يعتبر جهاز ابوظبي للاستثمار واحداً من أهم المؤسسات المالية وأكثرها نفوذا على مستوى العالم فللجهاز نفوذ في الاسواق لا يستطيع مضاهاته إلا عدد قليل للغاية من كبار المستثمرين على مستوى العالم. وبحسب تقارير غربيه فان سر النجاح المستمر للجهاز على مدى العقود الثلاثةالماضية يكمن في حرصه الدائم على تطبيق افضل الاستراتيجيات واختيار افضل شركات الاستشارات المالية في العالم خاصة أنها تملك القدرة على تعيين افضل وألمع الاسماء في السوق سواء على النطاق المحلي أو الصعيد العالمي بفضل ماتملك من صيت ذائع. ويدير الجهاز الاحتياطيات الفائضة من عائدات إمارة ابوظبي النفطية والتي تقدر بحوالي 500 مليار دولار ( 84ر1 تريليون درهم) وتنمو حافظة الجهاز الاستثمارية بمعدل سنوي لا يقل عن 10 بالمائه، وبفضل ما يطبق من استراتيجيات فعالة تمكن الجهاز من الصعود الى المرتبة الثانية بين اكبر مؤسسات الاستثمار العالمية بعد بنك اليابان وذلك بحسب بيانات “اوكسفورد بيزنس جروب. وللجهاز نفوذا قويا في اسواق الاستثمار العالمية ويؤكد العديد من الخبراء على أن اشارة منه كافية لجعل رئيس اكبر بنك في العالم يترك كل ما في يده ويحول كامل انتباهه لما يطلب الجهاز، بل ويكفي مجرد التلميح الى خطوة متوقعة للجهاز الى تحريك الاسواق. وذكر المدير التنفيذي لقسم الاسواق الناشئة التابع للجهاز سعيد مبارك الهاجري، إن اسم الجهاز له قيمة هائلة في الاسواق العالمية، وانه مع مرور السنوات يزداد الجهاز خبرة وحكمة في إدارة حافظته الاستثمارية إلا أن رؤيته الأساسية والمركزية لم تتغير، حيث تقوم سياسات الجهاز على الاستثمار طويل الأمد فهو لا يعتمد أبداً منهاج المضاربة ولا يسعى الى تغيير إدارات الشركات والاستحواذ على سلطة اتخاذ القرار. ويبدي الجهاز اهتماماً خاصاً بتنويع أنشطته الاستثمارية فهو يوظف أمواله في جميع الأسواق الدولية بما في ذلك أسواق الأسهم ومنتجات الدخل الثابت وأسواق العقارات والشركات الخاصة والأسواق البديلة مثل صناديق التحوط وأسواق السلع. وأكد التقريرأن هذاالمنهاج ساعد وإلى حد كبير في تقليص حجم المخاطرة. ويملك الجهاز محفظة عالمية واحدة تنقسم الى عدد من الصناديق الفرعية التي تغطي فئات الأصول المختلفة، فعلى سبيل المثال تنقسم محفظة الأسهم العالميةالى عدد من الفئات بينها الأسهم الأوروبية والأمريكية والأسهم اليابانية والاسترالية والاقليمية وأسهم الأسواق الناشئة. ويقوم الجهاز عادة باسناد إدارة كل صندوق الى فريق مختلف، وغالباً ما يتم اختيار طرف ثالث لإدارة الأصول في الخارج إذ تشير التقديرات الى أن ما يتراوح بين 70 الى 80 بالمائه من أصول الجهاز تديره جهات خارجية. ويهدف الى خفض هذه النسبة لتتراوح بين 60 و70 بالمائه من دون أن يؤثر ذلك في تدني مستوى المخاطرة بالنسبة لاستثمارات الجهاز. وأكد الهاجري أن الجهاز يبدي حرصاً بالغاً في اختيار أي طرف ثالث يتولى إدارة الأصول في الخارج حيث يقوم فريق مختص باختيار الجهة المعنية على أساس سجل أداء لمدة 5 سنوات في الأسواق العالمية. ولا يقل الجهاز حرصاً في اختياره للإدارة المحلية. ويؤكد جان بول فيلاين رئيس قسم استراتيجيات الاستثمار لدى الجهاز إن أداء الجهاز فاق كل التوقعات خاصة أن استثماراته تتوزع في مختلف أرجاء العالم مما يدعم الأداء العام للحافظة الاستثمارية في أوقات تراجع أسعار النفط العالمية. مؤكداً في هذا الصدد على أن محفظة الجهاز الاستثمارية تعد الأكثر تنوعاً على مستوى العالم، فالسر في رأيه يكمن في الوصول الى أعلى مستويات الربحية في الوقت الذي يحافظ فيه المستثمر على مستويات المخاطرة في أدنى حدودها. يذكر أن جهاز ابوظبي للاستثمار كان أول من بادر الى دخول أسواق السندات المربوطة بالتضخم وأول من خاض غمار الأسواق الناشئة. وكذلك يعد أحد أول المشاركين في الاستثمار بصناديق التحوط في منتصف الثمانينات.