يعد الأولمبياد الخاص أضخم برنامج مسابقات رياضية للأطفال والبالغين من ذوي الإعاقات الذهنية على المستوى العالمي، ويستفيد من الأولمبياد الخاص ما يزيد على مليوني لاعب معاق حول العالم ، ويمنح الأولمبياد الخاص فرص المشاركة في التدريبات والمسابقات الرياضية في 26 رياضة ذات طابع أولمبي للاعبين من سن 8 سنوات فما فوق. ويحظى الأولمبياد الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بكوكبة من رؤوساء شرف البرامج ، والذين ساهمت رعايتهم المباشرة لتلك الفئة بإحداث نهضة رياضية حقيقية ساعدت كثيرا في تطوير هذه البرامج وزيادة الرعاية والاهتمام بتلك الفئة سواء على المستوى الرسمي أو المحلي. لمعرفة المزيد فيما يتعلق بالاولمبياد الخاص الدولي، وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استغلت تواجد المحاضرة الدولية اللبنانية نيبال فتوني مديرة المبادرات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للاولمبياد الدولي الخاص لإقامة دورتين تدريبيتين في اليمن، وأجرت هذا الحوار معها لمعرفة الكثير عن الاولمبياد الخاص الدولي، وأنشطته الخاصة تجاه شريحة المعاقين ذهنيا في اليمن وعلى مستوى الشرق الأوسط. * سبأ: نريد نبذة تعريفة عن الاولمبياد الخاص الدولي متى تأسس ، وما هي المهام والأنشطة التي يقوم بها ؟ - فتوني : الاولمبياد هي مؤسسة رياضية طوعية أسستها " اونيس كنيدي شرا يفر" شقيقة الرئيس الأمريكي السابق جون كنيدي عام 1968 م ، ويتواجد في عضوية الاولمبياد الدولي الخاص 150 بلد , تحت شعار الاولمبياد الخاص ويوجد مائة وأربعين ألف مدرب مؤهل تحت لواء هذا التجمع العالمي ، وهي مؤسسة رياضية غير ربحية , تهتم بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة دون تفرقه، إيمانا منها بأنه من خلال التدريب الرياضي والمبارايات يستفيد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بدنيا وعقليا واجتماعيا وروحيا وذلك من اجل تقوية الروابط بين أفراد اسر اللاعبين. ومن مهام الاولمبياد الخاص عقد الدورات التدريبية وتنظيم البطولات الرياضية على مدار السنة ضمن مجموعة متنوعة من الألعاب الاولمبية للأطفال والبالغين ذوي الاحتياجات الخاصة وإعطائهم فرصا لتطوير قدراتهم البدنية , إضافة إلى إظهار ما يتميز به اللاعبون من شجاعة ومشاركتهم والآخرين إحساسهم بالشعور والسعادة في الاحتفال وتقديم مواهبهم ومهاراتهم والعمل على علاقات صداقة مع اسرهم . * سبأ : ماهي الاستراتيجية التي ينفذها الاولمبياد الخاص الدولي ؟ - فتوني : يضم برنامج الاولمبياد الخاص 2 مليون و256 ألف و733 لاعبا حتى الأول من يناير 2006 ، ويسعى ضمن استراتيجيته للوصول إلى 3 ملايين لاعب حتى عام 2010 م ، ونشر رسالة واضحة وثابتة عن اللاعبين المعاقين ذهنيا ، وكذا دعم الألعاب المحلية الإقليمية والعالمية وتفعيل تطوير البرامج في الاولمبياد الخاص الدولي . * سبأ : من اين جاءت فكرة المبادرات في الاولمبياد الخاص الدولي ؟ - فتوني : المبادرات هي احد اللجان أو الهيكل التنظيمي في الاولمبياد الدولي حيث يتكون الاولمبياد الدولي من الرئيس الوطني والمدير التنفيذي والمدير الرياضي ولجنة استشاريه ولجنة المبادرات ولجنة طبية , ولجنة المبادرات والتي أترأسها منذ سنتين فقط تقوم من اجل إيصال اللاعبين في الرياضة إلى آماكن مرموقة في المجتمع ، ونبرهن للعالم أن هؤلاء اللاعبين قادرين على الوصول إلى الهد ف المراد الوصول إليه , كما تهدف المبادرات إلى عملية الدمج الاجتماعي بطريقة أكثر فعالية ولديها منهج اسمه " لنغير العالم " ويتضمن أربع دروس هي " المتطوعين " الآسر ، إعداد القادة من اللاعبين ، والشباب والمدارس " , وهذه الدروس موجهة للصفوف الابتدائية والمتوسطة والثانوية ، وتهدف الى دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في صفوف الطلاب الأصحاء وتعريفهم على الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ومدى قدرتهم على تغيير نظرة الطلاب تجاه هؤلاء الأفراد .. بالإضافة إلى عقد العديد من الدورات التعريفة بالاولمبياد الخاص وزيادة عدد اللاعبين في الاولمبياد ومشاركاتهم في نشاطاتهم . * سبأ : ما هي الوسيلة الناجحة لتطبيق البرامج على المستوى الميداني ؟ - فتوني : أهم الوسائل التى يمكن تطبيق البرنامج هي المدارس وذلك لعمل تغيير جذري في المفاهيم لدى التلميذ بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ، وهذه الدروس سوف تنجح في غرس المفاهيم وكذا عملية الدمج الاجتماعي . * سبأ : هل يعني ذلك بأن اليمن تحتاج إلى قرار وزاري من اجل إدخال المنهج في المدارس ؟ - فتوني : لما لا إذا كان الموضوع يتطلب إصدار قرار وزاري والموضوع عادي جدا ويتطلب فقط تقديم 4 حصص على مدار السنة في المدارس العادية وهذا الأمر يرجع للمسؤولين على الاولمبياد الخاص اليمني ليقدم المنهج للجهات الحكومية لدراسة الموضوع ونحن في المبادرات مستعدين لتقديم كافة الدعم بعد الموافقة من وزارة التربية والتعليم اليمنية على إدخال المنهج . * سبأ : ما هي أهداف المبادرات في عقد العديد من الدورات في البلدان العربية ؟ - فتوني : الهدف الأساسي إيجاد شبكة تواصل كاملة بين البلدان والمبادرات وعرض تجارب هذه البلدان والأفكار التي يتم طرحها من قبل المشاركين من الأهالي والمعلمين في أي بلد ويتم مناقشتها في بلدان أخرى ، وذلك من اجل الاستفادة وتقديم كافة الدعم والتسهيلات لهم في تطبيق المناهج على المستوى الميداني . * سبأ : من خلال عقد الدورتين في اليمن كيف تقيمون تفاعل المشاركين في هذه الدورتين كونها لأول مرة تقام في اليمن ؟ - فتوني : بصراحة لم أتوقع الحضور البسيط خصوصا وأن الموضوع يهم المجتمع أكثر ما يهمني، ولكن المسولين في الاولمبياد اليمني يؤكدون انه تم عمل رسائل لأكثر من 100 شخص , وكلما ازداد تفاعل أهالي الأطفال المعاقين والمعلمين في الدورة يعني أننا أوجدنا لاعبين جدد في الاولمبياد الدولي من هذه الشريحة وأبعدناها عن الإهمال المجتمعي . * سبأ: هل المبادرات ستقوم بالمتابعة والتواصل مع العاملين في الاولمبياد اليمني وتقديم الخدمات ، أم إن عملها أنتهى بعقد الدورتين للأسر والمعلمين الأسبوع الماضي فقط ؟ - فتوني: نحن في الاولمبياد نقوم بعمل المتابعة وتقييم الأعمال التي يقوم الأولمبياد الخاص اليمني والمشاركين في الدورة وذلك عن طريق المنسقين الذين تم اختيارهم خلال الدورتين , كما تم وضع خطة العمل لتنفيذها خلال سنة أو سنتين في اليمن . * سبأ : ما هو دور وسائل الإعلام في الاولمبياد الخاص الدولي ؟ - فتوني : الإعلام يعتبر أهم شيء في الاولمبياد وهو الشريك الأساسي في عملية التعريف عن الأعمال التي تقوم بها إدارة المبادرات من حيث إقامة الدورات والأنشطة الرياضية التي ينظمها الاولمبياد الدولي ، وبكل صراحة أقول أن الإعلام مقصر جدا ليس في اليمن فقط ولكن على مستوى الشرق الأوسط في عملية التوعية والتعريف باللاعبين ذات الإعاقة الخاصة وإجراء برامج تلفزيونية عن الأنشطة التي ينفذها الاولمبياد التابع لأي دولة وعمل لقاءات مع المسؤولين لتعريف الناس عن المهام التي يقومون بها تجاه هذه الشريحة . * سبأ : ما هي الكلمة التي تريدين توجيهها للقائمين على الاولمبياد اليمني والجهات الحكومية ؟ - فتوني : أقول لهم إن يكونوا أوسع صدرا في هذه الأمور لان الموضوع مهم جدا ويهم المجتمع بكامله وليس فئة معينة , خصوصا وان هدف المبادرات هو الدمج الاجتماعي والدمج المدرسي وأدعو الوزارت المعنية إلى التواصل الدائم مع المؤسسات التي تقوم بأنشطة فعالة في هذا المجال على الميدان وتساعدها في عملية الدمج. سبأنت