قال محافظ مأرب ناجي علي الزايدي: إن المحافظة ستشهد خلال الاحتفالات بالعيد الوطني ال 19 للجمهورية اليمنية 22 مايو، افتتاح عشرة مشاريع، ووضع حجر الأساس لعدد مماثل من المشاريع الاستراتيجية والرئيسة في الجانب التنموي بتمويل مركزي ومحلي. وأوضح الزايدي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن من أبرز تلك المشاريع، افتتاح معهد الصالح المهني، كلية المجتمع، القاعة الكبرى لكلية التربية والآداب والعلوم، مبنى فرع مياه الريف، مبنى مكتب المالية، إلى جانب تدشين سير العمل في تعبيد وسفلتة وإنارة الشوارع الرئيسة والفرعية في مدينة مأرب في مراحلها الأولى والثالثة، وتدشين طريق ذنه- الزور. ولفت إلى أنه سيتم تدشين المرحلة الأولى من مشروع محطة مأرب الغازية بقدرة 341 ميجاوات، فيما سترتفع قدرتها الإنتاجية في المرحلتين الثانية والثالثة إلى ألف و141 ميجاوات من الطاقة، والتي ستحل مشكلة زيادة الطلب على الطاقة الكهربائية في مختلف محافظات الجمهورية. وأشار محافظ مأرب إلى أن تسع مديريات بالمحافظة سيتم ربطها بشبكة المرحلة الأولى من مشروع الكهرباء الغازية..في حين سيتم تغطية المديريات الخمس المتبقية بالطاقة المشتراة التي يؤمن بها حاليا مركز المحافظة وبعض المديريات المجاورة، على أن يتم ربطها بالكهرباء الغازية خلال المرحلة الثانية من المشروع. ومن المشاريع الاستراتيجية التي سيتم وضع حجر الأساس لها، أوضح الزايدي أنها تتمثل في مشروع إنشاء أبراج خطوط الكهرباء من المحطة الغازية في صافر إلى المحطة التحويلية في مركز المحافظة، وهذه الأبراج ستزود بالطاقة محافظة مأرب و جزء كبير من محافظتي شبوة والجوف، متوقعاً أن يتم إنجاز المشروع خلال سنتين بحسب الخطة المعتمدة في وزارة الكهرباء. وفي مجال الطرقات الاستراتيجية أشار الزايدي إلى أنه سيتم تدشين العمل في تنفيذ طريق مأرب - البيضاء والتي ستربط المحافظات الجنوبية والشرقية بالمحافظات الوسطى كونها متوسطة المساحة الجغرافية والكثافة السكانية، كما ستسهل التنقل بين مأرب ومحافظات البيضاء، لحج، الضالع، أبين، عدن، تعز، إب، وذمار إلى جانب محافظتي ريمه والحديدة. وأكد أنه سيتم تدشين استئناف العمل في طريق ( صنعاء بني حشيش حريب القراميش المحجزة مأرب) الاستراتيجية وذلك بعد أن تمكن مؤخرا من حل الإشكاليات التي تسببت في تعثر المشروع، لافتا إلى أنه سيتم وضع حجر الأساس لإنشاء قاعات دراسية جديدة بكلية التربية والعلوم والآداب وبناء معامل علمية والكترونية ومبنى للإدارة وسكن لأعضاء هيئة التدريس. وفي مجال التعليم الفني والمهني ،أوضح الزايدي أنه سيتم افتتاح معهد الصالح الذي استكملت كافة الأعمال الإنشائية فيه حيث يجري حاليا تأثيثه من قبل جمعية الصالح للتنمية، وسيتولى المعهد تأهيل كوادر المحافظة في مجالات النفط والكهرباء والميكانيك والزراعة ومجالات أخرى. * أولويات محافظين: واعتبر الزايدي انتخاب المحافظين في مايو 2008م خطوة شجاعة من القيادة السياسية، والهادفة إلى تمكين أبناء الشعب اليمني من امتلاك القرار ومشاركته في إدارة التنمية وتعزيز النهج الديمقراطي وتحقيق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، مؤكدا أن انتخاب المحافظين تعد منجزا ديمقراطيا من المنجزات الوطنية للوحدة اليمنية