأساسي والثانوي في مختلف محافظات الجمهورية . كما تم تحديث المركز الرئيسي للمؤسسة العامة لطباعة الكتاب المدرسي واستحداث فرع لها في محافظة حضرموت, بما مكن المؤسسة من طباعة مختلف المناهج الدراسية بنسبة 100 بالمائة وتنفيذ كافة الأعمال الطباعية الأخرى لوزارة التربية والتعليم . ومواصلة لجهود التطوير النوعي رصدت وزارة التربية والتعليم خلال العام الحالي حوالي 61 مليون دولار لإعادة تأهيل 63 ألف معلما ومعلمة في عموم محافظات الجمهورية .