حذرت مصادر اقتصادية اماراتية من مخاطر ارتفاع أسعار النفط على الاقتصاديات الخليجية بعد أن أثر تزايد الفوائض المالية بصورة غير مسبوقة في نمط الإنفاق والاستثمار معا. وذكرت المصادر ان ظاهرة الارتفاع الكبير في اسعار النفط التي تشهدها الاقتصادات الخليجية منذ بضع سنوات كانت لها من دون شك انعكاسات كبيرة علىالاوضاع والسياسات الاقتصادية في دول الخليج العربية . واشارت الى ان ارتفاع الاسعار كان له جوانب ايجابية،واخرى سلبية اثرت على الاقتصاديات الخليجية،وتمثلت الجوانب الايجابية فى تحسين معدلات النمو الاقتصادي الذي يقدر بنحو 3 بالمائة خلال السنوات الثلاث الماضية مقابل نسبة لا تزيد على 5ر3 بالمائة خلال التسعينيات. كما ان الفوائض الجديدة في الإيرادات النفطية لم تذهب كلها في شكل مصروفات وإنفاقات مثلما حصل في الفورة النفطية الأولى خلال السبعينيات .. وتراجع ملموس في مديونية القطاع العام حيث انخفض الدين العام في الدول الخليجية خاصة بالنسبة إلى السعودية، من 50 بالمائه من الناتج الإجمالي المحلي في عام 2002 إلى 25 بالمائه في العام الماضي. واوضحت المصادر ان اهم التأثيرات السلبية لارتفاع اسعار النفظ على الدول الخليجية تتمثل فى مايلي. اولا : ان السيولة الكبيرة والمفاجئة الناجمة عن الارتفاع الكبير في أسعار النفط أدت إلى سخونة الاقتصاد وارتفاع مبالغ فيه في أسعار الأصول وفقدان السيطرة على استقرار الأسعار وارتفاع مقلق لمستويات التضخم، وارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير أديا إلى تدهور المستوى المعيشي لكثير من الأفراد. ثانيا : زيادة السيولة في شكل كبير أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في التعامل بالأصول المالية والعقارية مما ادى إلى ارتفاع أسعارها في شكل غير طبيعي نتج عنه في ما بعد حركات تصحيحية حادة ومؤلمة تشهدها اليوم البورصات الخليجية. ثالثا: احتمالات تراخي جهود الإصلاح حيث إن زيادة الإنفاق الجارية خصوصا في ما يتعلق بالأجور والرواتب والمنح والإعانات، قد تضعف سياسات الترشيد وتقلل من أهمية الانضباط المالي وتزيد من هيمنة القطاع العام. وفي سياق متصل اشار مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتجية الى أنه لم يفصل أسعار النفط العالمية في بداية تعاملات الأسبوع الماضي سوى بضعة دولارات عن كسر حاجز قياسي جديد عند 80 دولارا للبرميل . فقد دفعت موجة الصعود الأخيرة بالأسعار إلى عبور 78 دولارا للبرميل فيما أرجعه مراقبون إلى تداعيات تفجر الأزمة الجديدة في الشرق الأوسط وانخفاض المخزونات الأمريكية وزيادة الطلب الموسمي على الوقود في الولاياتالمتحدة. وعلى الرغم من تراجع الأسعار في وقت لاحق من تعاملات الاسبوع الماضي الى اقل من 75 دولارا للبرميل فإن ذلك لم يبدد تكهنات البعض بإمكانية اتجاه الأسعار إلى مستوى جديد قد يصل إلى 90 دولارا للبرميل خلال الفترة القريبة المقبلة في حين باتت الغالبية من المحللين يعزفون عن توقع أي مستوى جديد يمكن أن ترتفع إليه الأسعار في ظل الأوضاع المضطربة التي تعصف بالأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط . سبانت