وتأكيدا على تطور النهج الديمقراطي وتجذره. وحول أولوياته في تنمية المحافظة كأول محافظ منتخب، أكد الزايدي أنه سيركز على تطوير قطاعات التعليم والصحة والطرقات والكهرباء. وقال: إذا استطعنا بناء الكادر في المحافظة نستطيع إدارة التنمية، والحفاظ على المشاريع التنموية والخدمية وتحقيق الأمن والاستقرار في المحافظة. * تجربة المجالس المحلية: وفيما يتعلق بتقييمه لتجربة المجالس المحلية واللامركزية التي خطتها اليمن، وشهدت فيها دورتين انتخابيتين، أكد محافظ مأرب أن التجربة بحد ذاتها ايجابية رغم وجود سلبيات في أداء السلطات المحلية أبرزها، عدم إتقان كوادر السلطات المحلية للواجبات وانحياز بعض أعضائها قبليا. وطالب الزايدي بإنشاء مركزا أو معهد عالي المستوى لتأهيل أعضاء السلطة المحلية ونشر الوعي المجتمعي بماهية السلطة المحلية والقانون الذي ينظمها وواجباتها ومسؤولياتها ومهامها، والدور المجتمعي في إنجاح التجربة وتوسيع المشاركة الشعبية في التخطيط والتنفيذ والرقابة والمحاسبة الشعبية. وأضاف: أهم شيء في اللامركزية أن يكون أعضاء المجالس المحلية واعين لواجباتهم ومسؤولياتهم، ومفرقين بين واجبات أعضاء المجالس المحلية حسب درجاتهم واختصاصاتهم والأعمال والاختصاصات والمهام المشتركة مع المكاتب التنفيذية، مبتعدين عن الازدواجية والترفع عن المصالح الشخصية والحرص على المصلحة العامة وتحقيق إنجازات على الميدان والاستجابة لحاجات المواطنين خلال فترتهم القانونية. وبيّن بأن المؤتمر الفرعي للمجالس المحلية في محافظة مأرب الذي سينعقد مطلع الشهر القادم سيقف أمام تقارير الأداء للمجالس المحلية وجوانب الإخفاق والنجاح، واستعراض نتائج التقييم الأفضل لأداء المجلس المحلي على مستوى مديريات المحافظة، إلى جانب استعراض الاستراتيجية الوطنية للحكم المحلي وملامح البرنامج الوطني التنفيذي للاستراتيجية ورؤية المحافظة لتنفيذ هذه الاستراتيجية. كما سيناقش المؤتمر الفرعي للمجالس المحلية مع قيادات منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والقياديين في المكاتب التنفيذية، مستوى تنفيذ البرنامج الاستثماري للمحافظة ومديرياتها، والمشاريع المنفذة والمتعثرة وأسباب التعثر، وكيفية تعزيز التعاون والتنسيق من أجل الدفع بعجلة التنمية وإزالة العوائق التي تقف أمام المشاريع، إلى جانب التنسيق بين مختلف فعاليات ومكونات السلطة المحلية والقوى الاجتماعية الفاعلة والشخصيات الاجتماعية للنهوض بأوضاع المحافظة في مختلف المجالات. وعبر محافظ مأرب عن أمله بأن يخرج المؤتمر بورقة تلخص تجربة المجالس المحلية في المحافظة والمديريات خلال السنوات الماضية في مختلف المجالات، بحيث تنقسم إلى مكونين، الأول يخص المسئولين في المحافظة، ويتضمن القضايا التي تتطلب معالجتها في إطار المحافظة، والثاني يتضمن القضايا والخطط التي تتطلب معالجتها من القيادة العليا للدولة. * ظواهر سلبية: وحول الظواهر السلبية الناجمة عن الثارات القبلية والاختلالات الأمنية والاختطافات والقطاعات القبلية.. دعا محافظ مأرب إلى تنشيط لجنة مكافحة ظاهرة الثأر ولجنة دراسة الظواهر الاجتماعية السلبية في المجتمع، ووضع الميزانيات اللازمة لهما، كون مثل هذه الظواهر تعيق عملية التنمية. وأشار إلى أن تركيز عناصر القاعدة على محافظة