كشفت دراسات حديثة أجريت مؤخراًَ أن 90 بالمائة من الاطفال العاملين يعملون مع اسرهم ومعظمهم من الفتيات خاصة في المناطق الريفية، فيما يعمل ما نسبته 8 بالمائة كأعمال خاصة بعيداً عن متطلبات ومحيط الأسرة. ذكر ذلك وزير التجارة والصناعة الدكتور خالد راجح شيخ في ورشة العمل التي أقيمت اليوم بصنعاء بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، ونظمهاالبرنامج الدولي لمكافحة عمل الاطفال التابع لمنظمة العمل الدولية. ونوه وزير التجارة والصناعة إلى أن عمالة الاطفال في اليمن ليست ظاهرة طارئة وأنما نشأت مع مرور الزمن لارتباطها بأسباب الفقر والبطالة والزواج المبكر للفتيات وتعدد الزوجات بالاضافة إلى الأسباب المرتبطة بتناول القات وعادة التدخين، لافتا إلى الأضرار الكبيرة التي تلحق الأطفال جراء الإمتهان لعدد من الأعمال التي تكون في كثير من الأحيان فوق قدراتهم وبعيداً عن الأجواء الصحة والسلامة المهنية. وأشار في هذا الصدد إلى تكليف كثير من المزارعين لأطفالهم للقيام بمهام رش المبيدات الخاصة خاصة في مجال زراعة القات ، والعمل على حساب الإنتظام في الدراسة . ودعا الوزير إلى تظافر جهود جميع الجهات المعنية واستشعار المسؤولية من قبل الجميع لحماية الأطفال من مخاطر العمالة غير القانوية والعمل فوق قدراتهم وفي أجواء غير صحية وسليمة ، والقيام بما من شأنه تحقيق الأهداف المعلنة من مكافحة عمل الاطفال. وأهاب بوسائل الاعلام المختلفة للاضطلاع بدورها في التوعية بهذا الخصوص . وقال وزير الدولة أمين ا لعاصمة الدكتور يحيى محمد الشعيبي أن عمل الاطفال في اليمن يمثل ظاهرة متنامية تستحق الوقوف عندها بمزيد من الاهتمام والجدية .. مشددا على التعاطي مع عمل الاطفال في اطار متكامل يبدأ من فهم الاسباب التي تدفع الاطفال الى العمل وتقديم معالجات شاملة في مختلف الجوانب ، بما يكفل توفير معيشة كريمة للأطفال وحمايتهم من المخاطر. واستعرض جهود امانة العاصمة الهادفة للحد من هذه الظاهرة والمتمثلة بقيام الأمانة بالتعاون مع البرنامج الدولي لمكافحة عمل الاطفال وبالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص بأنشاء وتأسيس مركز إعادة تأهيل الاطفال العاملين الذي استطاع بدوره تقديم المساندة وتوفير الحماية للاطفال في امانة العاصمة. وقال وكيل اول وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عبده الحكيمي ان الاهتمام بالاطفال لم يعد متعلقا بالباحثين والعلماء فقط بل بجيمع الهيئات على المستوى المحلي والدولي لما بات يمثله واقع عمل الاطفال من ظاهرة ملفتة للاهتمام في مختلف المجتمعات.. متطرقا الى الاعلان العالمي لحقوق الطفل من قبل الاممالمتحدة الذي اعتبر هذا العام عاما للطفل وما تضمنه تقريرها من مبادئ في هذا المجال، لافتا الى ما تم انجازه في المشروع الوطني لمكافحة عمل الاطفال 2002-2005م بالتنسيق بين الوزارة والاطراف المعنية والتي كان من اهم اهدافه حماية الاطفال العاملين في ظروف صعبة وتدريب الكوادر الوطنية على الطرق الكفيلة بالحد من عمالة الاطفال ورفع مستوى الوعي في المجتمع وأنشاء قاعدة معلومات والتعريف بخطورة هذه الظاهرة . كما القيت كلمة من قبل مدير وحدة مراقبة الفقر بوزارة التخطيط والتعاون الدولي الدكتورعبد الحكيم الشرجبي اوضح فيها ان الاشكالية تتمثل في ان هناك 38 بالمائة من فئة 6-14 سنة هم خارج التعليم الاساسي بما يمثل رافدا لعمالة الاطفال في اليمن . وذكر أن هناك 326 الف طفل عامل بحسب مسح 1999م و 135 الف طفل ضمن هذا المسح يعتبروا من اطفال الشوارع . وكان محافظ محافظة حجة محمد عبدالله الحرازي قد استعرض تجربة المحافظة في مجال مكافحة تهريب الاطفال وعمل الاطفال موضحا ان المحافظة قطعت شوطا كبيرا في هذا الجانب .. مشيدا بتعاون منظمة اليونسف التي وفرت مقرات لايواء الاطفال المهربين حتى عودتهم الى اسرهم. وفي ورشة العمل التي شارك فيها 70 مشاركاً من عدد من الجهات المعنية جرى عرض فيلم وصور وثائيقة حول واقع الطفل العامل والاسباب التي تدفعه للعمل. وفي نهاية الورشة أعلنت المدير الوطني للبرنامج الدولي لمكافحة عمل الأطفال ( ايبك) جميلة على رجاء التقرير العالمي 2006م حول عمل الاطفال وانطلاق المرحلة الثانية من البرنامج الوطني للجمهورية اليمنية لمكافحة عمل الأطفال مع الشركاء المحليين الذين يمثلون ست وزارات وأربع منظمات غير حكومية ونقابات والذي سيركز على عمل الفتيات وتهريب الاطفال. كما القى الطفل مقداد نص رسالة الاطفال العاملين الى رئيس الوزراء عبد القادر باجمال تطرقت الى ما يعانيه الطفل العامل من مشاق في واقعه المعيشي. حضر الورشة العميد عبد الرحمن البروي وكيل وزارة الداخلية لقطاع خدمات الشرطة وممثلون عن وزارات الصحة العامة والسكان والتربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني والجهات ذات العلاقة . سبانت