مأرب ناجم عن حساسيتها بسبب وجود الصناعة النفطية فيها، مثمنا دور الأجهزة الأمنية في إحباط عدد من المحاولات الإرهابية، وإلقاء القبض على عدد من العناصر الإرهابية. وانتقد الزايدي بشدة بعض وسائل الإعلام المحلية التي اتهمها بالتعمد في تشويه صورة المحافظة، وضرب السياحة فيها بالترويج المظلل لأعمال اختطافات للسياح في مأرب. وقال: لو راجعنا عمليات الاختطاف للسياح في اليمن لوجدنا أن محافظة مأرب لم تشهد سوى عملية اختطاف واحدة فقط، والبقية المنسوبة للمحافظة تتم الاختطافات من قبل أناس آخرين من محافظات أخرى، ثم يحضرون المختطفين إلى الشعاب البعيدة في محافظة مأرب. وأضاف: بعض وسائل الإعلام المحلية أثرت علينا وعلى نفسها دون أن تدرك، فمثلاً حدثت عملية اختطاف قبل أسابيع لأحد الأجانب العاملين في محافظة أخرى ووسائل الإعلام تتحدث عن مأرب، وبعض الإعلاميين اتصلوا بي يسألونني، وقلت لهم عليكم الإلمام بالتقسيم الإداري والمناطق قبل أن تنسبوا الأفعال إلى غير محلها، وتذهبوا بها إلى محافظة مأرب، وهي بعيدة عنها. وأعرب عن تمنياته بأن تتبنى وسائل الإعلام نقدا بناءً، دون تشويه للوطن والإضرار بالسياحة والاقتصاد. وأضاف: نعم اعترف أن هناك مخالفات تتم في محافظة مأرب، ولو أن الثروة التي في المحافظة وجدت في محافظة أخرى لكانت اليوم قد شهدت نهضة تنموية غير عادية، فالمحافظة نفطية وغازية والكهرباء فيها، وزراعية وسياحية، وتعتبر محافظة مأرب كلها حقل نفطي، وليست أماكن حقول النفط الحالية فقط. * لا شركات ولا جمارك: وانتقد الزايدي غياب الدور التنموي للشركات النفطية العاملة في المحافظة ،وقال:" بعض الشركات المستفيدة من محافظة مأرب تجني ثروات كبيرة لكنها لا تقدم أي شيء للمحافظة وأبنائها إلا ما ندر. وأضاف : لأول مرة بدأنا حاليا مع شركة صافر وضع برنامج تعاون لتنفيذ مشاريع تخدم المجتمع، وكذلك وزارة النفط أبرزها المشاركة في تطوير كلية التربية والآداب والعلوم بالمحافظة، وإيجاد مشاريع مياه في الأماكن الضرورية، وإيجاد الحدائق العامة في المحافظة. وانتقد الزايدي تجاهل مصلحة الجمارك لمحافظة مأرب، وعدم فتح مكتب جمركي فيها، وقال: مصلحة الجمارك تركز على المناطق الحدودية ومأرب كانت منطقة حدودية مع السعودية، لكنها الآن أصبحت منطقة وسطى والمحافظة تدخلها السيارات المغفرة من دول الخليج عبر الصحراء ورغم وجود مراكز جمركية في المنافذ إلا أن مركز السيطرة على السيارات المغفرة يفترض أن يكون في مأرب، ووجود مركز جمرك في المحافظة مهم جدا حتى يشجع المواطنين على ترسيم مركباتهم، ويوفر للدول موارد مالية تساهم في ردم عجز الموازنة العامة. * مطلب وطني: وطالب الزايدي في ختام حديثه ممن أسماهم بالبعض، والذين يحاولون استغلال الديمقراطية في التشويه والمكايدة أو محاولة المساس بالمصلحة العليا للوطن، وأن يكفوا عن الإساءة، وأن يستشعروا معاني حب الوطن. وقال: نسمع من بعض الأصوات النشاز التحريض المناطقي والطائفي، والدعوة إلى إعادة تشطير الوطن، وهذا من المستحيلات كون الوحدة راسخة رسوخ الجبال. وأكد الزايدي على أن أبناء محافظة مأرب قلوبهم مع إخوانهم في كافة المحافظات الغيورين على هذا الوطن، سيدافعون عن هذا المنجز كما كانوا في المقدمة للدفاع عنه أثناء محاولة الانفصال عام 1994م.